عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jan-2020

يانون لم يعد هو الأفضل - عميحاي اتالي

 

يديعوت أحرونوت
 
في شهر حزيران (يونيو) 2018 اجتهد النائب ميكي زوهر بالذات جدا من أجل المستشار القانوني للكنيست ايال يانون وكافح كي يرفع بدل التقاعد الشهري له. في نظرة إلى الوراء يبدو كفاح زوهر غريبا. “يا له من مستشار قانوني لدينا؟” سأل زوهر في مداولات لجنة الكنيست التي بحثت في رفع تقاعد يانون، واجاب بنفسه على الفور: “واحد هو من أفضل ما يوجد في العالم”.
حتى هذا الأسبوع لم يعز أحد ليانون تحيزا سياسيا. لا يوجد في دولة إسرائيل أي مستشار قانوني يكون على اتصال كثيف بهذا القدر مع السياسيين مثل المستشار القانوني للكنيست. فهو يرافقهم في كل مشروع قانون، يراقب ويشرف على إجراء التشريع، يجلس في اللجان المختلفة ويبلغ النواب ما هو مسموح وما هو ممنوع عليهم عمله. ينبغي التقدير بان يانون وقع منذ الآن على آلاف الفتاوى القانونية ولكنه لم يتهم ابدا بالتسييس.
في مقابلة مع صوت الجيش سئل أول من أمس زوهر اذا كان لديه شك في استقامة ايال يانون. ودون ان ينتبه، في جوابه قدم كل النظرية على ساق واحدة: “لم يكن لي شك في استقامته – حتى هذه الفتوى”. هذه هي خلاصة القصة. ايال يانون دخل أول من أمس إلى قائمة مشكوك فيها. فقد انضم إلى افيحاي مندلبليت وروني ألشيخ، وكلاهما من تعيين نتنياهو، ولكليهما كان الثناء حين نفذا ما هو سليم في نظر البيبيين (أتباع نتنياهو). ولكنهما اصبحا “خطيرين على الجمهور” ما أن اتخذا قرارات لا تحسن لنتنياهو.
في حينه، قبل سنة ونصف، كانت دولة إسرائيل تعيش في كون آخر. أحد لم يعرف في حزيران (يونيو) 2018 بانه سيأتي يوم نكون فيه مدفونين في معركة انتخابات ثالثة على التوالي، وان رئيس الوزراء سيقف أمام ثلاث لوائح اتهام، وانه سيطلب من الكنيست الحصانة ولكن بالتوازي سيفعل كل شيء كي لا يتم البحث فيها – وعندها كان ايال جديرا بثناء ميكي زوهر. وانظروا العجب، هذا الأسبوع تجرأ يانون على اصدار فتاوى لا تتلاءم ونزوات البيبيين وإذا به يتحول من أحد المستشارين القانونيين الأفضل في العالم إلى مشبوه بالجنائي. “ايال يانون يوجد في تضارب مصالح خطير ينم عن اشتباه باعمال جنائية”، كما جاء في البيان الذي وزعه امس الناطق بلسان الليكود. “فقد تعهد الا يعنى بقضايا رئيس الوزراء نتنياهو مباشرة أو بشكل غير مباشر، وها هو عني ويعنى بها عمليا”.
إذن لم يعد كذلك. يانون عني فقط وحصريا بالإجراءات الداخلية للكنيست. فقد طلب نتنياهو البحث في حصانته وايال يانون بالاجمال كتب فتوى تقول اذا كان ممكنا بحث كهذا على الاطلاق ان يتم الان. اما البيبيون فهذا لا يكفيهم، ها نحن تعلمنا درسا في القانون: كل ما يحتاجه المستشار القانوني كي يتحول من الافضل في العالم الى المشبوه بالجنائي هو فقط فتوى قانونية واحدة لا تطيب لميكي زوهر.