عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Dec-2018

إشهار وتوقيع المجموعة القصصية «خوابي» لعيسى حداد
الدستور - نضال برقان -
وقع القاص الدكتور عيسى حداد المجموعة القصصية الخامسة «خوابي» للحضور، خلال حفل الإشهار الذي نظمه مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء نهاية السبوع الماضي، وسط حضور جمع من الكتاب والنقاد والمهتمين.
وقدم الكاتب ناصر النجار قراءة في المجموعة التي تضم 80 قصة متنوعة المضامين، موضحا ان الدكتور حداد استطاع في مجموعته أن يستقرأ الواقع وأن يعيد إحياءه من جديد بلغة سلسة هادئة متفاعلة بين الماضي والحاضر، وبين الدلالة والمعنى، وبين الشكل والمضمون.
وتابع انه ينظر لنصه بعين المثقف الواعي لدوره في تحديد المشكلة والمساهمة في طرح الحدث وغير متشابك معه تأكيداً لملمح (عزلة) أبطال مجموعته القصصية عن المجتمع والاكتفاء بمس الحياة وصخبها تأكيداً لموقفه الذاتي من المعنى المشترك والذي يتألف من عناصر معرفية شائعة.
 
من جهته قال الكاتب الدكتور عمر الخواجا: «خوابي القاص الدكتور عيسى حداد زاخرة بالحكايات والغرائب والمفاجآت ومفعمة بالعواطف والأحاسيس والمشاعر، تحمل من الآمال والتّطلعات بمقدار ما فيها من المآسي والاحزان وتختزن داخلها من الأسرار أكثر مما تُظهر. عيسى حداد في إصداره الجديد نسجَ مجموعة من القصص المتنوعة تتحركُ في فضائها المُتخيّل شخصيات دون أسماء أو هوية، وتتصاعد فيها الأحداث دون مكان أو زمان مُحددين، في البداية لا بد من طرح السؤال التالي: كيف تعامل القاص عيسى حداد مع عناصر ومكوّنات القصة القصيرة؟ لقد بدأ الكاتب مجموعته القصصية من خلال إهداء عائلي جميل يشي بالتزام اجتماعي مُميّز حيث يقول :(إلى المربية الفاضلة زوجتي الغالية أم سيف... إلى أبنائي المهندسة أسيل والمهندس سيف والمهندس سهم والمحامية سالي ما قيمة الحياة إن لم تكونوا فيها؟)... من خلال هذه العتبة الهامة من عتبات النّص يظهر الانتماء العائلي والذي يعكس أثره على الواقعية الاجتماعية التي تطغى على نصوص المجموعة حيث تبدو شخصيات الكاتب المجردة من الأسماء وهي تحمل بُعدا اجتماعيا إنسانيا عابرا للمكان والزمان».
وبحسب د. الخواجا فإن الحكايات تتناثر في خوابي عيسى حداد على شكل صور فنيّة بانسياب مدهش حيث تقترب من الواقع المعاش رغم غرابتها حينا وبساطتها أحيانا أخرى، صورة الوطن عند كاتبنا صورة مؤثرة وعابرة للمكان حيث نرى الكاتب في قصة (حقيبة) وهو يختصر التاريخ والبطولات والأشعار في حقيبة ورثها البطل عن جده يحملها في حلّه وترحاله، وتتسع هذه الحقيبة لكي تصبح بحجم الوطن، ولكنّ هذا الوطن يظهر في قصة (تشوّهات)  من خلال المريض الذي يعاني من تشوّهات في قلبه حيث يقول للطبيب: (أرجوك يا دكتور أن تعيد النظر بالفحوصات يبدو أن ما تشاهده ما هو الا التشوّهات التي لحقت بوطني)... يبدو الكاتب في قصصه مُتأثرا بالواقع الحالي  المليء بالحروب والخراب والدمار ففي قصة  يد) يصوّر مأساة فقدان الأم لدى طفل نجا من عملية قصف مدمرة فلم يجد من والدته سوى يدها والتي تستمر في المسح على شعره الناعم  كناية عن عاطفة الامومة التي لا تنتهي.
وخلص د. الخواجا إلى أن هذه المجموعة القصصية (الخوابي) تمثل إضافة نوعية لمسيرة الدكتور عيسى حداد الأدبية ففيها من النفس الطويل ما يوحي بأنّ الكاتب يملك مزيدا من الابداع ومزيدا من الإنجازات الأدبية على صعيد القصة القصيرة.