عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Apr-2019

الكاتب الصحافي اليهودي غدعون ليفي: تسوية الدولتين لم تعد موجودة وأوسلو كان مصيدة إسرائيلية

 

الناصرة ـ «القدس العربي»: قال الكاتب الصحافي اليهودي المعادي للصهيونية والاحتلال، غدعون ليفي، إن فكرة الدولتين لم تعد قائمة وإن المستوطنين نجحوا في مخططاتهم وينبغي الاعتراف بذلك، معتبرا السلام غير وارد. موضحا أنه يكتفي بـ «العدل النسبي».
ويقول في حديث مع صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية إن «اتفاق أوسلو كان مصيدة غير مبيتة سقط هو الآخر فيها، مشددا على أنها فعليا لم تتحدث عن المستوطنات. ويتابع «جاء في أوسلو أن موضوع المستوطنات سيتم التوافق عليه بالتسوية النهائية وهذا بالنسبة لي مؤشر، فإذا خرجوا من أوسلو دون أي خطة في هذا المجال فهذا برهان على عدم وجود نية حقيقية رغم أنه من غير الممكن إحراز تسوية دون المساس بالمستوطنات». ومن هنا يستمد ليفي شكوكه باتفاق أوسلو وبنوايا إسرائيل الحقيقية تجاهها، ويتساءل هل فعلا حاولت التوصل لحل ينهي الاحتلال وهو حل كان وقتها ممكنا ولم يعد هكذا.
ليفي الذي يكتب تقريرا أسبوعيا ميدانيا عن واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال منذ 32 عاما في صحيفة «هآرتس»، يرى أنه لم تعد هناك تسوية دولتين وأن المستوطنين انتصروا ويجب الإقرار بذلك. ويشير الى أن إسرائيل كانت تخطط قبل أوسلو لمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا فقط كما تجلى في موقف رئيس حكومتها الراحل مناحم بيغن، معتبرا ذلك حلا غير شرعي لأنه يكرّس حالة يتفوق فيها شعب على آخر بامتيازات، وهذا يدعى نظام فصل عنصري «آبرتهايد «.
وقال ليفي ردا على تعقيب ان النظام العنصري الابرتهايد هو فصل عرقي بين شعبين، وهذا غير موجود في البلاد، وليس هناك تفضيل قومي بين شعبين، إن الفصل القومي بينهما قائم، موضحا أن الفلسطينيين لا يملكون شيئا تقريبا وعند خروج أحدهم من البيت يحتاج لتصريح من جندي عمره 18 عاما يقف مقابل بيته. هذا ليس حكما ذاتيا فالرئيس أبو مازن يحتاج لموافقة ضابط إسرائيلي كلما أراد الذهاب من رام الله إلى بيت لحم، وسجل الأنفس الخاص بهم بأيدينا وكذلك العملة المتداولة هي عملتنا وطبعا كل حرياتهم بأيدينا. الضفة الغربية مليئة بالبوابات وإسرائيل تستطيع إغلاقها في غضون عشر دقائق وتحولها لسجن كبير، وفيها فصل بين اليهود وبين الفلسطينيين حتى في الشوارع أحيانا.
وخلافا لما يقوله آخرون يؤكد ليفي أنه لو تم جدلا استبدال «الليكود» بـ «أزرق- أبيض» فإن إسرائيل ستواصل السيطرة على الضفة الغربية. ويضيف «في قضية الاحتلال لا يوجد فرق بين نتنياهو وغانتس، وعلى الأقل يقول الحقيقة، لكن غانتس ماذا يقول؟… لن يسود هنا عدل مطلق وأنا أريد النظر للقانون الدولي وانصاع له. ويكشف أن زيارته لجنوب أفريقيا قد غيرت في وعيه وقناعاته. ويضيف «حينما شاهدت متسولا أبيض في الشارع وسكرتيرة بيضاء في مكتب شخص أسود فهمت أن التغيير ممكن، وأنه ينبغي التفكير هنا بمصطلحات جديدة: شخص واحد – صوت واحد. استنتجت أن هذا هو الحل الوحيد».
وردا على سؤال حول «نكران الفلسطينيين للجميل كلما منحتهم إسرائيل شيئا»، قال ليفي «نحن مجبرون بالعودة إلى 1948 فنحن لم نغير يوما سياساتنا من 48 ولدي شعور عميق بالذنب تجاه الشعب الفلسطيني. ربما لم يكن ممكنا إقامة دولة يهودية دون حرب، ولكن كنت أتوقع تغيير السياسات وأن نخرج من طورنا لتعويض الفلسطينيين على ما اقترفناه من ذنوب معهم، وبدلا من ذلك عمقنا هذه الآثام».
