عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jul-2024

اليهودوفوبيا*إسماعيل الشريف

 الدستور

البر لا يبلى، والاثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، كما تدين تدان – حديث.
في عام 1979، نظمت المنظمات الصهيونية مؤتمرًا حضره ممثلون عن الولايات المتحدة، من بينهم جورج بوش الأب ومناحيم بيغن. كان للمؤتمر هدف واحد: تصنيف كفاح الشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير والاستقلال تحت مسمى الإرهاب.
ثم توسع المفهوم، فبعدها بخمسة أعوام عقد مؤتمر آخر في واشنطن حضره المحافظون الجدد والأحزاب الصهيونية. في هذا المؤتمر، تم الربط بين الإسلام والإرهاب. كان على رأس المتحدثين أحد أهم العقول في الولايات المتحدة، برنارد لويس، الذي يعتبره البعض عراب الثورات العربية. قال لويس: «إن الإسلام دين سياسي خلافًا للديانتين المسيحية واليهودية، وتستخدم السياسة الإرهاب لتحقيق أهدافها، إذًا الإرهاب الإسلامي حقيقة». وظهر بعدها مصطلح «الإسلاموفوبيا»، أي رهاب الإسلام.
استغل الصهاينة والأمريكيون المنظمات الإرهابية التي تتخفى بعباءة الدين لنشر الفوضى في الدول العربية بهدف تنفيذ أجنداتهم وتأجيج الكراهية والتفرقة بين المذاهب الإسلامية. هناك العديد من الدراسات والوثائق التي تثبت ذلك، ومن أهمها البرقية التي أرسلها الملحق الدبلوماسي في السفارة الأمريكية في دمشق، ويليام روبيك، في 13 ديسمبر 2006، بعنوان «Influencing the SARGE (Syrian Government)». تضع هذه البرقية خطة متكاملة لإسقاط نظام الأسد، ومن ضمن هذه الخطة تغذية الصراع السني الشيعي، ونقل المتطرفين إلى سوريا، ودعم المعارضة السورية، وبنود أخرى لا يتسع لها هذا المقال.
وهناك أيضًا التقرير المسرب من مؤسسة ستراتفور في عام 2001، الذي يكشف عن تدريب الولايات المتحدة لقوات مسلحة سورية. كما يوجد تقرير صادر عن جامعة القوات المشتركة الأمريكية في عام 2004، يتحدث عن خطة ما بعد حرب العراق. تتضمن هذه الخطة إشعال حرب جديدة يكون أطرافها الأعداء الذين يحاربون بعضهم البعض، وجعل كل فريق محبوبًا ومدعومًا من مؤيديه، وإشاعة الفرقة بين الأعداء، وتحريض الشعوب على كراهيتهم.
ومن أهم الصحفيين الذين تحدثوا عن دعم الولايات المتحدة ودول عدة لداعش هو الصحفي سيد شريف شاهزاد، الذي قُتل في ظروف غامضة في عام 2011. كتب شريف عشرات التقارير الصحفية، وقد قابل مسؤولًا في وزارة الدفاع الباكستانية. وهنا علينا أن نذكر أن المخابرات والجيش الباكستاني يرتبطان بتحالفات وثيقة مع الولايات المتحدة، لماذا؟ لأن باكستان دائمًا بحاجة إلى دعم دولة عظمى نتيجة علاقتها المضطربة مع جارتها اللدودة، الهند.
في مقابلة خاصة مع موقع «آسيا اليوم» في فبراير من عام 2005، ذكر شاهزاد أن أنصار صدام حسين تم تجنيدهم وتدريبهم تحت إمرة أبي مصعب الزرقاوي، وتم تسليحهم من قبل المخابرات الباكستانية بأسلحة أمريكية. وقال أيضًا إن الولايات المتحدة تلعب دورًا مزدوجًا في دعم الشيعة والسنة.
والقائمة تطول!
ستنتهي قريبًا حرب الإبادة التي تجري في غزة، ولكن تداعياتها وارتداداتها وعواقبها لن تنتهي وستكون طويلة الأمد وقد تتفاقم في بعض جوانبها. ستكون لهذه التداعيات تأثيرات صعبة على اليهود في العالم.
هذه الحرب ستسبب مشاكل كثيرة لليهود في العالم، وقد يعود الغرب مرة أخرى إلى اضطهاد اليهود. سنرى جرائم كراهية ضدهم في مجتمعات غربية مليئة بالعنصرية وتاريخ طويل من الظلم بحق الآخرين.
أشفق على اليهود الأبطال في الغرب الذين وقفوا بجانب كل الأحرار وقادوا المظاهرات المناهضة للمذبحة التي تجري في غزة.
باسم اليهود، قام جيش الاحتلال بحرق الأطفال، وقتلهم، وتجويعهم، وارتكاب المجازر بحق المدنيين، وهدم دور العبادة والجامعات والمدارس لجعل غزة مكانًا غير صالح للحياة.
وستتحول نجمة داوود، المقدسة لدى اليهود، إلى رمز للكراهية بعد أن رسموها على جدران البيوت المهدمة وعلى الجثث، تمامًا كما أصبح الصليب المعقوف، الذي كان معروفًا في حضارات كثيرة كرمز للرخاء والسلام، رمزًا مقيتًا يرتبط بالكراهية والإجرام.
فلنتذكر أن اليهود المناهضين للصهيونية لا يتحملون وزر الصهاينة. نحن، كمسلمين، وقد تعرضنا ونتعرض للشيطنة، لن نقبل بشيطنة اليهود الأبرياء، إخواننا في الكفاح. لن نقبل أن نكون الضحية التي تتحول إلى جلاد!
كما وجد اليهود ملجأً لهم في الحضارة الإسلامية، سيعودون مرة أخرى إلى الحضن العربي الدافئ، باستثناء الصهاينة ومن تلطخت أيديهم بدماء أشقائنا الفلسطينيين!