عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Aug-2020

كيف ستتعامل “التربية” مع الطلبة ذوي الأمراض المزمنة؟

 

تغريد السعايدة
 
عمان-الغد-  المشهد الضبابي وعدم اتضاح الصورة بما يتعلق بعودة الدوام رسميا في المدراس في ظل جائحة كورونا؛ ما يزال يلقي بظلاله على العائلات والطلبة الذين ينتظرون بفارغ الصبر توضيح آلية التدريس وحسمها. ولكن الفئة الأكثر تضررا، وتشغل بال الأهالي منذ بدء الجائحة، هم الصغار الذين يعانون أمراضا مزمنة وأوضاعهم الصحية غير مستقرة، ما يضاعف الخوف من اصابتهم بفيروس كورونا في وقت تتزايد فيه الحالات.
الكثير من التساؤلات يوجهها الأهل للمختصين في وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، حول الآلية التي يمكن أن يتم التعامل فيها مع ابنائهم الذين لديهم أمراض مزمنة، كما في أمراض القلب أو مرضى الربو، او الجهاز التنفسي والوعي بشكل عام، حيث الخوف يتضاعف على الأهل من امكانية حصول مضاعفات صحية في حال تعرض أحدهم لإصابة بـ”كورونا”.
أم فراس، بعثتت تتساءل لـ”الغد” عن امكانية تزويد الملف المدرسي لابنها في الصف الثامن بـ”تقرير طبي يوضح معاناة ابنها مع الأزمة الصدرية التي تظهر لديه بسبب إصابته بضيق في الجهاز التنفسي”، والتي تدفعه إلى استخدام بخاخ التنفس، لعل هذا التقرير يسمح له أن يبدأ العام الدراسي بالتعلم المنزلي خوفا عليه من انتقال المرض.
هذا الإجراء الذي ترغب أم فراس القيام به، يأتي لتجنيب ابنها التعرض لأي مضاعفات صحية قد تظهر لديه، سببها عدوى من مريض مصاب بكورونا، كون المدارس من أكثر الأماكن عرضةً للاختلاط والتقارب.
ومع اقتراب العام الدراسي بدت المخاوف تظهر لديها على طفلها، إلى الحد الذي تتمنى في أن يكون التعليم لهذا العام، او الفصل الأول على الأقل، عن بعد، “فصحة أبنائي أهم من اي أمر آخر وهذا أمر يجب على الوزارة مراعاته”، على حد قولها.
وكان وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي قد أكد أمس في تصريح صحفي أن دوام المدارس في موعده المقرر في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، ولكن ضمن ترتيبات محددة، حيث صرح ذلك خلال جولة تفقديه له مع بدء دوام الهيئة التدريسية والإدارية في المدارس، مشيرا إلى أن “شكل عودة المدارس في بعض المناطق وليس جميعها قد يختلف ولن يكون هناك حظر شامل”.
كما بين النعيمي أن الوزارة تعمل في خلية أزمة لإيجاد بدائل متعددة ليبقى العام الدراسي قائما في موعده ضمن ترتيبات معينة سيعلن عنها الأيام القادمة بعد استكمال مناقشتها مع جهات عدة، إذ إنه من ضمن تلك الإجراءات سيكون هناك “دراسة لتعطيل المقاصف المدرسية والأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، بهدف حماية الطلبة من عدوى فيروس كورونا.
ذوو الطالب في المرحلة الأساسية “محمد” والذي يعاني من مرض في القلب، قد يجعله في حالة تستدعي مراعاة خاصة لظروفه الصحية، كونه يحتاج إلى تعامل خاص مع حالته الصحية، حيث ينبع خوف الأهل من أن خطورة فيروس كورونا بتأثيره المباشر على الجهاز التنفسي، عدا عن أنه يهاجم الأجسام التي تعاني من ضعف في المناعة.
يطالب والدا الطالب محمد أن تكون هناك إجراءات صحية وإدارية خاصة للتعامل مع هذه الفئة، التي يراعي فيها الأهل عدة إجراءات صحية في الوضع الطبيعي، إلا أنه وبالتزامن مع بدء العام الدراسي وظهور حالات إصابة بأعداد كبيرة نوعا ما، زاد التخوف لديهم من الاختلاط في المدارس بشكل كبير، وعدم القدرة من السيطرة على تقارب الطلاب مع غياب إجراءات خاصة بهذه الفئة من الطلبة تحميهم من العدوى والمضاعفات التي يمكن أن تحدث لهم فيما بعد، في حال تعرضهم للإصابة.
استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبدالرحمن العناني يؤكد لـ”الغد” أن الطلبة المتوجهين للمدارس، سواء لديهم أمراض مزمنة أو لا يعانون من أمراض، يجب ان يتمتعوا بإجراءات وقائية كاملة توفرها مدارسهم ووزارة التربية والتعليم بشكل عام، كون البيئة المدرسية يمكن أن تؤدي إلى نقل العدوى في حال ظهور إصابات “لا قدر الله”.
ومن ابرز تلك الإجراءات، وفق العناني، هو إلزام الطلبة بارتداء الكمامة الواقية من وصول الرذاذ فيما بينهم، بالإضافة إلى استخدام المعقمات وغسل اليدين باستمرار، وتعليم الطلبة طرق التباعد، وقيام المدارس بإجراءات خاصة بها، مثل تعقيم الصفوف والمقاعد والمرافق على اختلافها.
بيد أن العناني أشار إلى أن الطلبة الذين يعانون أمراضا مزمنة، كما في الأمراض الصدرية والتنفسية أو القلب، هم الفئة الأشد تضررا في حال تعرضهم للإصابة، كونهم يعانون من صعوبة في التنفس، أو نقص مناعة من جهةٍ أخرى. ولكن وجود إجراءات وقائية لحماية الطلبة، هو أمر مُلح وضروري جدا لحماية الجميع، على حد تعبيره، إذ إن إصابة أي طالب في المدارس تعني إصابة عدد كبير من الطلبة، وعائلاتهم فيما بعد، والذين يعاني بعضهم أمراضا أخرى أو كبار في السن.
ويضيف العناني “نحن لا نستثني الاشخاص المصابين بأمراض صدرية وتنفسية من ممارسة الحياة الطبيعية، ولكن وجود حالة وبائية مرضية تستدعي مراعاة ظروفهم”، في الوقت الذي يرى فيه انه في حال استمرت زيادة الاعداد المصابة خلال الايام المقبلة، فإنه من الاولى ان يكون هناك تعليم عن بُعد حماية لجميع الفئات.
وكانت العديد من الدراسات التي نُشرت خلال الفترات الماضية، منذ بدء انتشار المرض قد بينت أن “40 % في من الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس كانت حالتهم الصحية صعبة للغاية وعانوا كثيرا أثناء تلقيهم العلاج في المستشفى بسبب معاناتهم السابقة إما من أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الأوعية الدموية الدماغية، مما يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ”.
غير أن الدراسات تشير كذلك إلى ان تلك الإحصاءات لا تعني بالضرورة أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وإنما هؤلاء الناس هم فقط أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات بمجرد إصابتهم بالعدوى، كون الأمراض الفيروسية المشابهة لكوفيد 19، يمكن أن تزعزع استقرار الوضع الصحي لبعض المرضى.