عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jun-2020

كورونا ومجلس قيادة العالم - رؤى الشوابكه
 
الدستور- إن الأزمات دائمًا ما تكشف عن دلالات مهمة، فما للأزمة الراهنة إلا انها كشفت عن دلالات عدة لعل من أهمها التطورات،المهولة في القدرات الصينية والتي تشير الى تحول،واضح وقريب في النظام العالمي وترنح لمقومات العظمة، فالصين الشعبية من أكبر ضحية لوباء كوفيد 19 الى أكبر منقذ وأمريكا مع أوروبا من أكبر متفرج الى أكبر ضحية،تغير في هيكل القوة الدولية واقتصاد عالمي متغير الملامح
 
إن هذا التحول السلس والمدروس بعناية في وضع الجمهورية الصينية من وباء كوفيد 19 إنما ينم عن سياسات حكيمة ورصينة،و امكانات مهولة رسختها الإدارة الصينية للإنتصار على الوباء والصعود من أدنى درجات،الضعف لأعلى مراتب القوة، فأنه في الوقت الذي كان كوفيد 19 ينتشر وبصمت على مدى أسابيع في امريكا والذي جعل منها أكبر دولة في عدد الإصابات في العالم مما يعني أن أعظم دولة في العالم أصبحت نفسها ضحية للڤايروس وتحت رحمته والأهم من ذلك أنها لم ولن تتمكن من قيادة العالم في محاربة الجائحة ومن ثم ترك فراغ لا بد لأحد من ملئه، فقد لاحظنا كيف سعت الادارة الصينية لملء هذا الفراغ والاستحواذ على مجلس القيادة من خلال استغلالها الفرصة لتشغيل مصانعها لتصبح مصنع العالم الطبي، فأصبحت عيون الدول المأزومة تتوجه الى بكين كقائد لديه تجربته القابلة للتصدير ولا شك أن طلب كل من فرنسا وبريطانيا مساعدتها كان على ذلك أكبر دليل، وفي ذات الوقت نرى كيف غرقت الولايات المتحدة في خلافات ديبلوماسية مع ألمانيا والهند،تتمحور في محاولات أمريكية،لضمان استحواذ،أكبر كم ممكن من المعدات الطبية بأسرع وقت وأقل كلفة على أمل الخروج من كابوس يهدد الملف الذي لطالما عولت عليه وهو الإقتصاد، فإن الاستهتار الذي بدأت به الادارة الأمريكية بقولها « ان الانفلونزا العادية تقتل أكثر من الكورونا « كلمات يمكن معالجتها الا ان الأخطاءالتي ارتكبت،في التعامل مع جائحة مثل كورونا لا يمكن ان يعالجها شيء علاوة على ذلك خسارة علاقات ديبلوماسية مع الاتحاد الاوربي وقسوة أمريكية قوية عليه جعلت في الغرب حالة شقاق بين معسكر أمريكي من جهة ومعسكر أوروبي من جهة أخرى، نخلص من هذا التحول والتبدل الواضح بين القوى الدولية الى ان القيمة الاستراتيجية للأشياء تتغير ولو مؤقتًا، فقد كانت الدول تصرف أموالها في سباق تسلح سيطر،على العالم وكان التصارع على النفط والذهب والغاز الا انه تحول الى صراع على من يمتلك أدوات طبية أكثر وقطاعات صحية أقوى وسياسات وفعالة وديبلوماسية أكثر
 
و إن الجمهورية الصينية اليوم يمكنها التكهن بما سيقوم عليه المستقبل والذي تتحضر له باستعداداتها الإقتصادية منافسة بالدرجة الأولى الولايات المتحدة الا انه بحسب وجهة نظري ترجح الكفة لمستقبل صينيّ،متطور بإمتياز مستندة بذلك على الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي طالت أمريكا وقد تغرقها خاصتًا في ظل أزمة في مجال الرعاية الصحية وأزمة ثقة بالادارة السياسة للبلاد التي وإن كانت شعبيتها ارتفعت في ظل هذه الأزمة الى 50% فهي،منخفضة مقارنة مع شعبية قادة سابقين تزامنت ادارتهم مع تهديدات قومية.