عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2024

الفايز: تعزيز العلاقات البرلمانية وتسخيرها لخدمة القضية الفلسطينية

 بترا

القاهرة - منح البرلمان العربي رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وسام التميز العربي من الدرجة الأولى، تقديرا لجهوده ودوره المتميز في تعزيز العمل البرلماني الوطني وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية للنهوض بالعمل البرلماني العربي المشترك، وتقديرا لمواقفه العروبية الداعمة للقضايا العربية.
 
وتسلم الفايز وسام التميز، من رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، في الجلسة التي عقدها البرلمان أمس في القاهرة، بحضور أعضاء البرلمان العربي والسفير الأردني لدى القاهرة أمجد العضايلة، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي.
 
وقدم شكره لرئيس البرلمان العربي ولجميع أعضائه على هذا التكريم، واعتبره وسام شرف يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وأعضاء مجلس الأعيان، في إطار العمل من أجل مصالح الوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة البرلمان أمس، للحديث حول أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية العربية والنهوض بدور البرلمانات والمجالس التشريعية، لخدمة قضايا أمتنا العربية وتطلعات شعوبها، ثمن الدور الكبير الذي يقوم فيه البرلمان العربي وما حققه من إنجازات، خدمة لقضايا الأمة وشعوبها والنهوض بالعمل البرلماني العربي، وتعزيز العلاقات البرلمانية مع المؤسسات البرلمانية الإقليمية والدولية، وتسخيرها لخدمة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي الذي مضى عليه عدة عقود.
وقال الفايز، لقد بات الجميع يدرك الحال الذي تمر به أمتنا، والفوضى التي تجتاح منطقتنا، فقد أصبحت أمتنا تعيش اليوم ما يشبه مرحلة سايكس بيكو جديد، وهناك خشية من أن يعاد تقسيم المقسم من دولنا، وأصبحنا دويلات وطوائف وقبائل تعيش واقعا مريرا ومؤلما، عنوانه الفقر والجهل والتشرذم، وفي المقابل أصبحت دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس غطرستها في المنطقة وتواصل حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، وترتكب المجازر الوحشية وجرائم الحرب في قطاع غزة ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية.
وأكد رئيس مجلس الأعيان، أن واقعنا الراهن إذا ما استمر على هذا الحال، سيؤدي بالجميع إلى الهلاك، مطالبا الجميع بتحمل المسؤولية، قائلا إن البرلمانيين تقع عليهم مسؤولية كبيرة، ودعاهم إلى العمل بتشاركية مع السلطات التنفيذية والسياسية، من أجل إيجاد المعالجات الحقيقية لواقع الأمة العربية المؤسف.
وقال إن التخلص من واقع أمتنا الراهن يتطلب تعزيز العمل البرلماني العربي، وتوحيد جهود المجالس البرلمانية والشورية لتجاوز الخلافات العربية ومعالجتها والعمل على إيجاد مسار حقيقي للتنمية الاقتصادية المتكاملة بين الدول العربية، يبدأ بتشكيل اتحاد اقتصادي بينها، والسعي نحو بلورة موقفا عربيا موحدا حول مختلف قضايانا السياسية والأمنية ليكون مستقبل أمتنا بأيدينا، ويمكن الأمة العربية من كف يد الدول الإقليمية وغيرها من العبث بأمتنا، ويكون لهذا الموقف قدرة التصدي لأي محاولات تقسيم جديدة ويضع حدا لغطرسة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وبين الفايز أنه سبق وأن دعا خلال لقائه العديد من رؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية العربية إلى ضرورة قيام البرلمانات بالعمل من أجل عقد قمة اقتصادية تكون موازية للقمة السياسية التي يعقدها القادة العرب يشارك فيها برلمانيون وخبراء اقتصاديون ورجال أعمال وممثلون عن الغرف التجارية والصناعية والحكومات، بهدف بحث سبل إقامة اتحاد اقتصادي عربي يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية ويقود بالنهاية إلى الوحدة العربية المنشودة أسوة بالاتحاد الأوروبي الذي تشكل كنواة اقتصادية، وأصبح اليوم قوة سياسية واقتصادية وأسوة بالصين أيضا التي أصبحت القوة الاقتصادية الثانية في العالم بعد أن كانت دولة فقيرة.
وقال إن قيام هذا الاتحاد الاقتصادي من شأنه التصدي لمشكلتي الفقر والبطالة التي تزداد سنويا في العديد من البلدان العربية، وباتت مشكلتي الفقر والبطالة تهدد النسيج الاجتماعي للأمة العربية وتتسبب في انتشار تجارة المخدرات واستغلال شبابنا من قبل المنظمات الإرهابية والمتطرفة نتيجة البطالة التي يعانون منها.