وخلافا للصحافي اليهودي الراحل أوري أفنيري الذي عمل طيلة عقود من أجل تسوية الدولتين يرى غدعون ليفي أن هذه فكرة لن تتحقق» رغم أنني لم اعتبرها غير جيدة». وتابع «لو أتيت لي بتسوية الدولتين لوقعتها فورا اليوم لكن الانشغال بها يهدف فقط لتبديد الوقت وتعميق الاحتلال. اتجول كثيرا في العالم والأوروبيون يدركون أن تسوية الدولتين لن تتم لكنهم لا يقدرون على ما هو آخر، وكذلك السلطة الفلسطينية لا تقدر، وإسرائيل تستفيد من ذلك. بالطبع الأمريكيون لا يستطيعون الحديث عن شيء آخر وكلهم يعرفون  أن احتمالات الدولتين انتهى، وفي النهاية ينبغي استنتاج استنتاجات من التغييرات التي حصلت والاعتراف بها «.
ومن أين يأتي شعورك العميق في سياق الحديث عن النكبة وأنت قد ولدت بعدها؟ على ذلك أجاب «لم أشهد ترحيل القرى الفلسطينية ولم أعلم عنها إلا بعدما قرأت كتاب المؤرخ بيني موريس الأول. شاهدت خرائب عربية في عدة مواقع ولم نسأل أين سكانها اليوم. كنا مغسولي الدماغ ولا أذكر متى سمعت كلمة نكبة للمرة الأولى، وحينما كنا نستحم داخل بركة في جامعة تل أبيب لم نكن نعرف أن هذه البركة استخدمت لري بيارات القرية الفلسطينية المهجرة الشيخ مونس. وتمت تربيتنا على أن الفلسطينيين أعداء بهدف الحيلولة دون نمو شعور بالذنب. اتجول في الضفة الغربية كل أسبوع منذ 30 عاما، وأشعر أن الفلسطينيين يميلون للعيش المشترك بعكس الإسرائيليين الذين يرغبون بالانفصال.
ويرى أن تغيير مواقف وسياسات إسرائيل لن يتم إلا بعد هزة كبيرة لأنها في الحالة الراهنة ستواصل التمسك بالاحتلال، وينسف الزعم بأن بنيامين نتنياهو هو شيطان في حال تم التخلص منه سيكون كل شيء على ما يرام. ويتابع «لا أعتقد أن الاحتلال سينفجر في وجوهنا. يمكن للاحتلال أن يستمر 50 سنة إضافية وربما أكثر ولست متأكدا أنه سيفضي لكارثة». ويقول إنه يؤيد تجنيس الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1967 وتكون دولة واحدة لكل مواطنيها كما هي السويد أو الولايات المتحدة دولة لكل مواطنيها».
وفي سياق  الحديث عن التسوية الممكنة وغير الممكنة قال نائب رئيس مجلس الأمني القومي الإسرائيلي السابق، يعقوب ناغيل، إنه لا يوجد حل للوضع في قطاع غزة حتى لو قامت إسرائيل باحتلال القطاع وتقويض حكم حركة حماس، لافتا إلى أن فكرة حل الدولتين ما عادت واقعية. وردت تصريحات ناغيل الذي يعتبر من الشخصيات المقربة من رئيس الحكومة، نتنياهو، في مقابلة أجراها مع صحيفة «يسرائيل هيوم»، معللا رؤيته بالقول «تنازلاتنا لا تلبي الحد الأدنى من مطالبهم، لذلك لا يوجد من يمكن التحدث إليه، ولا شيء يمكن الحديث عنه، ولا حتى مكان للقاء». وتساءل ناغيل ردا على من يدعو لإعادة احتلال غزة، قائلا: «نحتل غزة؟ نهزم حماس؟»، مجيبا «أنا أؤيد ذلك، لكن ماذا سنفعل بعد ذلك؟ من سيأتي وسيسد الفراغ؟ الحل الوحيد هو أن يأتي شخص من بينهم أشبه بالسادات ويعمل على تغيير عقلية وفكر هذا الكيان. كانوا يعتقدون أن أبو مازن سيكون هكذا، لكنه لا يقوم بذلك، لا في غزة ولا في الضفة. إنهم بحاجة إلى شخص من الداخل».
وقال وزير التعليم الإسرائيلي الأسبق البروفيسور أمنون روبينشطاين إن الفلسطينيين شركاء في انهيار اليسار في إسرائيل وفق نتائج الانتخابات. واعتبر أن القاعدة العملية التي يؤيدها «أرض مقابل سلام» قد فشلت، وأشاد بحزب «ميرتس» كونه الحزب الوحيد الذي يعمل بشراكة عربية يهودية متساوية. وتابع روبينشطاين وهو من أتباع ومؤسسي «ميرتس» «مع ذلك اتحفظ ازاء القول إن إسرائيل دائما مذنبة بكل شيء واعتقد أن مواقف «ميرتس» في قضايا الأمن والسلام راديكالية أكثر من اللازم وعليه الحرص على وطنيته».