عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Apr-2019

البترا أعجوبة الصحراء وأيقونة العرب الخالدة

 

عمان - الدستور -تعتبر مدينة البترا، عاصمة العرب الأنباط من أشهر المواقع الأثرية في العالم وأهم مواقع الجذب السياحي في الأردن، حيث تزورها أفواج السياح من كل بقاع الأرض، وتقع على بعد 240 كيلو مترا إلى الجنوب من عمان وعلى بعد 120 كم من خليج العقبة - البحر الأحمر (الخريطة) ، وتتميز البتراء بطبيعة معمارها المنحوت في الصخر الوردي الذي يحتوي على مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون.
والبتراء مثال فريد لأعرق حضارة عربية ( حضارة الأنباط)، حيث قام العرب الأنباط بنحتها من الصخر منذ أكثر من 2000 عام،وهي شاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراءً وإبداعا، حيث بقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812، من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، لذلك يطلق العديد من العلماء والمستشرقين على البتراء «بالمدينة الضائعة» وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم، وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
ازدهرت مملكة الأنباط وامتدت حدودها جنوباً لتصل إلى شمال غرب الجزيرة العربية حيث توجد مدينة مدائن صالح ،وقد مدّ الأنباط نفوذهم كي يصل إلى شواطئ البحر الأحمر وشرق شبه جزيرة سيناء ومنطقة سهل حوران في سوريا حتى مدينة دمشق ، فكان يحيط بالمملكة النبطية وعاصمتها البتراء العديد من الممالك والحضارات :منها الحضارة الفرعونية غرباً ،وحضارة تدمر شمالاً، وحضارة بلاد ما بين النهرين شرقاً، لذا كانت المملكة النبطية تتوسط حضارات العالم القديم، وتشكل بؤرة التقاء وتواصل مختلف الحضارات العالمية.
اشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه والحصاد المائي وهم أصحاب الفكرة منذ القدم، حيث طور الأنباط أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر، كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، إضافة لبنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لاستغلال الأراضي في الزراعة.
 
معالم البترا
أولًا: السيق
هو عبارة عن الطريق الرئيس لمدينة البتراء وهو من أروع المعالم في تلك المدينة، وهذا الطريق تم بناؤه في الصخر وهو ما يقارب 1200 متر في الطول، وعرضه ثلاثة امتار في أضيق الأماكن، و12 في الأماكن الواسعة، ويصل ارتفاعه إلى 80 مترا ، والأنباط قاموا بنحت جزء صغير منه، ولونه وردي زاه في معظم أجزائه، وهذا المكان مناسب جدًا للتصوير فيه وذلك لجمال منظره واتساعه وألوانه الزاهية.
ومن الممكن أن تشاهد السدود الموجودة بجانب السيق، ويوجد في بدايته بوابة المدينة، ويوجد على جوانب السيق قنوات تأتي من عيون وادي موسي وذلك لجر المياه من الخارج إلى داخل المدينة.
ثانيًا: الخزنة
تعتبر الخزينة واحدة من أشهر المعالم الموجودة في مدينة البتراء، وقام الأنباط باختيار موقعها بطريقة معينة، وتوجد في نهاية السيق، وهي أُنشئت بطريقة معينة تتميز بالدقة والجمال، وتم العثور عليها في القرن التاسع عشر، وتم تسميتها بهذا الاسم وذلك لأن البدو اعتقدوا بأنها تضم كنزًا، هي عبارة عن طابقين يصل ارتفاع كل طابق منها إلى حوالي 39 مترا، والعرض إلى 25 مترا، وهي تضم ثلاث غرفات، وتتميز مقدمة الخزينة بخليط من الفنون المعمارية حيث تضم الفن المعماري المصري والهلنستي والنبطي، وتحتوي أيضًا على عدد من المدافن في أسفلها.
ثالثا: الدير
هو من أهم المعالم الأثرية في مدينة البتراء، حيث تم نحته في الصخور بطريقة جميلة وبشكل فني جميل وشيق، وتم إنشاؤه في نصف القرن الأول قبل الميلاد. هو عبارة عن طابقين ويصل عرضه إلى 50 مترًا وارتفاعه إلى 50 مترا، ويوجد أثار للصلبان التي تم حفرها في الصخر في غرفة موجودة في الدور السفلي، ولهذا السبب اعتقدوا بأن الواجهة تم تحويلها إلى دير للرهبان أثناء حكم البيزنطيين.
رابعًا: المعبد الكبير
هو يعتبر من أكبر المباني الموجودة في تلك المدينة، وهو موجود في الجهة الجنوبية من الشارع المعمد، والبناء عبارة عن مدخل رئيس، وساحة مقدسة وعلى الجوانب موجود بنائين عبارة عن نصف دائرة على جانبيهما سلالم تؤدي إلى قدس الأقداس.
 
خامسًا: المذبح
هو عبارة عن مبنى من عصر الأنباط، وهو يضم مسلتين من الصخر بجانب بعضهما، وهما يرمزان إلى الإله العزي، والإله الشري وهما آلهة الأنباط، وكان الأنباط يقدمون القرابين لهذين الإلهين في المذبح.
سادسًا: قصر البنت
هو عبارة عن مبنى أثري من حضارة الأنباط بلغ ارتفاعه 23 مترا، وتم انشاؤه في القرن الميلادي الأول، وهو من أهم المعابد الموجودة في تلك المدينة، وهو لم يتم حفره كمعظم المعالم الأثرية لمدينة البتراء بل تم بناؤه، وهذا القصر كان معبدا لأهم الآلهة عن الأنباط، فالبعض يعتقد بأنها اللات والبعض الآخر يعتقد بأنها العزى، وسُمي بهذا الاسم وذلك نسبة إلى ابنة فرعون.
سابعًا: الشارع المعمد
هو من أهم الشوارع الموجودة في تلك المدينة، وتم بناؤه على يد الأنباط، وقام الرومانيون بتجديده في عام 106 ق.م، ويصل عرض الشارع إلى 6 أمتار، ويوجد بوابة في أخر الشارع تفتح على قصر البنت.