عمّان ـالدستور - طلعت شناعة - قبل خمسين سنة او يزيد شهدت مدرجات المسرح (الجنوبي ) حفلات المطربة سميرة توفيق والمطربة سلوى وغيرهما من رواد الاغنية الأردنية.
وذلك قبل تأسيس مهرجان جرش للثقافة والفنون بداية الثمانينيات من القرن الماضي، والذي احتضنته جامعة اليرموك، حيث تولدت الفكرة من إنشائه فيها بعد زيارة لجلالة الملكة نور الحسين والسيدة ليلى شرف للجامعة، وتم الاتفاق مع الدكتور عدنان بدران رئيس الجامعة وبمشاركة الدكتور مازن العرموطي استاذ الصحافة وقتذاك.
كانت حفلات فترة الستينيات محدودة وفقط على مسرح واحد في جرش هو المسرح الجنوبي.
وهذا العام وبعد 34 دورة تتجدد قيمة (ابو المسارح ) وأكبرها في المدينة الأثرية وبمشاركة 19 مطرباً من الاردن والبلاد العربية.. إضافة لفرقة الرواد بما تضمه من نخبة من رواد الاغنية الأردنية وفرقة نادي الجيل الجديد الشركسية.
تاريخ وأحداث
شهد « المسرح الجنوبي» عبر تاريخه العديد والكثير من الأحداث، منها على سبيل المثال مشاركة المطربة جوليا بطرس للمرة الأولى عقب الانتفاضة الفلسطينية اواخر الثمانينيات، وحضر حفلتها أكثر من 5000 شخص، وكان ذلك انتفاضة اعجاب بصاحبة ( وين الملايين ).
كما شهدت خشبة ( الجنوبي ) دموع المطربة ماجدة الرومي عام 1996 عندما غنت بعد وفاة المغفور له بإذن الله الملك الحسين، فعندما جاءت مشاركتها التالية بعد وفاة الحسين، وقفت « ماجدة « على المسرح تتذكّر الحسين وفجأة،اختفى صوتها واغرورقت عيناها بالدموع وكانت « الدستور» لها بالمرصاد وكنا الصحيفة « الوحيدة « التي « اصطادت دموعها».
كما شهد « المسرح الجنوبي» أحداثًا سياسية، خاصة وقت الحديث عن « التطبيع». فكان بعض المطربين يقدمون «مواقفهم» الوطنية اثناء الغناء.
ولا ننسى «جُرأة « مدير المهرجان السابق أكرم مصاروة ـ طيّب الذّكر ـ،عندما «غامر « واستضاف مارسيل خليفة وقعبور وجوليا بطرس وفرقة العاشقين وبشار زرقان وسميح شقير وغيرهم.
وصار المسرح (الجنوبي) محط أنظار النجوم العرب ومحطة انطلاقتهم نحو العالم، مثل الفنانين :ماجدة الرومي التي لُقّبت « بنت المهرجان» وكاظم الساهر او ( الساحر) وغيرهما.
وهذا العام وانا هنا أحاول جمع المعلومات من ذاكرتي..
يشهد مشاركة مارسيل خليفة ومحمد منير ونانسي عجرم ومحمد عساف كفوري ونخبة من نجوم الاغنية الأردنية.
ويستمر (الجنوبي ) بمنح المطربين (شهادات تفوق) كونه اكبر مسارح جرش وأهمها من حيث تنوع الحضور بين فئة الشباب ومحبي الطرب الاصيل.
تطلّعات
و يتطلّع الالاف من محبّي مهرجان جرش يوم الثامن عشر من شهر ( تموز / يوليو القادم) حيث تنطلق فعاليات الدورة الـ 34 من المهرجان الأضخم في الاردن والوطن العربي؛ نظرا للمساحات الابداعية التي تحتضن الفعاليات الغنائية والمسرحية والادائية والسينمائية، بما فيها الفرق الشعبية وفعاليات الاطفال.
ويعتبر « المسرح الجنوبي « اكبر المسارح في « المدينة الأثرية، حيث تتسع مدرجاته الى ما يقارب الـ 4 الاف شخص، ويمكن ان يحتشد به ضعف العدد، في ظروف استثنائية وبحسب جماهيرية بعض المطربين.
ابرز النجوم الاردنيين :
عمر العبد اللات، واسامة جبور، ويحيى صويص، ومحمد ابو غريب، وغالب خوري، وليندا حجازي، ويوسف كيوان، وبسام الحلو، ونايف الزايد، وسهير عودة، ودينا كرزون، واحمد عبندة، وجهاد سركيس.
ولضمان مشاركة فاعلة ومتميزة للفنان الاردني، ارتأت ادارة مهرجان جرش ان يقتسم المطربون الاردنيون الحفلات مع النجوم العرب، وهي فرصة حقيقية كي يُظهر الفنان الاردني قدراته ويكشف عن موهبته.
وبخاصة وان الجمهور الحاضر سيكون في اختبار لمؤازرة ودعم الفنان الاردني، الذي عليه ان يكون في حجم المسؤولية و( يشتغل على نفسه )،ليتبوّأ المكانة التي يرنو ونرنو نحن اليها.