عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2019

انتخابات مثيرة للإعجاب

 

 
افتتاحية- «كرستيان سيانس مونيتور»
في خضم العديد من المنافسات التي جرت في الاونة الاخيرة، يبدأ بالظهور تيار حديث يصب في مصلحة الجهود الرامية الى القضاء على ظاهرة الفساد المتفشية في عدد من البلدان حول العالم.
في سلوفاكيا، انتخبت الناشطة في مجال مكافحة الفساد زوزانا كابوتوفا، السيدة التي لم تكن معروفة بصفة عامة قبل بضعة شهور، رئيسة للبلاد في نهاية الشهر الفائت. وفي اوكرانيا، يتصدر الكوميدي فولوديمير زيلنسكي، الذي اشتهر على شاشات التلفزة على اثر السخرية من القادة السياسيين، صناديق الاقتراع في الجولة الاولى من سباق الرئاسة في نهاية الشهر الماضي. وفي اندونيسيا، من المتوقع ان يعاد انتخاب الرئيس الحالي وقائد الحملة الموجهة للقضاء على الفساد جوكو ويدودو في السابع عشر من شهر نيسان الحالي. وفي الوقت ذاته، يحاول منافسه الرئيس، الفريق برابوو سوبيانتو، على نحو يائس الزعم بان بمقدوره حل مشكلة الفساد بشكل افضل. وفي السادس عشر من شهر حزيران المقبل، قد تتمكن المحاربة الابرز للفساد في غواتيمالا ثيلما ألدانا من الفوز في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، في حال لم يتدخل اصحاب المال والنفوذ في الأمر.
وتنتظم العديد من الانتخابات التي تجرى في هذه الايام ضمن تيار لوحظ في استطلاع راي حديث لست وعشرين دولة اجراه مشروع العدالة العالمية. وقد وجد الاستطلاع ان ما يزيد على نصف الدول قد شهد تطورات تتعلق بغياب ظاهرة الفساد. وسيكون هذا العام هو العام الثاني الذي يسجل خلاله احراز مثل هذا التقدم. وتقول المديرة التنفيذية للمجموعة اليزابيث اندرسن: «لدينا انموذج عالمي ضد الفساد يكتسب قوة شيئا فشيئا. وهذا يعززه على الدوام دعم الحكومات الوطنية والهيئات الدولية والبنك الدولي وامثال ذلك».
على الرغم مما سبق، تشير السيدة اندرسن الى ان الاصلاحات الرسمية تتعزز بفضل المجتمع المدني المتمع بالقوة وبفضل الحراكات الشعبية المؤثرة. وقد اسهمت هذه الحراكات التي يسبقها في غالب الاحيان مظاهرات جماهيرية، في اجراء تحولات هامة في السلطة باتجاه حكومات تتمتع بقدر اكبر من النزاهة في اثيوبيا وزيمبابوي وماليزيا. 
وعلى وجه الخصوص، شهدت اجزاء عديدة ف قارة اميركا اللاتينية تحولا صوب ثقافة النزاهة وهي نتيجة الفضيحة المدوية التي شملت شركة الانشاءات الاقليمية العملاقة اوديبرشت. وقد اشعلت الفضيحة الحماس في قلوب العامة وقادت الى الاطاحة بعدد كثير من القادة المنتخبين. يقول نيل هرينغتون، نائب الرئيس الاول للاميركتين في غرفة التجارة الاميركية: «ان مشكلات الحصانة تخضع للمعالجة في الوقت الذي يقف الكثير من قادة السياسة والاعمال في اميركا اللاتينية موقف المساءلة للمرة الاولى في التاريخ الحديث».
ان اثار الارتداد العسكي من قضية اودبرشت، على حد قول المدعي العام الاميركي السابق ديفيد هال تنبئ عن تحصيل المزيد من الفاعلية والعدالة في انفاذ قانون محاربة الفساد على مستوى العالم. كل ما تقدم يجعل من الضروري على المرء متابعة العديد من الانتخابات الديمقراطية التي تجري هذه الايام، لا سيما تلك الانتخابات التي يعكس المرشحون فيها مطالب شعبية من اجل النزاهة والشفافية والمساءلة في الاجهزة الحكومية. ان انجل غوريا، الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يصف المسالة على النحو التالي: «امام دول العالم فرصة تاريخية من اجل مكافحة الفساد على نحو اكثر فاعلية واقامة نظام نزاهة يشمل الكوكب بكامله».