عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-May-2020

الاستثمار الفكري في الجامعات - أ.د.يونس مقدادي

 

 
الدستور - تُعد الجامعات منارة للفكر والتعليم،ومجتمعات للعقول،وصناعة المعرفة، ومصنعاً لأجيال المستقبل القادرة على تحمل المسؤولية حال انخراطهم بسوق العمل في مختلف القطاعات، وباعتبارها مؤسسات حيوية فهي تؤمن بالاستثمار برأسمال البشري للعمل على تزويد طلبتها بالعلم والمعرفة وإكسابهم المهارات الشخصية والتحليلية ليتم توظيفها بشكلٍ فاعل في كافة مناحي الحياة ومتطلباتها نحو بناء مجتمعاً متكامل يسوده العلم والمعرفة والقدرات بكل أنوعها لتمكين الطلبة الخريجين من التكيف مع التطورات والتحديات وعلى مختلف الصُعد.
 
واليوم نجد اهتماما متزايداً من جميع دول العالم بالتعليم وبمختلف أنواعه ومستوياته نظراً لأهميته ودوره الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة لتتمكن تلك الدول من الحفاظ على مكانتها في ظل التحولات والتغيرات كالعولمة، وثورة المعلومات، والانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، والتنافسية العالمية، مما لا شك من أن التعليم أحد الركائز الأساسية في بناء المجتمعات وتحضرها والقائم على المعرفة سبيلاً لمواجهة التحديات التي تعصف بالمجتمعات من حين إلى آخر.
 
أن رؤية ورسالة وأهداف الجامعات باعتبارها المصنع الحقيقي للتعلم ولمعرفة ورفد مؤسسات المجتمع المحلي بالكوادر المؤهلة والمتميزة ليكون العنصر الحقيقي والعقل المدبر في رفع سوية الإنتاجية بجدارة وكفاءة عالية في القطاعين العام والخاص، وانعكاساته على الناتج القومي وتحسين ظروف المعيشية لحياة الفرد والمجتمع ككل، وبالتالي فإن ترجمة رؤية ورسالة وأهداف الجامعات إلى واقعاً ملموس ومستقبلاً منظور إذ يتطلب اهتماما كبيراً من حاكميتها وبشكلٍ خاص في بناء إستراتيجيات تعليمية ذات بعُد إستراتيجي يخدم مستقبل المسيرة التعليمية من ناحية وتطلعات الفرد والمجتمع المستقبلية من ناحية أخرى.
 
مما لا شك فيه بأن عضو هيئة التدريس والمتمثل بالعنصر البشري أو الفكري والذي يعُد من أهم المدخلات الرئيسية للعملية التعليمية والتعلمية، وباعتباره الأداة التنفيذية في صناعة الأجيال من خلال علمه الذي لا ينضب وخبراته التراكمية، وقدراته الشخصية والسلوكية في صقل شخصية الطالب لتحضيره ورفده لسوق العمل متسلحاً بالعلم والمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة سوق العمل ومتطلباته بكفاءة واقتدار. ونجد الطلبة بالمقابل قبل وبعد التخرج يتفاخرون بجامعاتهم وبشكلٍ خاص أساتذتهم ممن تركوا بصمات العلم والمعرفة والاحترام والقيم الأخلاقية في عقولهم ونفوسهم، مما يستدعى ذلك الاهتمام بعضو هيئة التدريس وتوفير كافة متطلباته المادية والمعنوية، والاستقرار الوظيفي وبعيداً عن مفهوم الربح والخسارة باعتبار الاستثمار بأعضاء هيئة التدريس هو بمثابة القيمة المضافة والمرآة الحقيقية التي تعكس نتاجاته الفكرية والمعرفية والتي تسهم بالتالي في بناء الصورة الذهنية والسمعة الطيبة واستقرار العملية التعليمية للجامعة من ناحية وتشكيل مناخاً جامعي ومؤسسي دافئ من ناحية أخرى.
 
أن الاستثمار الفكري بمضامينه لعضو هيئة التدريس في الجامعات قد أصبح يتمثل دوره وبصور مختلفة ومن أهمها معيار الاعتماد الأكاديمي وشروطه، والجودة الأكاديمية ومتطلباتها، والتصنيف الأكاديمي، والخطط الاستراتيجية للجامعات، مما يؤكد كل ذلك على مدى أهمية دور عضو التدريس في العملية التعليمية والتعلمية وبشكلٍ خاص ممن هم من ذوي المؤهلات العلمية ومصدرها وتصنيفها الأكاديمي، والخبرات التراكمية، وبالتالي أجد من الضروري أن تقوم حاكمية الجامعات بالمحافظة عليه لضمان سير العملية التعليمية بكفاءة وفاعلية عالية، وعلى جميع الأحوال فأن الاستثمار الفكري والمتمثل بعضو هيئة التدريس سيجلل من خلال قياس نتاجات التعلم وسمعة الجامعات ومكانتها في الوسط الأكاديمي لكي تتمكن من ترجمة رؤيتها ورسالتها وأهدافها نحو مستقبلٍ أفضل. حمى الله الوطن وقيادته الحكيمة وشعبنا الطيب من كل مكروه.
 
-  جامعة عمان العربية