عمون-
المحامي محمد الصبيحي
بداية فأنا شخصيا تمكنت من اقناع جميع اصدقائي بأهمية وقف التصعيد وضرورة العمل على تفادي جر حارتنا الى حرب حاراتية طاحنة ساعدني في هذه المهمة الشاقة الصديق سمير الحياري بما يمتلكه من علاقات طيبة مع الفاعلين في الحارات الاخرى الى ان اكتشفنا ان جميع الحارات تطالب بوقف التصعيد باستثناء حارة ابو شلومو ( إلي كب شره ) على الجيران .
لقد نهجنا نهج وزير خارجية بريطانيا الذي يزور الاردن والبحرين لبحث وقف التصعيد في المنطقة .. جميع رؤساء الدول الغربية الكبرى يعلنون ضرورة وقف التصعيد في المنطقة .
المشهد يبدو وكأن الاردن والبحرين يعارضان وقف التصعيد أو كأن مصر والسعودية يؤججان الصراع ويرفضان وقف أطلاق النار .!! .
الوزير البريطاني يريد من الاردن والبحرين استخدام علاقاتهما الدبلوماسية مع الآخرين لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد .
جميل جدا ،، علاقاتنا مع من ؟؟ ..
هل يريد منا ان نضغط على نتنياهو لوقف حرب الابادة او الاتصال بالمرشد الاعلى الايراني واقناعه بضبط صواريخه وصواريخ حزب الله ؟؟ أم يريد منا المساعدة على وقف استعدادات جيوش دول الطوق لدخول المعركة ؟؟.
نحن نعرف ان علاقات الاردن الرسمية مع بريطانيا جيدة على الدوام، ولكننا نعرف ان بريطانيا العظمى تأتي في آخر قائمة الدول الداعمة لموازنة الاردن المالية ( بحدود ١١٨ مليون دولار سنويا ) التي تتحمل أعباء التوترات والنزوح والأزمات في المنطقة والتي تمتد جذورها وصناعتها الى السيد بلفور البريطاني قبل مائة عام .
مشكلة وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وامريكا المطالبين بوقف التصعيد في المنطقة تشبه تماما مشكلتي انا والصديق الحياري حين نذهب في كل مرة الى العنوان الخطأ ونتناسى حارة (الشيخ ابو شلومو ) الى ان صرخ في وجهنا شيخ الحارة الكبيرة: يا جماعة إحنا موافقين على وقف التصعيد لكن (وجهكو ) على ابو شلومو !!!.
حيا الله الضيف البريطاني الأسمر لكن وجهك على أبو شلومو والباقي علينا ..