منى أبو حمور
عمان-الغد- تحت شعار ”الیوم المفتوح“؛ تفرض مدارس خاصة أنشطة مدفوعة على طلبتھا وتحت بند الترفیھ عنھم وكسر جمود الدراسة.
أعباء جدیدة تزیدھا بعض المدارس على أولیاء الأمور الذین یستنكرون ”مبدأ الجبایة“ الذي یمارس
بین الحین والآخر بحجة نشاط مدرسي سیقام.
ھؤلاء الآباء ترھقھم متطلبات الحیاة وأعباءھا، ومع ذلك یبحثون عن جودة التعلیم، ویوفرون كل ما
لدیھم لدفع أقساط أبنائھم في المدارس الخاصة.
وفي الوقت الذي فرضت فیة وزارة التربیة والتعلیم شروطا مشددة على الرحلات المدرسیة التي
كانت مصدر دخل لكثیر من المدارس الخاصة، وجد البعض منافذ جدیدة للحصول على المال من
خلال الأنشطة المدرسیة المدفوعة.
رفض الثلاثینیة منال حسن إرسال أطفالھا إلى المدرسة للمشاركة في فعالیات ”الیوم المفتوح“، الذي تعقده المدرسة ویتطلب من كل طفل دفع مبلغ معین مقابل الحصول على وجبة طعام خلال النشاط، جاء لعدم قدرتھا المادیة، فضلا عن عدم منطقیة إجبار الطلاب وذویھم على شراء وجبات وحلویات.
تقول ”اضطررت أن أستلف المبلغ لأدفع ثمن مشاركة أبنائي، فلن أتركھم یشعرون بأنھم أقل من
غیرھم“، سیما وأن مدیرة المدرسة شددت على حضور الطلاب في یوم النشاط.
”رغبة الأمھات أن نقدم وجبات جاھزة للطلبة بدلا من أن یحضروا من بیوتھم“.. بھذه الكلمات ردت مدیرة إحدى المدارس الخاصة على أم زیاد والدة أحد الطلاب في مدرستھا، والتي رفضت دفع رسوم مشاركة أبنائھا الأربعة في احتفال المدرسة بسبب دفع رسوم خمسة دنانیر مقابل تقدیم
وجبات سریعة للأطفال خلال الاحتفال.
استھجنت أم زیاد إرسال المدرسة فعالیات النشاط بورقة صغیرة مرفقة بمفكرة المدرسة، فإلى جانب دفع ھذا المبلغ، یبقى الطلبة في الساحة طوال ساعات الدوام تحت أشعة الشمس دون الأخذ بعین الاعتبار سلامتھم.
من جھتھا بررت آیات محمد (اسم مستعار) مدیرة إحدى المدارس الخاصة قیامھا بین الحین والآخر بنشاطات ترفیھیة في المدرسة إلى اتخاذ قرار منع الرحلات المدرسیة بعد أحداث البحر المیت، وأنھا بھذه الأنشطة تكسر الملل وتشجع الطلبة على الدراسة مجددا. وتقول ”بعد أن ننتھي من الامتحانات نرفھ عن الطلاب بعمل نشاط مدرسي“، عازیة طلب رسوم من ذوي الطلبة قیامھا
بتأمینھم بوجبات طعام وأنشطة ترفیھیة كالمھرج والرسم على الوجھ، معتبرة أن دفع مبلغ (3 أو
5 (دنانیر یعتبر مبلغا ”رمزیا“.
بدوره یؤكد مدیر إدارة التعلیم الخاص في وزارة التربیة والتعلیم الدكتور سامي محاسیس لـ ”الغد“،
أن الانشطة التي تقام في المدارس الخاصة، تتبع مدیریات التربیة والتعلیم في المیدان، مشددا أنھ لا
یحق لأي مدرسة أن تطلب من الطالب أي مبالغ مالیة خارج إطار العقد المبرم ما بین إدارة المدرسة وولي الأمر عند قبول الطالب عند بدایة العام الدراسي.
