عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Sep-2023

السيرة الذاتية للمرشح الذي سأختار!*نضال المجالي

 الغد

بعد سنوات طوال من محاولة إيجاد وتأسيس أيديولوجية حزبية قادرة أن تجمع حولها أتباعا يساندونها في إنجاح رؤيتها السياسية إن كانت أصلا تملك رؤية لا توجيها، وبعد سيرة شخوص كبار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر قد فشلوا بامتياز في تحقيق ذلك، وبعد تعديلات سابقة أوصلت فئات وأسماء ضعاف في المصلحة العامة هوامير في المصلحة الشخصية، وبعد تحييد صدق وثبات صاحب الرؤية والعمل لمصلحة عامة عن موقعه في غالب الظروف، قررت أن اختار مرشحاً يخاف الله فقط.
 
 
 
قررت أن أختار من يخاف الله في الوطن، مرشحا يعلم أن لا مكان لك غيره وطناً، ولا مصلحة تسرقك منه، ولا عمولة تدعوك لطعنه، ولا بيت تسكنه أجمل منه، مرشحا يؤمن أن هناك من استشهد في حماية الوطن، وأن هناك من قاوم لصون مقدراته، وأن هناك من يعمل بجد لخدمة أركانه.
 
سأنتخب مرشحاً يخاف الله في أبناء الوطن، مرشحاً يكون قريبا ممن آمن به واختاروه، يسعى لخدمة حقوق شيبه وشبابه، يسير في رزق عماله، لا يقفز عن حقوق جيرانه، يوجِدُ الفرصة لمن يسعى لبنائه، أن لا يسخرهم لخدمة مصالح عمله وشركائه، لا يغيب عنهم في سفره وترحاله، ليعود يلقاهم فقط قبل أيام من غاية عودته نائباً يتربع فوق طموحاته وأحلامه.
سأختار من يخاف الله في مؤسسات وشركات البلد،  مرشحا لا يصلب مؤسسات الوطن ويستهدف إداراتها ما أن خالفت أهواءه، يدعم تطويرها ويعزز دورها وسياسة عملها بعيدا عن سطوة حراسه، يرتقي بمشاركة نجاحاتها ويهتم بهم وكأنهم شركاؤه.
سأختار مرشحاً يخاف الله في الإعلام، فلا يقودهم لحماية حركاته وسكناته، لا يصطفي منهم فئة ويحرق بهم بعض أو كل أقرانه، مرشحاً يمنح الإعلام المكانة والمساحة والحرية، ما إن كانت صادقة وموثوقة منابعها واتجاهاتها، يعلو بهم وعياً ومعلومة.
سأختار مرشحاً متعلما مثقفا قارئا متابعا، همه المدرسة والمعلم والطالب، يرى بالعلم مستقبلاً ويعي متطلبات صونه وتطوير أبعاده، يخدم جامعة ومستشفى ويدعم بحثا علميا ويكافئ تدرج أستاذ جامعي ليكون رمزا في علمه وخدماته، يضمن وصولا سهلاً، وفرصة أهم، وقسطا دراسيا متاحا لطالب علم، ويثني على مقدم خدماته.
سأختار مرشحاً يتابع الفن والثقافة، يهتم بالعمل والدراما، يسند ممثلا وفنانة، مرشحاً يحضر مسرحاً ويسمع قصيدةً ويطرب لغناءٍ ولحنٍ أصيل، يختار ما هو وعي للمجتمع في رسالته وصون أبنائه وبناته.
سأنتخب من يعي أنظمة وقوانين وتشريعات الحياة في الوطن، يقرأ ويحلل دون تحيز أو سمسرة أو غاية أو تضييق أو تهميش لأبنائه، يُعدّل ويضيف ويقترح ويصوب، ولا يرفع أصبعه في المجلس إلا ثقةً ووعياً لاحتسابه.
سأنتخب فقط من كان الأردن عنوانه، فلا يعنيني اختياره وفق دينه وجنسه ونسبة تمثله وأصل منبته ولا حتى حزبه، بل سأختار حرصه ووعيه وانتماءه، وسلامة عقله وصدق مبتغاه ونظافة جيبه وسريرته، وسأعمل جاهدا وصولاً لاختياره.