وأضاف" أن قيام هذا الاتحاد من شأنه أيضا، الإسهام في الاستغلال الأمثل للميزات النسبية التي تتمتع بها كل دولة عربية من حيث الموارد الطبيعية والاقتصادية والقوى البشرية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة تحديات التصحر والتغير المناخي، وشح المياه وارتفاع كلف الطاقة.
وأشار إلى أن البرلمانيين والمجالس التشريعية والشورية يجب أن تكون أولويات عملها الحرص على تمثيل الشعوب العربية وتطلعاتها، والسعي الجاد للتعاون مع السلطات الدستورية كافة من أجل إيجاد الحلول الواقعية والعملية للأزمات الراهنة التي تمر بها أمتنا، بالإضافة إلى تقديم مبادرات من شأنها معالجة الكثير من التحديات التي تواجهها.
وأشار الفايز إلى دور الدبلوماسية البرلمانية في العمل على خدمة مصالح شعوبنا ودولنا العربية وقضايا التنمية فيها، وقال"علينا في هذه المرحلة ومن خلال الدبلوماسية البرلمانية الاشتباك والتواصل مع مختلف المؤسسات البرلمانية الإقليمية والدولية لإنهاء العدوان الإسرائيلي البربري والجبان على الشعب الفلسطيني وكشف حقيقة ما ترتكبه دولة الاحتلال من مجازر بشعة وجرائم حرب في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة.
وأضاف قائلا" إنه من المستهجن والغريب أن نبقى كأمة عربية نطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي، دون أن تكون لنا الكلمة العليا، في وقف عدوان هذه الدولة الطارئة والمارقة، وذلك من خلال التأكيد للمجتمع الدولي، بأن مصالحه الاقتصادية والتجارية مع دولنا العربية والتي تقدر بمليارات الدولارات أنفع له من مصالحه مع أي دولة أخرى".
وأكد الفايز أن الأمة العربية قادرة على تجاوز الظروف الراهنة التي تمر بها وقادرة على تجاوز خلافتها وإنهاء الصراعات والأزمات التي تعصف بعدد من الدول العربية إذا خلصت النوايا وسعى الجميع بجهود حثيثة نحو التكامل الحقيقي بكافة أبعاده.
من جانب آخر وفيما يتعلق بدور السلطة التشريعية في الأردن بين الفايز أنه وفي إطار السعي لتعزيز دورها، فإن جلالة الملك عبدالله الثاني يولي العمل البرلماني أهمية كبيرة، ويحرص باستمرار على النهوض بدور السلطة التشريعية، لخدمة قضايا الوطن وبما يلبي طموحات المواطنين، ويواكب عملية التطوير والتحديث التي يشهدها الأردن بمختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والإدارية، كما أن جلالته يؤكد باستمرار على أهمية تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية لخدمة قضايا الأمة العربية ومصالح بلدنا العليا.
وأشار إلى أنه وترجمة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني فقد تم إجراء تعديلات دستورية وإقرار القوانين الناظمة للعمل السياسي، ومنها إقرار قانونين جديدين للانتخابات البرلمانية والأحزاب السياسية، فهذه العملية الإصلاحية هدفها تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات الدستورية والنهوض بدور السلطة التشريعية والأحزاب السياسية من أجل الوصول إلى الحكومات البرلمانية البرامجية، وتمكين المرأة والشباب في الحياة العامة والمجتمع.
من جانبه، قال رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي في كلمته خلال حفل تكريم الفايز وتقليده وسام التميز، إن تكريم الفايز، يأتي تقديراً لدوره في تعزيز العمل البرلماني العربي، ومواقفه العروبية الخالصة في الدفاع عن قضايا الأمة العربية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية وعلى المستويات كافة، فضلاً عن تفاني الفايز في خدمة وطنه وحرصه على النهوض بدور مجلس الاعيان، تجاه خدمة الأردن وقضايا الأمة العربية وتطلعات شعوبها نظرا لما يتمع فيه الفايز من خبرات سياسية واقتصادية وإدارية كبيرة.
‏‎وأشاد العسومي بالخبرة البرلمانية والسياسية الكبيرة التي يتمتع بها الفايز وما حققه من إنجازات لوطنه، مشيرا إلى أنه صاحب مسيرة طويلة بالعمل العام والعمل البرلماني وصاحب رؤية عروبية، الأمر الذي انعكس على دور المجلس الإيجابي تجاه مختلف القضايا الوطنية والقومية، وتمنى رئيس البرلمان العربي للفايز دوام التوفيق والسداد، في استكمال مسيرته الحافلة بالكثير من العطاء والإنجازات .
وتم خلال جلسة البرلمان العربي عرض فيلم وثائقي يوثق مسيرة رئيس مجلس الأعيان منذ طفولته ومرورا بمرحلة دراسته وعمله في مختلف المواقع في السلطتين التنفيذية والتشريعية.