عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2019

البوتاس العربية مثالاً ... الاستفادة من النماذج الوطنية الرائدة !! - راتب الهويمل

 

 
الدستور- باتت الحاجة ملحّة في الدولة الأردنية إلى الاستفادة من التجارب الوطنية الناجحة من المؤسسات والشركات في مختلف القطاعات الحيوية، سواء كانت حكومية أو خاصة صناعية أو خدمية، والتي يجب أن تشكّل المثال الذي يحتذى ومصدر الإلهام لغيرها من المؤسسات، لتشكيل حالة فريدة من النهوض الوطني وبما يحقّق رؤية القيادة وتطلعات المواطن وطموحاته في التنمية، وحين التجوال بين جنبات صفحات كتاب الوطن أجدني أرى العديد من النماذج المميّزة في القطاعين العام والخاص والتي يمكن الاستفادة منها والبناء عليها لتحقيق أهداف الدولة، فالكثير من هذه النماذج يصلح أن يكون حالات دراسية للباحثين والدارسين في مجالات الاقتصاد والتنمية وأعتقد أن البوتاس العربية تعد مثالا جيداً على ذلك.
وفي خضم التفاعل الوطني بقيادة وإشراف مباشر من لدن جلالة الملك وما تطرحه الحكومة من حزم إصلاحية متتالية هادفة إلى دفع عجلة التنمية وتحفيز الاقتصاد بما ينعكس بشكل مباشر على تحسين الواقع المعيشي للمواطنين، فقد يكون من المفيد إضافة محور نهضوي جديد في الحزم القادمة تحت عنوان «تعميم النماذج الوطنية الناجحة» ليشمل ذلك إنشاء قاعدة بيانات بهذه النماذج ودلالات نجاحها بالإضافة إلى توجيه كافة المؤسسات والشركات إلى تفعيل المقارنات المعيارية أو المرجعية على المستوى الوطني كأحد أدوات التطوير والتحسين، وهذه العملية من شأنها الإجابة المباشرة على تساؤلات عديدة، لماذا نجحت هذه المؤسسات؟ وكيف نجحت؟ وما هي ممكّناتها في ذلك من خطط وبرامج واستراتيجيات ومبادرات؟ ورغم تفهّمنا للخصوصية وطبيعة العمل إلا أنه بالتأكيد هناك عوامل نجاح مشتركة مثل التخطيط والفكر القيادي والإداري والتقنيات المستخدمة وغيرها.
وعوداً على مثالنا «شركة البوتاس العربية» وبنظرة تحليلية فإن نتائجها المبهرة التي أعلنتها مؤخراً تجعلنا نستشعر عودة الإدارة الأردنية الى سابق عهدها، فإدارة الشركة وفي مختلف المستويات هي إدارة أردنيّة بامتياز، كما تشير هذه النتائج إلى أن العقل الأردني الذكي تبنّى سياسة الابتكار في نموذج العمل القائم على الأداء باساليب إبداعية وغير تقليدية. تاريخياً كانت الشركة ومنذ تأسيسها ولعقود من الزمن تعمل على «انتاج ما يمكن بيعه» بالتركيز على الإنتاج المحدود الذي يلبّي فقط احتياجات الاسواق والتعاقدات التقليديّة القائمة، أما اليوم نجد الشركة تعتمد على « بيع ما يمكن إنتاجه» مما يعني استغلال كامل الطاقة الإنتاجية لاستخراج ما في باطن البحيرة الميته الحبلى بالخيرات والموارد حتى ولو بالعمليات القيصرية، يرافق ذلك البحث عن اسواق جديدة لتحقيق البيع الكامل لما ينتج كماً ونوعاً، مما يعكس مرونة الشركة وقدرتها على الاستجابة للمتغيرات، وجعلها ذلك متفوّقة على نفسها لتصبح على الخريطة العالمية في هذه الصناعات إلى جانب كبار المنتجين.
ومن عوامل النجاج الأخرى أيضاً الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص لاسيّما مع الأشقاء العرب من خلال تسخير الاستثمار العربي في دعم نجاحات الشركة وتحقيق ريادتها، فكان نموذج الشراكة العربية الفاعلة والتعاون العربي المشترك ومن المامول الاستفادة من هذه التجربة في تأسيس شراكات ومشاريع إستراتيجية جديدة تسهم فى دفع عجلة التنمية في هذه البلدان، ولما كانت المسؤولية المجتمعية عنصر أساس من عناصر استدامة أي مؤسسة أو شركة فإن من أهم عوامل نجاح البوتاس العربية أيضا هو ما توفره من فرص عمل مميزة وبمداخيل مجزية تعزز الولاء والانتماء المؤسسي وبما يعظم الإنتاجية، ناهيك عن تبنّيها لبرامج حصيفة في خدمة المجتمع المحلي خصوصا في مجالات التعليم والصحة والشباب لتطال بذلك كافة أرجاء الوطن أيضا.