الغد
تأتي ترشيحات الرئيس الأميركي المنتخب عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، لمناصب أساسية في الإدارة الأميركية القادمة لتضيف تحديات وتعقيدات ومخاوف على مستقبل الشرق الأوسط، حيث أن بعض الأسماء التي لها علاقة مباشرة بالتعامل مع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بماضيه وحاضره وحتى مستقبله المشؤوم للأسف، وملف العلاقات الخارجية والتطورات الدولية بشكل عام، هي من المؤيدة لإسرائيل وسياساتها.
خذو مثلا رجل الأعمال اليهودي، ستيف ويتكوف، الذي عينه ترامب مبعوثا للشرق الأوسط، وهو من أقطاب العقارات في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون رؤيته مبنية على عقلية الصفقات التي يتشارك بها مع الرئيس المنتخب، ومن الغالب أن يأتي ليستمر على نهج سلفه صهر ترامب، خلال ولايته الأولى، جاريد كوشنر، وهو عراب صفقة القرن المجحفة بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية. وللعلم فقد وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ويتكوف، في تقرير لها مؤخرا، "باليهودي المؤيد لإسرائيل بقوة".
Ad
Unmute
إليكم أيضا مايك هاكابي، حاكم ولاية أركنساس السابق، والذي رشحه ترامب سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل. صحيح أنه غير يهودي، لكنه وكما وصفته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية "حليفا كبيرا لإسرائيل، ومعارضا لحل الدولتين". وبحسب تقرير لشبكة بي بي سي الإخبارية البريطانية، فقد تداولت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا مقطع فيديو يعود لعام 2017 يقول هاكابي فيه: "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة". تخيلوا!
أما خيار ترامب لسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، فقد جاء إليز ستيفانيك، وهي من أعضاء الكونغرس الأميركي سابقا والمساعدة لرئيس معهد السياسة بجامعة هارفارد، وتعد من المؤيدين بشدة لإسرائيل. وقد كانت، وبعد اشتعال حراك طلبة الجامعات الأميركية المؤيدة للقضية الفلسطينية قبل عام، ممن استجوبوا رؤساء بعض الجامعات بذريعة معاداة السامية.
لنضف إلى ذلك أيضا ترشيح ترامب لبيت هيغسيث وزيرا للدفاع، وهو ضابط سابق في الحرس الوطني الأميركي، ومقدم البرامج في شبكة فوكس نيوز الإخبارية. وقد خدم في أفغانستان والعراق، ومعروف عنه تأييده لإسرائيل، وقد ظهر ذلك جليا في برامجه التلفزيونية، خصوصا دعوته لتدمير قطاع غزة.
هذا وتتجه الأنظار إلى ترشيح ترامب للسيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، وزيرا للخارجية، وهو من الذين انتقدوا بشدة إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي، جو بايدن، على عدم بذل ما يكفي لدعم إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله. هذا إضافة إلى إدانته لقرارات بعض الدول الغربية بتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. وهو أيضا ممن استنكروا فرض وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على المستوطنين والكيانات الإسرائيلية المتورطة في العنف ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
قد تشمل قائمة الرئيس الأميركي المنتخب أسماء أخرى مؤيدة لإسرائيل في المستقبل القريب، لكن الحقيقة الأكيدة والخطيرة أننا أمام مجموعة متناغمة من الصقور ممن تتماشى دوافعهم الأيدولوجية ومواقفهم العلنية وسلوكهم السياسي مع مصلحة إسرائيل، ليبقى السؤال المصيري: ما نحن فاعلون أمام فريق الأحلام إسرائيليا، والذي يمكن تسميته أيضا بفريق الكوابيس فلسطينيا وعربيا وإسلاميا؟
قد تكون الخيارات محيرة وصعبة ومعقدة بجنون، لكن صياغة موقف فلسطيني عربي إسلامي موحد ومعلن ومدعوم بقرارات الشرعية الدولية وشعوب العالم، مستندا إلى حل الدولتين أساسا لا نحيد عنه، هو ما علينا العمل عليه فورا، مع التحالف بقوة مع أنصار السلام العادل والشامل دوليا وأميركيا وحتى إسرائيليا، بعيدا عن الفرقة وتشرذم المواقف وجمود الحركة حتى لا نندم في وقت لن ينفع فيه الندم.