عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2021

«بلا سقف».. تراجيديا عربية!*احمد ذيبان

 الراي 

يرسم الصحفي والكاتب اللبناني زهير ماجد لوحة «التراجيديا» العربية،على مدى نحو ستة عقود في كتابه «بلا سقف – شهادة شاهد»،الذي صدر مؤخرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.
 
يحلق زهير كطائر في بلاد العرب متنقلا بين عديد الأقطار، ويستهل الكتاب في «بكائية» من ثلاث كوارث صادمة، تتمثل بدخول الدبابات الاسرائيلية الى بيروت عام 1982، ودخول الدبابات الاميركية بغداد عام 2003، وقبل ذلك هزيمة العرب عام 1967، واحتلالها للضفة الغربية وهضبة الجولان وصحراء سيناء المصرية ووصولها الى قناة السويس، هذه الزلازل السياسية – العسكرية نجم عنها كوارث قومية لا تزال تداعياتها مستمرة.
 
الكتاب حاشد بالأحداث والذكريات الشخصية والعامة، يصعب تصنيفه ك"سيرة ذاتية» لكنه شبيه بصورة بانورامية للمشهد العربي، كتب بانتماء قومي لا يعترف بالحدود، يفصل فيه بالوصف والتحليل العميق بين التاريخ والجغرافيا والثقافة والفن والسياحة، ويستشهد فيه بلقاءات مع رموز سياسية وثقافية وفنية لبنانية وعربية.
 
وللأردن حصة مهمة في الكتاب، ذلك أن الزميل زهير محب للأردن وعمل فيه عدة سنوات،في الصحافة والانتاج التلفزيوني والفني، وله صداقات واسعة في الوسط الثقافي والصحفي والسياسي، وتجول في الكثير من أنحاء المملكة للتعرف على معالمها ولتصوير وانتاج برامج وثائقية، ولا زال يزوره بين فترة وأخرى.
 
لكنه خلال السنوات الثلاث الماضية شعر بالصدمة، وصار يتردد في زيارة عمان بعد رحيل أربعة من أهم الصحفيين والكتاب والمثقفين الاردنيين، الذين ارتبط معهم بصداقات حميمة وعلاقات عمل لفترة طويلة، وهم المرحومين «طارق مصاروة،خيري منصور،محمد كعوش، وعدنان العواملة »، وكتب يرثيهم بالدموع.
 
وما زاد صدمته وحزنه أن صديقته الكاتبة والاكاديمية اللبنانية الدكتورة حياة عطية التحقت بهم، وهي التي عاشت في الاردن لمدة تزيد عن 35 عاما،عملت خلالها في الصحافة والعمل التلفزيوني وأستاذة جامعية، وكانت مصادفة عجيبة أن القدر أمهلها لكي تكتب مقدمة كتاب» بلا سقف» ! وجاء في بعض ما قالته فيها: » كتبت نفسك يا صديقي لكنك كتبتنا جميعا.. لا نعني أننا جيل الخير، لكننا جيل عايش الكثير من الخير الذي كان، ومن الشر الذي أسس للخراب الذي نبكي منه الآن » !
 
يتوسع المؤلف في الكتاب بالحديث عن الحالة اللبنانية التي عايشها بدقة، ويحللها كجراح ماهر وخاصة في نقد الطبقة السياسية الفاسدة، التي تمسك بمفاصل الدولة منذ عشرات السنين وأوصلتها الى هذا الخراب، ويبلغ ذروة الإحباط بقوله » إن هذا البلد يجب أن يغلق بالشمع الأحمر وأن تطفأ عنه الشمس، إذ لا يكفي التغني بجماله، حسبما هي أغاني فيروز ووديع الصافي وصباح »، ويشير الى أن الكثير من أبنائه يعتمدون في مواردهم المالية على الخارج من خلال العمل في بلاد الاغتراب، ويستشهد بما سمعه من السياسي اللبناني الشهير ميشال إده بأن» كل أم?اله من خارج لبنان، وأنه يصعب الحصول على المال من داخله «!