عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Dec-2019

الإبداع الإعلاني.. صراع القدرات الفنية والتسويق

 

خالد ممدوح العزي كاتب وباحث مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
 
الراي - الإعلان علم وفن بحد ذاته، لا يختصر على الرسم أو التنسيق،وإنما يدخل في إطار الإبداع والتفكير والتأثير،فإذا كانت مهمة الإعلان هي فن التأثير على تفكير المواطن بطريقة معينة، لكن فن الإعلانات هي عملية جذب الأشخاص وترك انطباع ايجابي أو سلبي في العقل البشري، لم يشكله الإعلان من قدرات بسيطة وتأثيرات نظرية لها قدرتها وقوتها الفاعلة والسريعة على الإنسان حيث إن الإعلان تتلقاه العين فالدماغ فالذائعة الفنية عند المتلقي.
فالعملية الفنية والتقنية لها التأثير المباشر في عملية تخزين المعلومات وإعادة تدويرها وبرمجتها بحسب الحاجة.
فالإعلان هو واحد من المحركات الأكثر ديناميكية في عملية البيع في جميع إنحاء العالم هو الذي يبرز من بين كبار المنافسين محققا انطباعا ايجابيا لدى الجمهور المستهدف،بجذب انتباهه وصولا لبيع المنتج أو الخدمة، وبالتالي تحقق بذلك الأهداف الاتصالية التسويقية للعميل.
فالإبداع في الإعلان يتركز دوره وقدرته على تقديم حلول جوهرية وافكار فريدة ومناسبة كحلول للمشاكل التسويقية، فالإبداع في الإعلان يعتبر ركيزة أساسية في النجاح الإعلاني.
فعند الاطلاع على إعلانات سامي شعب تجد نفسك إمام مبدع إعلاني وعبقري في عالم الإعلانات،لا يمكن إلا التوقف أمام قدراته ومواهبه التي تضاهي فناني العالم المتحضر.
صعب هو صعب في إنتاج الإعلانات التي تتميز بسهولة أعمالها، وبسطة رسمها، وقوة تأثيرها التي تستطيع أن تترك أثارها الفنية على عقل الإنسان البشري.
لم يعد ينتج صعب إعلانات من اجل الإعلانات بل أصبحت إعلاناته محطة إثارة وتأثير ايجابي،لدى المتلقي أو المختص بهذا الاتجاه.
فالإعلان لم يعد وسيلة لمخاطبة جمهور يراد من خلاله، التأثير عليه ودفعه نحو الرسالة المرسلة له ليكون متلقيا من قبل شركات الإعلانات والمؤسسات الدعائية التجارية فقط،بل أصبح الإعلان فن من خلال رسالة موجهه تعمل على إثارة حدث ما والتوقف أمام مفاهيم جديدة في عالم الإعلانات الواسعة، لمخاطبة الجماهير العامة وفقا لتطور التكنولوجيا، وعالم التقنية الحديثة التي تمكن عالم الدعاية من استخدامها في نشر أفكارها المميزة.
لكن الفنان اللبناني صعب لم يعد يقتصر عمله على الإنتاج والابتكار بل على إعادة تدوير الأفكار واستخدامها بطريقة مميزة.
لقد دخل سامي صعب عالم الإعلان السياسي والتحدي من خلال مواجهتها التي تحاول في كثير من الأحيان أن تضع ثورة في عالم الإعلان والدعاية لجهة الأسلوب والقدرة في تجسيد هذه الأفكار الذي يبرع فيها الفنان صعب. حيث أصبحت إعلاناته محطة للنقاش والتفكير الذي جعلت من الإعلام المتكلم عنها وان تكون خبرا للمراسلين ومادة للإعلاميين لكي يضعوها إعلامهم من خلال لوحاته وإعلانه التي بدأت تطرح نفسها على الأسواق الإعلانية والمؤسسات التجارية.
لقد برع في إنتاج إعلان للدكتور نادر صعب الذي جعل منه إعلانا لا يخالف القانون اللبناني الذي يمنع الإعلان للمستشفيات من خلال جملة كتبها على صورته وأصبحت إعلانا: »الجمال نادر وصعب«. أو معركة الحلو بين إعلان شركة الحلاب وشركة الدويهي بحيث أطلق معركة الحلو الإعلانية من خلال هذا الإعلان وجعل الإعلام بكل وسائله التوقف أمام نجاح فكرة الإعلان، بل تعدت تعد إعلانه ليتولى التعليق عليها الإعلام الأجنبي حين رفع في لبنان شعار البنت الجميلة، تحت شعار »Belle sois »والتي اجتاحت صورها كل شوارع لبنان، والذي غاب هذا الشعار عن لوائح الكتل المتصارعة على المقاعد البرلمانية.
