عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2020

تطوير وسائل الإعلام التقليدية*لما جمال العبسه

 الدستور

عديد المؤتمرات التي عُقدت لبحث واقع الاعلام ومستقبله في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم تقنيا والتي بات معها الاعتماد على الوسائل الاعلامية غير التقليدية يتزايد يوما بعد الاخر، وفي ظل هذا الارتفاع المشهود في رواج هذه الوسائل بات الاعلام التقليدي يصارع من اجل البقاء، ويتم التطرق للحديث عنه على استحياء من اصحاب القرار ممن   يهتمون بكيفية بروز الخبر الخاص بهم في وسائل الاعلام التقليدية على مستوى الصحف ومحطات التلفزة.
بالامس عُقد مؤتمر عبر تقنية الاتصال المرئ عنوانه «مستقبل الاعلام» وتم الحديث عن كل شئ باسهاب الا عن الاعلام التقليدي الذي كان نصيبه كلمات معدودات فقط لا غير، بالمقابل تتفاخر الصحف الورقية العالمية في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا الغربية بعودة الثقة فيها وتصدرها للمشهد من جديد، بعد معاناة اربع سنوات بعضها اُقفلت ابوابها وأخرى عانت ماليا بشكل كبير للغاية، لتدور الكرة مرة اخرى نحو اعادة الصدور بالطريقة التقليدية وبدعم تكنولوجيا عالي المستوى.
فقط الدول العربية من تشعر نفسها اكبر من الحدث فتقرر ان لا طائل ولا فائدة من الاعلام التقليدي، وتتجه الى اعلام السوشيال ميديا والمواقع الالكترونية وما الى ذلك، وتتناسى ان اخبارها الاكثر مصداقية كان مصدرها الاعلام التقليدي، الذي لا يلقى دعما سوى ببعض كلمات لا تتجاوز الشفة ولا تُترجم عملا على ارض الواقع.
على سبيل المثال، في الاردن عانينا الامرين في الاعلام التقليدي، فعندما يؤكد رأس الدولة على اهمية هذا القطاع، تتسابق الجهات المعنية لدعمه شفهيا وتلقي اللوم على ادارات هذه الجهات في انها لم تجد حلاً، فيما تبقى تتخذ جنبا على اعتبار ان العصا السحرية بيد هذه الصحف على سبيل المثال.
من المؤكد ان الوسائل الاعلامية الحديثة غاية في الاهمية الا ان الوقت لم يحن بعد للاستغناء عن الاعلام التقليدي خاصة الصحافة الورقية فعلى الجميع ان يدرك هذا الامر، فعودة الثقة للصحف بنفسها امر هام، وان تكون منصة للحكومات بوزرائها مهم للغاية، وذلك لكي تكون الاخبار على وسائل الاعلام الاخرى اكثر مصداقية مما هي عليه الآن.
ان الاعلام الحديث يحتاج الى صحفيين ذويي خبرة بالصحافة اولا ومن ثم باستخدام الوسائل الحديثة، عدا عن تعاون الجهات الرسمية والخاصة معه، وهذا ما نفقده الآن، كما ان هذه الوسائل الحديثة لازالت في الكثير من الاحيان منبعا للشائعات وللاخبار الكاذبة والملفقة ولوجهات نظر من هم غير ذي اختصاص، لكن النتيجة واحدة اثارة البلبة والبحث في كيفية نفي هذه الشائعات.
ان الدعم الحقيقي للاعلام التقليدي ضروري للغاية، دون تدخل من يعرف ولا يعرف في اهمية هذا القطاع الحيوي والهام،وان الحديث عن ضرورة دعمه ومساعدته والاهم مساعدة نفسه لن ينقطع حتى تحقيق الغاية المأمولة، وعودة ألقه ولو بشكل اقل من السابق دون الاستغناء عن دعم التكنولوجيا له.