عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jul-2019

إذا اكتمل المثلث! - كمال زكارنة

 

الدستور - تشير التوقعات واستطلاعات الرأي في المملكة المتحدة، الى ان وزير الخارجية البريطاني الاسبق بوريس جونسون المرشح الاقوى لتولي منصب رئيس الوزراء عن حزب المحافظين خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، ومع هذا الصعود الدراماتيكي للصحفي وعمدة لندن والوزير الاسبق، اخذت وسائل الاعلام الصهيونية تعمل على استمالته واستقطاب مواقفه لصالح الكيان المحتل، واظهاره بأنه المؤيد القوي للصهيونية والمحب جدا لـ»اسرائيل»، وتشويه صورة الرجل عربيا واسلاميا، لان اعلان قربه وتعصبه للكيان الغاصب لفلسطين، يعني تلقائيا عداءه للامتين العربية والاسلامية، فقد نسب موقع ديبكا الصهيوني الى جونسون تصريحات لا احد يعلم مدى صحتها ودقتها، قيلت على لسانه، «بأنه صهيوني حتى العظم وان دولة «اسرايل العظيمة التي يحب «.
هذا الخبر الذي يروج له الموقع الصهيوني يعتبر استباقيا، يهدف الى اشاعة وجود تحالف بين الكيان المحتل وجونسون، علما بأن جونسون عندما كان وزيرا للخارجية البريطانية قبل ثلاثة اعوام، كان يتبنى سياسة المملكة المتحدة من الصراع الفلسطيني الصهيوني، واكد في اكثر من تصريح صحفي بأنه يؤمن بمبدأ حل الدولتين، وان الاستيطان الصهيوني عقبة رئيسية امام تحقيق السلام، وان القدس يجب ان تكون عاصمة مشتركة للدولتين الفلسطينية «والاسرائيلية»، مما يعني ان الرجل ليس يهوديا ولا صهيونيا، ولا يتبنى المواقف اليمينية الصهيونية، واذا كان اطلق تصريحات صحفية تشير الى صحة ما نقله الموقع الصهيوني، فانه يهدف الى طلب ود اللوبي الصهيوني في بريطانيا من اجل تدعيم وضعه للوصول الى منصب رئيس الوزراء، وللتعريف اكثر على بوريس جونسون فهو، الكسندر دي بوريس جونسون (من مواليد 19 حزيران 1964) في نيويورك وهو من أصول شركسية وهو صحفي بريطاني وعمدة لندن السابق وينتمي إلى حزب المحافظين السياسي، وقد أنتخب عمدة لمدينة لندن عام 2008.وعين وزيرآ للخارجية البريطانية في 13 تموز عام 2016 .
لكن اذا حصل انقلاب في المواقف السياسية والقناعات الشخصية لديه ازاء حل الصراع الفلسطيني الصهيوني، وتغيرت مبادئه كما يدعي موقع ديبكا الصهيوني، وتمكن من الوصول الى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا، واذا نجح نتنياهو في انتخابات الكنيست في ايلول المقبل وتمكن من تشكيل حكومة اليمين في الكيان الغاصب، فانهما، جونسون ونتنياهو بالشراكة مع الرئيس الامريكي ترامب، سوف يشكلون مثلث الحرب والحرائق في الشرق الاوسط والعالم، وسوف يضعون الكون في دائرة الخطر الحقيقي، لكن كل هذا يتوقف على قدرات ترامب ونتنياهو على سحب جونسون للانخراط في سياستهما وتوجهاتهما ومخططاتهما الاقليمية والدولية .
الاسابيع القادمة سوف تكشف الكثير من الحقائق والمفاجآت والمواقف، وربما المتغيرات على الارض وفي السياسات العامة لبعض الدول، وعلى دول المنطقة بالتحديد ان تتهيأ لخريف ساخن سوف يكون الكيان المحتل صاعق التفجير الاساسي لاحداثه اذا وقعت، وبكل تأكيد فان نتنياهو سوف يدفع بهذا الاتجاه لاستكمال تنفيذ مشاريعه التوسعية والتصفوية في فلسطين التاريخية .