عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2024

المسيرات الإيرانية على إسرائيل: حرب كشف القدرات الاستراتيجية تقدير موقف أولي، مركز تقدم للسياسات
مركز تقدم للسياسات
 
من دلالات الهجوم الايراني الصاروخي وبالمسيرات على اسرائيل:
- هجوم معلن مسبقا ومحدد الغاية ومتوقع وتم ضبطه دون سقف الحرب ولذلك لم يحتوِ على عنصر المفاجأة، بل على إظهار القدرة والارادة بناء على تقدير مسبق للمدى الابعد الذي بالإمكان السيطرة فيه على قواعد اللعبة وضبطها.
 
- في الصراع الايراني الإسرائيلي، اللاعب الرئيسي مقابل ايران هو الولايات المتحدة، وهي عنوان المحادثات والتفاهمات. كما ان الردع الاسرائيلي في حالة من التآكل المتسارع على مستوى المنطقة ويعزو العديد من شخصيات عسكرية أمنية وسياسية ذلك الى تردي اللُحمة الداخلية والمناعة القومية والى أضعاف المنظومات خلال الصراع الذي ولّده "الانقلاب القضائي" بما فيه هجوم السابع من اكتوبر.
 
- محادثة بايدن نتنياهو خلال انطلاق المسيّرات والصواريخ واعتراضها اكدت ان الولايات المتحدة ودول اوروبا الكبرى ثابتة في دعمها لإسرائيل، مقابل القلق العميق من سياسة حكومة نتنياهو ومساعي رئيسها الى توريط الولايات المتحدة في حرب اقليمية ذات اسقاطات عالمية. فعليا شكلت دعوة بايدن لعدم الرد الاسرائيلي قبولا بطبيعة الرد الايراني المتناسب مع استهداف سيادتها من خلال قنصليتها.
- أظهرت محادثة بايدن مع نتنياهو، وتأكيده على معارضة رد اسرائيلي أن العناق الامريكي الكبير والغطاء الحربي لاسرائيل وكثافة التنسيق العسكري، انما يهدف ايضا الى كبح نوايا حكومة نتنياهو التي لا يثقون بها.
- الموقف الامريكي هو نتاج الاولويات والمصالح الامريكية واسقاطات حرب اقليمية قد تكون تداعياتها وخيمة على الاقتصاد العالمي والوطني في كل دولة بما فيها الولايات المتحدة، وعلى التجارة والممرات المائية والتنافس على الاسواق والنفوذ، وعلى مجمل النظام العالمي الذي ينتقل بتسارع من نظام القطب الواحد الى متعدد الاقطاب. كما تدرك ادارة بايدن ان الدول العربية وحصريا الخليجية معنية بالتهدئة وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران وليست معنية بأن تكون اولى البلدان المتضررة وبشكل مباشر في حال اندفاع الامور نحو الحرب.  
 
- شارك في عملية التصدي الحربي للمسيّرات والصواريخ ما لا يقل سبع دول بقيادة المنطقة الوسطى للقوات الامريكية (سنتكوم)، واذ اعلن الناطق العسكري بأن الدفاعات الجوية الاسرائيلية كانت ناجعة للغاية، فإن مثل هذا الهجوم المكشوف تماما لا يقاس بمدى اسقاط المسيرات فحسب بل ايضا بمدى القدرة على اطلاقها، مما يخلق حالة ردع قائمة على توازن الرعب.
 
- خسرت اسرائيل استراتيجيا في استهداف القنصلية غير الاستراتيجي بحد ذاته، وفعليا باتت حرية عملها في المنطقة محاصرة أكثر. تراجع غير مسبوق في دور اسرائيل المستهدفة بالهجوم ردا على استهدافها للقنصلية الايرانية في حلب.
 
- كما كشفت حالة الهلع والقلق الشعبي الاسرائيلي عن عمق أزمة الثقة بحكومة نتنياهو وبالطبقة الحاكمة، وعن التراجع في المناعة القومية واللحمة الداخلية.
 
- كسب نتنياهو وائتلافه الحاكم سياسيا فيما يسمى "الساحة الخلفية" للسياسة الاسرائيلية الداخلية، فقد تحرر ولو مؤقتا ولأيام معدودة من الضغوطات الخانقة على حكومته داخليا وخارجيا وضمن استمرارية ائتلافه حاليا، وتم تهميش مسألة الحرب على غزة والكارثة الانسانية الوجودية، ومحادثات الصفقة والهدنة، وتم صرف الانظار عن جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، كما وحوّل الانظار الى الموضوع الايراني. وقد انعكس ذلك في تراجع ملموس في حجم المظاهرات مساء السبت 13/4/2024 المناهضة لحكومته والداعية لانتخابات عاجلة.
 
- للتأكيد تبقى قضية فلسطين والحرب على غزة والتصعيد المروّع للعدوان الاحتلالي على الضفة الغربية هي المسألة التي لا يمكن تجاوزها دون حلها سياسيا. اية حرب اقليمية لن تكون لصالح شعب فلسطين ولا شعوب المنطقة، بل سترى بها حكومة اسرائيل فرصة للسعي لتنفيذ مآربها نحو التهجير ومخططات الحسم.