عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2019

«جرح البوح» لجليلة الجشي.. نزيف الكتابة

 

 
 عمّان - الدستور -«جرح البوح» هو نوع من الكتابات العتابية نحو ما يشاهَد من أشياء غير متوقعة بإزاء ما نحب، استنكارا لأفعال ما كان لها أن تقع نحو ما نحب. 
و»جرح البوح» الصادر عن (الآن ناشرون وموزعون) في عمّان للكاتبة جليلة الجشي، هو مجموعة من المقالات أو الشهادات التي دونتها الكاتبة من الحياة التي يعيشها الإنسان الفلسطيني، أو نقول إنها يوميات الكاتبة عن المدن والمواقف التي رصدتها على امتداد صفحات الكتاب عن الشباب والمرأة والأطفال الذين كانوا ضحايا الاحتلال، وضحايا إدارات لا مسؤولة.
هي مقالات تندرج تحت عنوانين، الأول إصلاحي؛ لأنه يؤشر على الخطأ، ويبقي الإجابات مفتوحة لوعي الآخرين، وكتب بمشاعر الأنثى/ الأم، بلغتها الرقيقة وعواطفها الجياشة، وحميميتها وفائض محبتها، التي يمكن معها استعارة مقولة النفري بتحوير بسيط، «الكتابة التي لا تؤنّث لا يعول عليها». في العنوان الذي اختارته جليلة للكتاب الذي يقع في 186 من القطع الوسط «جرح البوح» تتألم بصمت، وهي تمسك بجمر التجربة وتطوي الشغاف عليها، وهي تدرك أن هذا البوح ليس سوى نزيف؛ لأنه يلامس القلب.
تقول الجشي: «أكتب لعيون الوطن الجريح ولهموم الإنسان الفلسطيني الذي تورمت عذاباته وشمس الحرية الغائبة عن سماء الوطن.. أكتب للحب الصادق، للعاشقين وأرسم بالكلمات معاناة شعب قدره أن يحيا على أرض يقاسمه فيها الجراد ويقارع الظلم والظالمين». في الكتاب الذي يتنوع بين المقال والنص والحكمة المختارة والقصة واللقطة الفوتغرافية والحكاية، والومضات المختارة، والوصية..، تكتب المؤلفة بعفوية التداعي الذي لا يخلو من الشعرية التي تمنحها الأنثى المكلومة بالغربة والاغتراب لصوت النص الذي يفيض بالشجن الخافت وأحيانا الصراخ.
ولا تقف الكاتبة الجشي في مقالاتها عند ما يجري في فلسطين بلدها وحدود جغرافيتها، وإنما تصور الظلم حيثما وجد في جهات الأرض، فالألم واحد، و»كل غريب للغريب نسيب».
يشتمل الكتاب على عدد من العناوين، منها: «معبر قلنديا.. معاناة مستمرة»، «أنا أستحضرك لا أرثيك»،» على جسد ورقة»، «شهداء الجوع في مخيم الأحزان»، «إلى غزة»، ومنها: «يا صابرة يا طاهرة، يا أغنى من ساكنات القصور..تراب الوطن الذي يعفر وجهك وثوبك أجمل من كل المساحيق، وأنبل من كل النبلاء».
وتكشف عن تجربة هي الأولى في الرواية، معربة عن أملها؛ إذ تقول «لأن الرواية تخضع لشروط عديدة يجب ألا تكون أحداثها سطحية وبلا هدف، كما أن الحبكة يجب أن تكون مدروسة تشد القارئ، وآمل أن أنجح في تلك التجربة التي أقبلتُ عليها بحب ليقرأها الناس بشغف».
وكان صدر للكاتبة جليلة الجشي: «ثرثرة الأيام»، «نم أيها الموت».