عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jan-2024

ريشة الفايز تحاكي التراث والفلكلور بلمسات يمتزج بها الجمال والفن

 الغد-أحمد الشوابكة

 دخلت الفنانة التشكيلية الأردنية إيمان فواز الفايز، عالم الفن التشكيلي متسلحة بموهبتها في الرسم التي ارتأت تعزيزها كي تتمكن من فهم الفن بمختلف مدارسه.
اختارت الفايز الفن الواقعي ووجدت به الفن الأقرب لنفسها؛ تميزت بهذا اللون التشكيلي، وتحديدا في رسم المشاهد التي تنقل جماليات وتفاصيل التراث الأردني. 
وتمتلك الفايز مهارات فنية أخرى، إذ ساهمت بتدريب العديد من الفتيات على الرسم بالخزف والزجاج، كونها معتمدة لدى برنامج إرادة، كما قدمت العديد من دورات الرسم تطوعاً في الجمعيات الخيرية والمدارس في البادية الوسطى، إضافة لذلك فإنها ناشطة اجتماعية وعضو فعال في عدد من الجمعيات الخيرية. 
وتطرح الفايز أعمالها الفنية من خلال المشاركة في معارض جماعية بما تنتجه من لوحات فنية، تتوجها بالتراث الأردني الذي يعتبر مصدر إلهامها في المقام الأول، كما تسعى أن يتعرف عليها الجمهور المتذوق للفن التشكيلي، وفق ما ذكرته في سياق حديثها لـ "الغد". 
وتؤكد أن التراث يشكل جزءاً أساسياً ومهما في ذاكرتها الحياتية والثقافية والفنية، وكل لوحة ترسمها تحمل رؤية وهدفا، مشيرة إلى أنها تستخدم الألوان التي توحي بأفكار مقتبسة من التراث، وكل عمل يوحي برؤية شفافة مأخوذة من تأثيرات الواقع الحي وبلمسات يمتزج بها الفن بالجمال وإشراقة اللون والحركة، إلى جانب التركيز على حضورها المتنوع في أغلب اللوحات وبأشكال جميلة ومختلفة كل منها يعبر عن حالة وحكاية رمزية.
وتقول الفايز التي ترأس منتدى نشميات البادية الوسطى، بأنها كثيرة الانتباه والتخطيط والتدقيق في التفاصيل لأي فكرة ترغب بتنفيذها على الواقع، لأن رسوماتها هي مزيج بين تقديم الماضي بصورة عصرية وبأفكار بعيدة عن التكرار، لهذا كل رسمة تحتوي على مجموعة عناصر ضرورية ومهمة والتي من شأنها أن تثري أعمالها الفنية وتلاقي إعجاباً من المتذوقين والمهتمين بالحركة الفنية التشكيلية، مشيرة إلى أن المخزون الثقافي الذي تمتلكه ساعدها على الجمع ما بين الدقة والتفكير والجمال في التعبير ونقلها بالألوان على مساحة من اللوحات. 
ولا تخفي في مفهوم حديثها إلى أن تأثرها بالمدرسة الواقعية لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة هدف، وهو الوصول إلى مستوى متقدم من الأعمال الفنية التي تحاكي هذه المدرسة، لأن الفن الواقعي هو أساس الفن التشكيلي المرئي لترجمة الأفكار بأساليب مختلفة ويعد مقياساً لمهارة الشخص، وهو أيضاً حياة متجددة لا حدود له وعالم خاص لا يمكن أن يتأثر بتغيرات أو أحداث، لأنه وسيلة تعبير ثابتة، وفق ما أكدته: "حبي للرسم جعلني كثيرة البحث والاطلاع على كل ما مر به الرسم منذ فكرته الأولى وعلاقته بالحياة على مر الزمان".
وأشارت الفايز التي شاركت في معرض ريشة عالمية بأيد عربية (5)، الذي أقيم في دار الأوبرا المصرية في العاصمة المصرية القاهرة، إلى أن دراستها وانخراطها في معهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة كان له الفضل في التطلع واكتساب خبرات ومفاهيم وأسس ساعدت كثيراً في صقل موهبتها في عالم الفن التشكيلي، مؤكدة حرصها الدائم على تقديم مفردات من التراث الأردني والتاريخ والحضارة في رسوماتها، فهي لم تأت من فراغ بل من الدراسة واكتساب المعلومات.
وتميل أعمال التشكيلية التي شاركت في معرض لوزارة الثقافة بقاعة المركز الثقافي الملكي، ومعرض للمرسم الجوال، والتي تطمح خلال هذا العام بإقامة معرضها الشخصي الأول، إلى رصد الفولكلور، ما يعكس حبها وتعلقها بشغف بالتراث الشعبي الأردني من خلال الترجمة الواقعية التي تظهر على لوحاتها، والتي يمكن فيها ملاحظة تفاصيل الحياة اليومية عن كثب، وما فيها من زوايا جمالية مضيئة، بالإضافة إلى اهتمامها بالتراث الأردني. 
وتبين الفايز وهي ناشطة في العمل التطوعي أن أعمالها الفنية تتمحور في أغلبها حول التراث والفولكلور، كونها ترسم صورا ذات تعابير وجدانية تراها في عيون من ترسمهم وهذه المفردة تستخدمها في جل أعمالها الفنية، مشيرة في نفس الوقت إلى أنه؛ إن لم تكن تجربة الفنان، دائماً، فيها تجديد يعني ذلك أنه لا يوجد تطور حتى بنفسه، مؤكدة أن الاطلاع مهم لأي إنسان سواء كان رساماً أو مثقفاً، داعية الفنان التشكيلي أن يتابع كل جديد في عالم الفنون التشكيلية التي دوماً تقدم أساليب حديثة ومتجددة باستمرار.
واختتمت حديثها بتأكيدها أن التراث جزء منها، والفنان إذا لم يكن ينتمي إلى قضيته والبيئة التي يعيش فيها يكون فارغاً، لأن من خلال البيئة يظهر الإبداع، من خلال تعايش الفنان مع قضايا مجتمعية إنسانية ووطنية يطور تجربته الإبداعية. مشيرة إلى طموحها في إقامة معرضها  الشخصي الأول الذي تكرس فيه جل جهدها في تحقيق ما تصبو إليه في إيصال مضامين رسالتها بالحفاظ على المنتج التراثي الأردني الذي اكتسبناه من أجدادنا الأوائل، إضافة إلى تاريخ وحضارة هذا الوطن الذي نعتز بالانتماء إليه.