في الأردن يقظة تراود النوم و اليقظة قاهرة لأن شمس ولي العهد قائدها و الفجر جيشها و سموه ساكت بسكوت النواميس و الأنظمة هادئ بهدوء الحق و لكنه الأعمق فكرا في حمل الأمانة و يعرف عزمه ــ ويثق بكيانه ــ ويؤمن بصلاحيته و ولي العهد يرى في فضلية الفرد الأردني أساسا لرقي الأمة و في استقصاء أسرار روحه سلماً إلى الروح الكلي و سموه زنبقة في جنة الحق ضاع أريجها بين أنوف أبناء الوطن أو تصاعد حرا طليقا إلى الغلاف الأثيري حيث تحفظ أنفاس الأزهار ، فهو أميرُ يتابع شؤون الشعب و يسهر على مصالحه و يسعى إلى تحقيق أمانيه فهو في طليعة أبناء الوطن يسير مع الفجر نحو ظهيرة العدالة و الحصانة و سموه خبز للجائعين و ماء للظامئين فهو أميرٌ موهوب وضع الله في عقله فكراً ليصبح الأعمق فكراً يجذب قلوبنا و توقفنا متهيبين أمام الحياة وما في الحياة من الجمال و الهول و سموه يمتلك بصيرة مشعشعة وراءه بصر الأمة و شوق عذب في قلوب أبناء الوطن ليدرك العالم مكانته كقائد و مفكر سياسي.

 

و سموه يسير بموكب الفرسان يتراكضون كأن في أرجلهم أجنحة و يهللون كأن في حناجرهم أوتاراً و ينتهون بالعقبات كأن في جبهات الجبال قوة تجذبهم لتحقيق أهداف الوطن و سموه من أحرار الغد تناديهم الحياة فيتبعوها بأقدام ثابتة و رؤوس مرفوعة و هم فجر عهد جديد فلا الدخان يحجب أنوارهم و لا قلقلة السلاسل تغمر أصواتهم و مع الفرسان يصعد سموه للقمم العالية فهو النواة التي طرحها الله على الأرض المباركة فشقت قشرتها بعزم لبابها و سوف تنمو شجرةً عظمى تمتد فروعها إلى قلب الأرض و تتصاعد فروعها الى أعماق الفضاء ، ووضعت الحكمة يدها على جبهتي ولي العهد و قالت سر إلى الأمام ولا تتوقف فالأمام هو الكمال سر يا ولي العهد ولا تخشى أشواك السبيل فهو لا يستبيح إلا الدماء الفاسدة إن سموك قد جعل الأحزان في باطني مسرة و اليأس مجداً و الوحدة نعيماً فقد جئت يا سمو الأمير لتكون للكل و بالكل و الذي أقوله بقلمي و بلساني سيقوله العالم بألسنة عديدة فقد جاء ولي العهد كعاصفة تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المعوجة و قد جاء من جينات الهاشميين الأطهر ليجعل الألم رمزاً رمزاً للحياة بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحق و الحرية و العدالة.