الدستور - هل كثير منا متناقض مع نفسه؟ أم يعانون من حالة انفصام في الشخصية «الشيزوفرينيا»؟.
ففي الوقت الذي نقدر للحكومة جهودها و إجراءاتها لمواجهة فيروس كورونا، بإجراءات فاقت كل التوقعات وتجاوزت الإمكانيات، قابلها الكل بالترحاب والإشادة والرضى.
ولا يخفى على احد الجهود التي بذلتها الحكومة طيلة فترة الأزمة - التي ندعو الله أن لا تطول – على الرغم من شح الموارد والإمكانات الا انها تجاوزت كل هذه القضايا ووضعت التذمر والشكوى من الأوضاع الاقتصادية التي نعتقد بانها ستتأثر كثيرا في قادم الأيام وضعت كل هذا جانبا، لان الموضوع هنا يتعلق بالوطن وأمنه وسلامته وحياة مواطنيه للمحافظة عليه من الضياع.
فقررت الحكومة التي واجهت من النقد ما يكفيها لسنوات قبل الأزمة ان تتحمل المسؤولية وتنحاز للوطن لتعمل ضمن خلية واحدة، لان الهدف واحد، ووزعت المهام والواجبات بين أعضاء فريقها لمواجهة الأزمة.
ومن هنا وجدنا انحيازا شعبيا لبعض أعضائها نظرا للشفافية او المصداقية والبساطة في معالجة الأمور.
وعلى الجانب الآخر طال البعض الآخر نقدا، متناسين همجية البعض من الناس واستهتارهم في مواجهة الأزمة والوباء، ضاربين عرض الحائط بكل التعليمات والتوسلات لهم لاتباع الإرشادات الصحيحة، والمحافظة على أرواح الناس.
ان هزلية البعض ونكاتهم في هذا الوقت لا تدل على اي مسؤولية أدبية أو إنسانية ولا حتى وطنية، ففي الوقت الذي يطالبون الحكومة بإجراءات تعجيزية تفوق طاقتها و إمكانياتها وقدرتها يطعنون الوطن بسهام الاستهتار والمساعدة في نشر الوباء وقتل الأرواح وتحميل الوطن والمواطن أعباء اقتصادية لا يمكن تحملها.
نطالب بمساعدة المحتاجين ومراعاة الظروف الاقتصادية للشركات والقطاع الخاص وعمال المياومة، وبنفس الوقت نمارس اسلوب التنمر واللامبالاة في اخذ الاحتياطيات اللازمة واتباع جميع الوسائل السليمة.
وكأن الخروج إلى الشارع بالسيارات او غيرها او التهافت والازدحام أصبح الآن ضرورة.