عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-May-2019

أسئلة رمضانية! - فارس الحباشنة

 

الدستور - حاولت أن اقرأ ما كتبته في مثل هذه الايام من رمضان الفائت. ليست محاولة دينية وعاطفية تماما، رغم أننا في مرحلة استبدال في كل شيء، وحتى ما هو ذاتي وعاطفي وإنساني. 
لربما أن الاسئلة ترحل من عام الى آخر، ومن موسم الى آخر. ورمضان من المواسم التي تتفجر بها الاسئلة على مدى منظورها العام والخاص. وهو شهر فضيل فاضح، وما يجري التستر عليه والسكوت عنه طوال العام في رمضان تكون مفضوحة. 
في المنظور الخاص يكثر السؤال عن أنت صائم أم لا ؟ والصيام من العبادات قال بها رب العالمين : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ .سؤال لا يحتمل الاجابة عليه، وإن كان طرحه في الاصل اعتداء على الحرية الشخصية وتجاوز على حدودها. وكأن الصيام يعني ليس علاقة بين الفرد وربه، وأن الناس مهما كان أمرهم ليسوا معنيين بتاتا في «عبادة فرد «.
في رمضان خارطة الفقر تتوضح رسومها، وتخمة موائد رمضان لا ترحم قلوب الضعفاء من الفقراء الصائمين، ونشاط عمل الخير، والصدقات الجارية، هي مناسبة رمضانية تنشط في أوساط نخب السياسة والبزنس الباحثين عن الاضواء والشهرة والنجومية والطامعين الى مأرب ومقاصد في السلطة، وما أكثرهم.
شهوة الباحثين عن السلطة تجد في رمضان مرمى لالعابها جمهور وحكم ولاعب ومدرب واستيديو تحليلي. ولربما قد تلقى الضربة القاضية في رمضان، وتكون نجم فعل الخير، وتوجه بعناية كاميرات ذات حساسية انتخابية وراءك، وسترى ما هو المردود والمفعول الانتخابي لاعمال الخير التي تقوم بها.
في رمضان لربما ما هو جديد، ان المواطنين لن يواجهوا معاناة إضافية قطع التيار الكهربائي وعداد المياه لعجزهم عن سداد الفواتير، وهذا ما كان يرجي في مواسم رمضانية سابقة. ولو أن اهل الخير وفاعليه يذهبون الى الشركات المعنية ويفتحون سجلات الفواتير للفقراء والمحتاجين ويدفعون الفواتير فما أعظم ثوابها عند الله !
ازمة دفع فواتير المياه والكهرباء ليست محصورة في الفقراء وذوي الدخل المحدود، بل امتدت الى الطبقة الوسطى، ومن يصنفون ميسوري الحال في السلم الاجتماعي والطبقي الاجتماعي. وهي علامة على عدالة امتداد وتوزع العجز والعوز والفقر في المجتمع الاردني، وما عاد البناء الاجتماعي الاردني هرميا وطوليا بل أفقيا. 
في رمضان الجاري لم نسمع عن القبض على مفطرين بعد، ولربما أن الحبل على الجرار، وما زال رمضان في أول طالعه، وقد قراءنا تعليمات وزارتي الداخلية والسياحة بخصوص تشغيل المحال والمرافق السياحية في الشهر الفضيل، فهل جاءت بصيغ خفيفة ومرنة؟
وطبعا خرج علينا مستطلعو أسرار أمعدة المواطنين ليقولوا في اخبار رسمية أن الاردنيين استهلكوا نصف مليون دجاجة وعشرة الاف راس غنم، والفي عجل مثلا من بداية رمضان، ومئة الف حبة قطايف، ومليون رغيف خبز، ولينزعوا عن الشهر الفضيل الزهد والتأمل والعبادة، ويرموا الناس في طواعية التسلية والتفاهة والاستهلاك والشراهة.
الحكومة في رمضان الجاري عدلت على موعد الدوام الرسمي. وغيرت دوام الحكومة والقطاع الخاص من العاشرة صباحا كما كان يرجي تحديده في اعوام سابقة الى التاسعة صباحا، قرار لا يخلو من مؤثرات سياسية لحد ما.