الغد
تتعدى الرغبة في الشعور بالخوف مجرد الهروب إلى بيوت الرعب في الهالوين، فوفقًا لخبراء علم النفس، هناك أسباب علمية وراء استمتاعنا بتجارب الخوف المتحكم فيها، مثل مشاهدة أفلام الرعب أو زيارة البيوت المسكونة.
وفي الولايات المتحدة، ينفق الناس أكثر من 500 مليون دولار سنويًا على تلك التجارب، التي توفر إحساسًا بالنشوة والإثارة دون المخاطرة الحقيقية.
والاستجابة الفسيولوجية التي يُحدثها الخوف، مثل زيادة ضربات القلب وارتفاع مستوى الأدرينالين، تمنحنا شعورًا مشابهًا للاستعداد لمواجهة تهديد حقيقي، ولكن دون مخاطر.
وبعد انتهاء التجربة، يُفرز الجسم الدوبامين، الذي يعزز الشعور بالراحة والمتعة. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون لتجارب خوف متحكم فيها يميلون إلى الشعور بالهدوء والتخلص من القلق.
ومن جهة أخرى، يُعد الخوف المشترك مع الآخرين وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية، إذ يزداد مستوى هرمون الأوكسيتوسين، المعروف باسم "هرمون الحب"، ما يقوي علاقاتنا الاجتماعية. هذه التجارب تقدم فرصة للترابط العاطفي مع الأصدقاء والعائلة في مواقف مثيرة.
والخوف أيضًا يمكن أن يكون وسيلة للتدريب على مواجهة المخاوف الحقيقية، وأظهرت الدراسات أن عشاق الرعب كانوا أكثر مرونة نفسية خلال جائحة كوفيد-19، ما يشير إلى أن التجارب التي تتضمن الخوف قد تساعد في إعداد الناس نفسيًا لمواجهة التحديات الواقعية.
في نهاية المطاف، يمكن أن يكون اختيار فيلم رعب بدلًا من كوميديا اختيارًا جيدًا لصحتك النفسية، إذ يُحفز مشاعر إيجابية، يعزز الروابط الاجتماعية، ويهيئك للتعامل مع مخاوف الحياة.