عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Feb-2020

يفضل أن ينضم بيرتس وهوروفيتس لليكود - بقلم: أفيتال عميران

 

هآرتس
 
خلال سنوات انتحب اليمين على اتفاق اوسلو، لكن عمليا امتنع عن الاعلان عن الغائه. حل الدولتين الذي صودق عليه من قبل نتنياهو قبل سنوات في خطابه في بار ايلان، واصل بكونه ركنا اساسيا في حكومته. ايضا المحاولات الفاشلة للمفاوضات، الرؤية السائدة التي تقول إنه لا يوجد شريك، والعمليات المتكررة في غزة، كل ذلك لم ينجح في ابعاد الاتفاق عن وعي الاسرائيليين. والآن يهدد خيار الضم بأن يكون قبلة الموت.
صفقة القرن للرئيس الاميركي دونالد ترامب تحمل في طياتها امكانية كامنة لحدوث تغيير مدمر، سيدفن صيغة حل الدولتين. تغيير يمكن أن ينتهي في المدى القريب بإيجاد خريطة غير ممكنة للمستوطنات اليهودية والعربية المختلطة الواحدة بالاخرى، لكنها تقع تحت نظامين قانونيين مختلفين. وعلى المدى الابعد، ضم قرى وسكان عرب من خلال خنق أي فرصة لقيام دولة فلسطينية واقعية.
رؤساء المستوطنات الذين يبدو أن نهمهم لا يعرف الحدود، يدفعون نتنياهو نحو التطرف. المقاعد السبعة الحالية لليمين المتدين تقريبا أدت الى ضم فوري قبل الانتخابات، وتسببت بمواجهة مباشرة مع ادارة ترامب وضعضعة العلاقات بين اسرائيل والاردن. يكفي الاستماع في هذه الايام الى اييلت شكيد التي تعلن بأنها ستعمل على تطبيق الاجزاء اليهودية في الخطة، والاجزاء التي خصصت للفلسطينيين ستلقي بها في مزبلة التاريخ، من أجل أن نفهم بأن هذه المقاعد السبعة هي نفس المقاعد التي بعد الانتخابات يمكن أن تعيد اسرائيل الى واقع الحياة الذي كان سائدا قبل الانتفاضة الاولى.
على حزب اليسار الوحيد، العمل – غيشر – ميرتس، يقع اذا دور تاريخي. هو الحزب الوحيد الذي يمكنه تحويل خطة ترامب من خطة ستخلد النزاع مع ثمن دموي الى خطة على الأقل تحافظ على امكانية التوصل الى نهاية له. وثباته في الاستطلاعات منذ بضعة اسابيع، تسعة مقاعد، بالتأكيد سيسمح له بالبدء في الاعتماد فقط على نفسه وعدم ادارة شؤونه وفقا لـ “الأخ الاكبر” ازرق ابيض. وأخيرا، كما يمكننا أن نفهم من المقابلة التي اجريت مع عضو الكنيست يوعز هندل في “هآرتس” في 7/2، فانه من ناحية فكرية لا يوجد لحزب بيرتس – ميرتس الكثير من الامور المشتركة مع حزب ازرق ابيض.
يبدو أن هندل الذي يحلم بالائتلاف مع شركائه الطبيعيين قد خطط الى أن تجذب مقابلته مصوتين من اليمين المتدين الى حزبه، ومن هم مثله لا يفهمون مشكلة قيام عرب اسرائيل بانشاد نشيد هتكفاه (الأمل)، يصرون على تجميد البناء في جبل أبو غنيم ويعارضون تعريف القومية الفلسطينية مهما كانت، في الوقت الذي يلهو فيه حزبه مع مصوتي حزب يمينا، فانه يتزوج بالطبع المرأة القانونية اليسارية. واحتمالية أن يؤسس معه حكومة اقلية هي احتمالية ضئيلة. في افضل الحالات سيعرض عليه الانضمام الى ائتلاف يميني بعيد جدا عن مواقفه.
العمل السياسي كما هو معروف، هو الاختيار بين خيارات سيئة. في اللحظة الحاسمة من المهم أن يركز حزب اليسار الوحيد على الرفض الايديولوجي للضم أحادي الجانب وعلى احزاب اليمين المتدينة المتمسكة به من الرفض الشخصي لنتنياهو بمساوئه الكثيرة. بامكان عمير بيرتس واورلي ابكاسيس ونيتسان هوروفيتش أن يفحصوا بجدية وشجاعة الدخول الى حكومة مع الليكود، دون صلة بمن سيترأسها. بعد عملية اضمحلال وتقريبا شطب سياسي، من غير المستبعد أن هذا هو الوقت المناسب لليسار كي يلتهم من جديد اوراق السياسة الاسرائيلية وأن يعود مرة اخرى ليكون هام ومؤثر.