عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2019

هل نحتاج وزارة للسعادة؟ - رمزي الغزوي

 

الدستور - في الدستور الأمريكي يندرج حق السعي في الحصول على السعادة بالتوازي التام مع الحق بالحياة والحرية. وحينما تشكل الاتحاد الأوروبي اختاروا نشيدا خاصا به متمثلا بمقطوعة من السمفونية التاسعة لبتهوفن ملحنة عن قصيدة فريدريش شيلر بعنوان (إلى السعادة)، وهي بذائقتي الخاصة من أجمل المقطوعات الموسيقية في الإرث الإنساني.
على وقع خبر أن الحكومة المصرية تسعى جادة لاستحداث وزارة للسعادة، كما فعلت من قبل دولة الإمارات الشقيقة، يكون على وزيرها المواءمة في أعمال الوزارات، والهيئات لخلق أسباب سعادة المواطنين وراحة بالهم. على وقع هذا الخبر العجيب سمعنا نكات من الأشقاء المصريين عبر مواقع التواصل يؤكدون حقهم بوزارة العيش تدبر لقمتهم. وتساءلت نكة مؤلمة إن كان يحق لمن في أتون النار أن يرقصوا؟. 
قد تفكر حكومتنا في قوادم أيامها أن تستحدث مثل هذه الوزارة. ولم لا؟، ففي ما مضى كان البعض يتندر بأننا نملك أكبر عدد من الوزراء. فما يضيرنا لو كان لدينا وزير سعيد يحمل هذه الحقيبة ويرفع من معنوياتنا، ويشعرنا بضرورة الشعور بالسعادة، أو السعي لها سعينا إلى الخبز؟. 
يوم أمس نصحني أحد الأصدقاء ألا افتح العيون علينا. وأن أدع الأمر على ما هو عليه. . ونصحني صديقي أن أنصحكم بأن يحمل كل واحد منا روحه ويصبح وزيرا لشؤون سعادتها. 
قبل سنوات توصلت عالمة النفس (كاروا روثويل) إلى معادلةٍ رياضية مفادها أن (السعادة = س+?ص+?ع)، حيث (س) تمثل الصفات شخصية، مثل التفاؤل والطيبة، والشعور بالقوة، و(ص) تمثل الصحة والصداقة، والوضع المالي (عند البعض هو الأهم!)، ورأي الناس، و(ع) تمثل تقدير الذات والتوقعات، والحدس، والذكاء العاطفي، وغيرها من طموح واعتزاز.
رغم هوسي بالمعادلات الرياضية ودوزنتها، إلا أنني لم أكلف ذهني عناء حساب كمية سعادتي، بل ضحكت ساخراً من هذا التلاعب الحسابي البارد في مشاعر ساخنة محلقة. فكيف نحشر السعادة في معادلة جامدة لنستنبطها من مجاهيل وقيم صماء، وما زلت أجزم أن السعيد من لا يجد وقتاً يجيب فيه عن سؤال ببساطة (ثلث الثلاث كم؟). 
رغم أن معادلة الأستاذة (كاروا) أغفلت الأمن والطمأنينة وقوت اليوم والفراغ، لكنها تبقى في حالة اتزان بصرف النظر عن القيم المتغيرة فيها. وهذا ما يجعلني أرى أن السعادة توازنات أو (كعكة) في أبسط الحالات، لا تستطيع وزارة أن تجهزها لك، ولهذا أضم صوتي لصوت صديقي، وأقول: كُن وزيرا لسعادة نفسك. اطبخها بيدك. السعادة قرار شخصي قبل كل شيء.