ویشیر إلى أن الأنشطة من طبیعة أعمال المدرسة من أجل أن تثري الطالب، لافتا إلى أھمیة النشاط المنھجي أو اللامنھجي في المدارس الحكومیة والخاصة على حد سواء، لما لھ من أھمیة في إثراء المادة الدراسیة وبناء شخصیة الطالب المتكاملة صحیا، اجتماعیا، ثقافیا وعلمیا. وفیما یتعلق في الوجبات الجاھزة التي تقدم في أنشطة بعض المدارس الخاصة، یبین محاسیس أن ھناك ما یسمى ”المقصف المدرسي“، یمكن من خلالھ أن تبیع المدرسة وتقدم المواد المسموح بتناولھا، ولا یوجد فیھا ضرر على الطلبة.
ویبین أن اللحوم ومشتقاتھا لا یجوز بیعھا للطلاب، ولا یجوز للمدرسة أن تجبر الطالب على شراء الوجبة، فمن الممكن بحسب محاسیس أن یكون الطالب غیر قادر على دفع ثمنھا، فضلا عن ضرورة أن تكون المطاعم التي تتعامل معھا المدرسة مرخصة وأن یكون العاملون فیھا حاصلین على شھادة خلو من الأمراض حتى تضمن تقدیم وجبة صحیة مناسبة للأطفال.
وفیما یتعلق بشروط الأنشطة داخل المدرسة، یؤكد محاسیس على أھمیة النشاط في بناء شخصیة
الطالب وحتى یكون ناجحا لا بد من توفر مجموعة من الأمور عند تنفیذه، أھمھا أن لا یؤثر على سیر العملیة التعلمیة والتعلیمیة.
ولكي ینجح النشاط لا بد من تحقیق الأھداف التربویة المخطط لھا مسبقا، وأن تراعى السلامة العامة للطلاب ضمن تعلیمات وأسس صادرة عن وزارة التربیة والتعلیم والموافقة علیھا من إدارة
النشاطات.
من جھتھا تستنكر التربویة رضا خصاونة لجوء بعض المدارس الخاصة للأنشطة المكلفة مادیا على حساب جیوب الأھالي، مبینة أن لیس شرطا أن یكون الأھل مقتدرین مالیا حتى یضعوا ابنائھم
في مدرسة خاصة.
وتقول الخصاونة أن الأصل بأن لا تكلف المدرسة أھالي الطلاب مبالغ مالیة إضافیة، خصوصا وأن الأسر الأردنیة تمر بضائقة مالیة بالتزامن مع ارتفاع الأسعار واقتراب شھر رمضان وغیرھا من المسؤولیات.
وینبغي، وفق الخصاونة أن لا یتم المساس بجیب ولي الأمر والبحث على بدائل من البیئة المتوفرة
دون إضافة تكالیف جدیدة على أولیاء الأمور، فالمدارس تستوفي من أولیاء الأمور بنودا كثیرة ویجب أن تكون الأنشطة من ضمنھا.
وتشدد على ضرورة مراقبة أنشطة المدارس كافة، لا سیما الخاصة من قبل وزارة التربیة والتعلیم
وتحدید آلیة إقامتھا بحیث لا تسعى المدارس إلى تحقیق مكاسب مادیة تؤثر على أولیاء الأمور من
جھة ونفسیة الطالب من جھة أخرى لعدم قدرة جمیع الأھالي على المشاركة فیھا.
وتجد أن قیام بعض المدارس بتقدیم وجبات سریعة خلال الأنشطة المدرسیة، یعرض صحة الطلبة
للخطر فھناك طلبة یعانون من حساسیة لبعض الأطعمة وآخرون یعانون من الإصابة من السكري، فضلا عن مدى تأكد المدرسة من صلاحیة الأكل ومناسبتھ للأطفال.