تطور عمل صعب من خلال لوحات فنية إعلانية إلى حملات إعلامية ابتدأها مع حملة التيار الوطني الحر والحلو للدويهي لتشكل حملة الإعلان مع الجيش اللبناني بعيد الجيش في الأول من آب،لتكون حملة مميزة حيث رفع فيها شعار انأ متطرف وهذه الحملة أطلقها العماد جون قهوجي على صفحته على »الفيس بوك« لتكون شعارا جديدا لكل اللبنانيين، »أنا متطرف لبلدي لجيشي« مما استدعى من جديد كافة وسائل الأعلام أن تتوقف أمام حملة الفنان سامي صعب لتكون خبرا وعنوانا عريضا للعديد منها.
وهنا لابد من التوقف أمام تطور عمل وإبداع صعب كفنان ومبدع للأفكار الإعلانية ليتحول بحد ذاته إلى مدرسة إعلانية جديدة ينطلق صداها من بيروت ليتردد صداها في العالم الحر الذي يهتم بعالم الإعلان والدعاية والإبداع.
لم يعد أمام فن سامي صعب إلا أن يدرج أعماله في كتب ومحاضرات لتدرس في الجامعات والمدارس التي تهتم بالإعلام والدعاية والفنون الجميلة.لان الفن إبداع والفنان مبدع كبير،في عالم يتطور تدريجيا، وينقسم أفقيا وعموديا بالسياسة والثقافة والحياة، وهل يمكن للفنان إن يكون الرابط بين كل المكونات والشرائح الاجتماعية التي تجمع كقوة إبداعية تحاكي كل الناس على اختلاف لغاتهم وأذواقهم.
ما الحملة وما الذي يجعلها ناجحة؟
»الحملة الإعلانية« هي مجموعة إعلانات منسقة قائمة على استراتيجية شاملة وأفكار شديدة الارتباط يجمع بينها المظهر والإحساس، والصوت والجو والأسلوب والصور والشعار، ويمكن لكلِّ إعلان في الحملة أن يكون مستقلًّا بذاته أيضًا .أما »الحملة الإعلانية المتكاملة الوسائط« فهي حملة تعمل عبر قنوات مختلفة يمكن أن تشمل الطباعة والبث ووسائل الإعلام التفاعلي والمحمول ووسائط مشاركة الفيديو وغيرها من الوسائل المعتمدة على الشاشات، بالإضافة إلى وسائل الإعلان خارج المنزل والوسائل غير التقليدية .وقد قَدَّم والتر جروبيوس بصفته قائد مدرسة الباوهاوس الفنية شعارًا لها وهو :»الفن والتكنولوجيا :وحدة جديدة« .وهي فكرة مناسبة للوقت الراهن أكثر من أي وقتٍ مضى كمحفز لحملة إعلانية؛ إذ لا بدَّ من أن تكون كلُّ فكرة في الحملة مُشَكَّلة استراتيجيًّا كي تُناسب كل وسيلة محددة.
وكما يقول دانيال شتاين الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة إيفولوشن بيرو فإنه :»لا يمكن أبدًا التفكير في التكامل في آخر المطاف .إن الجمع بين أجزاء متباينة عنوةً وحشر الإبداع لا يجعل الحملة »متكاملة« .بل يجب البحث عن الأفكار المتكاملة في جوهرها والتي تعمل معًا بسلاسة عبر المنصات.«
قدَّمت وكالة بي إس إس بي حملة ميني السرية لصالح شركة سيارات ميني الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت حملةً متكاملةً قائمةً على رؤًى مستبصرة عن الجمهور والعلامة التجارية ووسائل الإعلام، ونقلت هذه الحملة الرسائل المقصودة) انظر دراسة الحالة القادمة.( في بعض الأحيان تتضمن الحملة المتكاملة تصميم هوية العلامة التجارية من خلال تطبيقات لوسائل مختلفة مثل الطباعة وموقع إنترنت أساسي ووسائل تواصل الشركة )مثل المنشورات .(وتوجد حملات يكون منهجها أكثر اعتمادًا على الموضوع ولا بد أن يحظى فيها مظهر وإحساس التصميم الرسومي بالأهمية القصوى