عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Oct-2025

معطيات الجيش الإسرائيلي تفيد بأن 279 جنديا حاولوا الانتحار

 الغد

هآرتس
بقلم: توم لفنسون
 
 
 
279 جنديا حاولوا الانتحار بين كانون الثاني (يناير) 2024 وتموز (يوليو) 2025؛ هذا ما يتبين من معطيات الجيش الإسرائيلي التي قدمت لمركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست ووصلت إلى "هآرتس". حسب المعطيات، فإن 33 حالة من حالات الانتحار اعتبرت "خطيرة"، أي أعمال كان يمكن أن تؤدي طبيعة تنفيذها إلى موت الشخص أو إصابته إصابة بالغة. في السابق لم يتم في الجيش الإسرائيلي جمع أي معطيات عن محاولات انتحار. وفي الجيش بدأوا في عملية الجمع فقط في 2024. هذه المعطيات تشمل فقط الحالات التي تم الإبلاغ عنها لقسم الصحة النفسية في الجيش.
 
 
الوثيقة التي نشرها مركز الأبحاث استنادا إلى المعلومات التي قدمها الجيش، وتم إعدادها بناء على طلب من عضو الكنيست عوفر كسيف (حداش)، كتب فيها أنه في غضون هذه الفترة انتحر 36 جنديا. حسب المعطيات، ستة منهم فقط التقوا مع ضابط الصحة النفسية في الشهرين قبل انتحارهم. 16 من المنتحرين في هذه الفترة انتحروا في 2025، و"هآرتس" عرفت أنه منذ ذلك الحين حدثت 4 حالات انتحار على الأقل.
المعطيات التي نشرت من قبل الكنيست، والتي تتعلق بحالات الانتحار في 2024، لا تتساوق مع المعطيات الرسمية التي نشرها الجيش في السابق. حسب معطيات الجيش في 2024 انتحر 21 جنديا. مع ذلك، في وثيقة الكنيست ادعي أنه في 2024 انتحر 20 جنديا. في الجيش الإسرائيلي لم يتطرقوا بعد إلى سؤال "هآرتس" بخصوص الفجوة بين هذه المعطيات.
من المعطيات، يتبين أيضا أن عدد المنتحرين أكبر بعشرة أضعاف من عدد المنتحرات في الأعوام 2017 - 2025. الوثيقة تضمنت أيضا تقسيم حالات الانتحار حسب طبيعة خدمة المنتحرين، لكن الجيش قدم معطيات جزئية. فقد تطرق فقط إلى 9 حالات انتحار في 2024، بينها 7 خدموا كمقاتلين، واحد كمساعد قتال وآخر في وظيفة في الجبهة الداخلية. من بين الـ16 المنتحرين الذين تطرق إليهم الجيش في 2025، فإن 7 خدموا كجنود مقاتلين، 4 كداعمين للقتال و5 في الخدمة في الجبهة الداخلية.
حسب المعطيات الرسمية للجيش الإسرائيلي، فإنه منذ بداية الحرب حدث ارتفاع في عدد الجنود المنتحرين أثناء خدمتهم الفعلية، سواء في الخدمة النظامية أو في الاحتياط، مقارنة مع الأعوام السابقة. مثلا، في 2023 انتحر 17 جنديا، 7 من بينهم انتحروا بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر). هذا مقارنة مع العقد الذي سبق الحرب، حيث إنه في حينه متوسط عدد الجنود الذي انتحروا سنويا كان 12 جنديا. في الجيش الإسرائيلي ينسبون ارتفاع عدد حالات الانتحار إلى الزيادة الواضحة في عدد من يخدمون، وبالأساس في منظومة الاحتياط. حسب حالات في الجيش، فإن تقسيم الحالات يظهر أنه منذ بداية الحرب حدث انخفاض في عدد حالات الانتحار بسبب ظروف شخصية لا ترتبط بالتعرض لأحداث قتالية. من خلال ذلك، يتبين، كما تقول المصادر، أن الكثير من المنتحرين تعرضوا لأحداث قتالية قاسية، التي كما يبدو أثرت على حالتهم النفسية.
معطيات الجيش الإسرائيلي لا تشمل الجنود الذين انتحروا عندما لم يكونوا في الخدمة الفعلية. حسب متابعة "هآرتس"، فإنه منذ بداية الحرب على الأقل 13 جنديا لم يكونوا في الخدمة الفعلية انتحروا بسبب مشكلات نفسية - التي كما يبدو حدثت لهم بسبب الخدمة العسكرية. 6 من بينهم انتحروا في بداية السنة. في عدد من الحالات، الحديث يدور عن جنود شاركوا في الحرب، وفي حالات أخرى الحديث يدور عن مرضى نفسيين قدامى، شاركوا في عمليات أو في حروب سابقة. خلافا للمنتحرين في الخدمة الفعلية، فإنه لا توجد أي هيئة في الدولة تقوم بمتابعة الجنود الذين تسرحوا من الخدمة العسكرية وانتحروا. في الجمعيات التي تعمل في مجال معالجة الذين يعانون من الصدمة، يقولون إن عدد المنتحرين الفعلي أعلى، حيث إن معظم الحالات تبقى في الظل.
كسيف قال "لا توجد أي قيمة أهم من حياة الإنسان. وباء الانتحار في الجيش، الذي كما يبدو سيتفاقم الآن عند انتهاء الحرب وعودة الكثير من المصابين أخلاقيا والذين تعرضوا للصدمة، يحتاج إلى إنشاء منظومة دعم حقيقية للجنود والمجندات، وبالأساس العمل على إنهاء الحروب والتوصل إلى سلام حقيقي. الحكومة التي ترسل جنودها إلى الحرب والأسر وتتخلى عنهم، هي التي تعمل ضدهم فعليا، وليس من يناضل ضد الحروب وجرائمها".