عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jan-2019

فلسطیني سعى إلى حتفه - لیفي جدعون

 ھآرتس

 
الغد- نھایة الاسبوع القاتل ھذا بالنسبة للفلسطینیین مع اربعة قتلى من رفح حتى رام الله، انتھت أمس السبت بقتل مزارع في حقلھ في قریة المغیر التي تقع وسط الضفة الغربیة. كان الوقت بعد الظھیرة، حمدي نعسان ومعھ عدد من سكان القریة كانوا یستعدون لإنھاء یوم عملھم في .حقل الزیتون المعتنى بھ جیدا والذي یقع على سفح البؤرة الاستیطانیة المتوحشة عیدي عاد الآن ھو موسم الحراثة، ومجموعة الفلاحین كانوا یحرثون ارض الحقل التي بنوا فیھا أیضا سلاسل حجریة. اربعة اشخاص منھم شاھدوا عددا من المستوطنین المسلحین الذین نزلوا نحوھم من عیدي عاد وبدأوا بمھاجمتھم بھدف طردھم من الارض، ھذه متعة یوم السبت .بالنسبة لھم
ھذا ھو الروتین ھنا في بلاد البؤر الاستیطانیة ولا سیما في المغیر. في الاسبوع الماضي تواجدت في القریة ورأیت الجذوع النازفة والصامتة لـ 25 شجرة زیتون، التي عمرھا 35 سنة، والتي قامت أیدي مقیتة بقطعھا بالمناشیر الكھربائیة شجرة تلو الأخرى، فقط الاشجار الكبیرة والقدیمة منھا. ھذا حدث یوم الجمعة الماضي قبل ثلاثة ایام من یوم عید الشجرة (15 .(شباط حسب التقویم العبري
الآثار قادت في حینھ إلى بؤرة مافو شیلو التي سیطر سكانھا على موقع الجیش شبھ المتروك والذي یقع على قمة الجبل التي تطل على حقول المغیر. في الأشھر الاخیرة انتظم السكان للقیام باحتجاج شعبي، الذي خلالھ یسیرون كل یوم جمعة نحو اراضیھم مطالبین بطرد مافو شیلو من مكانھا. مستوطنو البؤرة الاستیطانیة یرعون في اراضیھم ویطردونھم بالقوة وبالتھدید ویقومون بأعمال ”تدفیع الثمن“ في قریتھم – التي من خلالھا قاموا بإتلاف عدد .غیر قلیل من سیارات سكان القریة
أمس جاءوا من عیدي عاد. قبل بضعة ایام قال لي سكان القریة الذین تعلموا بدرجة ما التعایش مع عیدي عاد إن مشكلتھم ھي مافو شیلو. في نھایة الاسبوع تبین لھم أن الاختیار ھو بین الطاعون والجذام. في أحد الاسابیع المصیبة تأتي من الشرق من مافو شیلو، وفي اسبوع آخر تأتي من الشمال من عیدي عاد، بتناوب في جرائم الكراھیة للبؤر الاستیطانیة.
كان یجب في الاسبوع الماضي رؤیة ذعر السكان الذین سافروا معنا نحو اراضیھم، كلما .اقتربنا من مافو شیلو كي نفھم اجواء الرعب والارھاب التي یعیشون فیھا بعد نزول المستوطنین الیھم ومھاجمتھم طلب الفلاحون المساعدة من خلال الھاتف. العجز كان مطلقا: الجیش سیقف دائما إلى جانب المستوطنین بالطبع، السكان قاموا بالاتصال مع ادارة التنسیق والارتباط الفلسطینیة، لكنھم بقوا عاجزین، قوات الجیش وصلت وبدأ اطلاق .النیران الحیة على الفلاحین، سواء من قبل المستوطنین أو الجنود في القریة ینفون ادعاءات عیدي عاد التي تقول إن المستوطنین تمت مھاجمتھم من قبل الفلاحین. من یعرف الحیاة في وادي شیلو یعرف إلى أي درجة من الصعب، بل من المستحیل، تصدیق ھذه الادعاءات. المستوطنون ینزلون إلى حقول لیست لھم فقط من اجل طرد السكان من اراضیھم وبث الذعر، ھذا ھو القصد. الفلاحون وأبناء القریة الذین سارعوا إلى تقدیم المساعدة بدأوا بالھرب جنوبا نحو بیوت القریة. الجنود والمستوطنون یطلقون قنابل الغاز المسیل للدموع الذي غطى القریة. وبعد ذلك یطلقون النار الحیاة. لقد اطلقوا علیھم النار اثناء ھربھم. نعسان أصیب في ظھره. أمس لم یكن واضحا بعد ان كانت النار قد اطلقت علیھ من قبل مستوطن أو من قبل جندي. الامر استغرق ساعة إلى أن نجحوا في نقلھ إلى المستشفى في رام الله. ھناك تقریبا 15 مواطنا اصیبوا، 9 منھم وصلوا إلى المستشفى في .رام الله و3 منھم اجریت لھم عملیات
المشھد في المغیر رائع في ھذا الفصل من السنة. سھل خصب تمت فلاحتھ بصورة مدھشة، ارض باللون البني، كروم زیتون متفتحة وحقول خضراء. وھنا تأتي صور موت نعسان:
وجھھ المیت وعیونھ المغمضة، الثقب الصغیر في ظھره قرب عموده الفقري. عند موتھ كان .عمره 38 سنة، أب لأربعة اولاد
أحد اقارب عبد الحي النعسان، صاحب كرم الزیتون الذي قطعت الاشجار فیھ، والذي ذھبنا معھ في الاسبوع الماضي لإحصاء اضراره وألمھ. ھكذا سقط أمس الشھید الاول في القریة .منذ بدء نشاطات الاحتجاج الشعبي فیھا. ویبدو أنھ لن یكون الشھید الاخیر فیھا