عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-May-2019

هكذا تنتحل طهران صفة مواقع عالمية لنشر الأخبار الكاذبة

 

دبي ـ العربية.نت - خلصت نتائج دراسة بحثية، أجراها فريق من الخبراء والعلماء في جامعة تورنتو الكندية على مدار عامين، إلى أن طهران هي المتهم الأول في تنظيم حملة واسعة النطاق لنشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت، يتم خلالها انتحال صفة واسم وسائل إعلام عالمية شهيرة وتستخدم حسابات مزيفة على منصة تويتر لنشر أخبار كاذبة ومقالات مفبركة، وتستهدف عدداً من الصحفيين والنشطاء المعروفين، بحسب ما كتبه كريج سيلفرمان على موقع "BuzzFeed News".
 
فمنذ أوائل عام 2016، قامت حملة التضليل الإيرانية بنشر حوالي 135 مقالة ملفقة على مواقع إنترنت، تم تصميمها لكي تنتحل شكل واسم منافذ إعلامية شهيرة، مثل "ذا غارديان" و"بلومبيرغ" و"ذي إندبندنت" و"ذي أتلانتيك" و"بوليتيكو".
 
ومن الأمثلة على هذه الممارسات، أنه تم تزييف مقال يزعم أن 6 دول عربية دعت الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ"فيفا" لتجريد قطر من حق استضافة مونديال 2022، ووقعت عدة منافذ إعلامية شرعية في الفخ ونقلت عن المقال ونشرت المعلومات المضللة. ثم تراجعت وكالة "رويترز" وقامت بتصحيح المعلومات بمجرد أن أدركت أن مصدر المعلومات كان مجرد موقع مزيف على شبكة الإنترنت ينتحل شكل واسم موقع أخبار سويسري حقيقي اسمه The Local،ولكن ما يزال هناك بعض المعلومات الخاطئة منشورة عبر منافذ أخرى على الإنترنت.
 
موضوع يهمك ? كشف باحثون في معهد "أكسفورد" للإنترنت، أن موقع " تويتر" أغلق 770 حسابا مزيفا العام الماضي، كانت مرتبطة بأجهزة إيرانية...كيف أحبط "تويتر" حملة تضليل إيرانية ممنهجة ضد السعودية؟ إيران
ويقول رون ديبرت، مدير مركز "سيتيزن لاب" بجامعة تورنتو الكندية: "إن الدراسة تؤكد مدى صعوبة التحقق من المعلومات عندما يكون هناك جهات فاعلة سيئة تقوم بنشر محتوى ضار عن عمد، ويمكن أن تضع أقنعة تخفي لدوافعها".
 
ويضيف ديبرت أن حملة التضليل الإيرانية تُظهر كيف "يتم التعاطي مع وسائط التواصل الاجتماعي كمختبر للأخبار المضللة بواسطة عدد من الجهات الحكومية وغير الحكومية."
 
ذباب طهران الإلكتروني
استنتجت الدراسة البحثية أنه بـ"ثقة معتدلة"، هناك صلات تربط بين عمليات التضليل الممنهجة وأطراف فاعلة في إيران، بناءً على تحليل عناوين المواقع (اسم النطاق) ونوعية المقالات وحسابات تويتر المزيفة بالإضافة إلى معلومات أخرى توافرت من خلال نتائج تحقيقات قام بإجرائها كل من منصة فيسبوك وشركة فاير آي للأمن السيبراني.
 
وأطلق فريق الباحثين في "سيتيزن لاب" على دليل مباشر يربط بين حملة التضليل والحكومة الإيرانية، أو تحديد من قام بشن وتنفيذ حملة التضليل التي أطلقوا عليها اسم "سرب ذباب مايو المتواصل"، لكنهم خلصوا إلى أن أنشطة الحملة العدائية ركزت على نشر موضوعات معادية للسعودية.
 
استهداف متواصل للسعودية
ويقدم تقرير نتائج دراسة "سيتيزن لاب" معلومات جديدة أساسية حول مجموعة من المواقع الإخبارية المزيفة ومقالات مفبركة أثارت اهتماماً وتدقيقاً إعلامياً منذ عام 2016. ومن بين الأمثلة المعروفة، نشر موقع إلكتروني مزيف، ينتحل صفة صحيفة Le Soir البلجيكية، رواية مفبركة تزعم أن الرياض تقوم بتمويل حملة المرشح آنذاك إيمانويل ماكرون للرئاسة الفرنسية. وينتحل الموقع المزيف نفسه، اسم "ذا غارديان" في نشر موضوع آخر مفبرك وتم تداوله سريعا وعلى نطاق واسع في وسائل الإعلام الروسية.
 
ويقول ديبرت إن "سيتيزن لاب" سارع بنشر نتائج الدراسة لأن الحملة الإيرانية تستخدم أساليب جديدة لنشر المعلومات المضللة، ويحتاج الباحثون والصحفيون والجماهير إلى معرفة والاطلاع على مدى سرعة تطور هذه العمليات التضليلية.
 
لاعب آخر في ساحة التضليل
ويوضح ديبرت "من المهم أن يدرك الجميع أن التضليل الروسي ليس هو الحالة الوحيدة من نوعها على الساحة"، مشيرا إلى أن هذه الممارسات الإجرامية الإيرانية "تثبت مدى صعوبة وجود مجال صحي عام، في ظل وجود نظام بيئي، تم إنشاؤه بغرض تعزيز ونشر العكس (الكذب والتضليل).. إنها بيئة مثالية لنشر المعلومات المضللة".
 
بدأ "سيتيزن لاب" الدراسة البحثية التي أسموها " Endless Mayfly" في أبريل 2017 بعد رصد مقال، على أن مصدره هو صحفية "ذي إندبندنت" البريطانية، على منصة Reddit. وزعم المقال المفبرك أن "تيريزا ماي (رئيسة الوزراء البريطانية) تحاول تجنب عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن طريق تقبيل الأنظمة العربية". وتمكن فريق الباحثين في "سيتيزن لاب" من تحليل تفاصيل اسم النطاق domain name للموقع، وكذلك تم رصد عدد من الحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تم استخدامها لنشر الموضوع وكأنه منقول من مصدر حقيقي.
 
حسابات تويتر المزيفة
وبمرور الوقت، قام الباحثون بتعقب وتتبع 11 حسابا مزيفاً على منصة تويتر يتم توظيفهم للترويج لموضوعات وأخبار ومقالات مفبركة في إطار الحملة الإيرانية للتضليل.
 
ويشرح ديبرت أن الحسابات المزيفة على تويتر "كانت تبدو بسيطة وتحمل بيانات شخصية كاذبة، تزعم أن الحسابات لطلاب أو صحفيين أو نشطاء، ولا يوجد على صفحاتهم إلا بضع تغريدات على نطاق ضيق حول عدد قليل من الموضوعات".
 
ويضيف ديبرت: يعكف القائمون على تشغيل هذه الحسابات على التغريد بروابط للمقالات المفبركة، وفي بعض الأحيان يتواصلون مع صحفيين شرعيين عبر رسائل مباشرة، لمحاولة حثهم على زيادة تضخيم محتوى بعض الموضوعات، سواء بالتعليق أو المشاركة.