عمان -الدستور- نضال برقان - عن عالم الكتب الحديث، صدر أخيرا في عمان، كتاب جديد للمفكرين: د. مصطفى المعاني، ود. رائد العواودة (عضوا رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب)، بعنوان (قراءات في التأويل الإسلامي)، يقع في 858 صفحة.
وجاء في مقدمة الكتاب: تُعاني علومنا الإسلامية، رغم الجهود التي بُذلت في إحيائها أو تجديدها أو تفعيلها، أزمة جعلتها تزخر بجملة من العوائق؛ حجبتها عن عوام الناس وعن المشتغلين بالعلوم كذلك، مما انعكس بالتالي على امتدادنا الحضاري والتراثي، وجعل الوعي العربي والإسلامي أسير التقديس الأعمى بدعوى حماية الموروث التاريخي والتراثي أو الرفض والتجاهل النابعين من الإعجاب بالآخر ورفض الذات بجميع تمظهراتها التاريخية، وفي كلا التموضعين السابقين أُغلق الاجتهاد والإبداع، وأَحكم الجهل والتخلف إلا ما رحم ربك، مما استدعى مراجعات في ضوء إدراك لتلك العوائق واستحضارها، بغرض تخليص علومنا من آثارها السلبية، وإزاحة الشوائب العالقة بها، وجعلها قادرة وحاضرة في موكب التدافع الكوني الراهن، تسهم فيه ولو بمقدار، في ظل ظروف وتحولات قاهرة لا ترحم المتخلف عنها.ويُعتبر التأويل، من المداخل الأساسية لاستئناف حركة الأمة في الاجتهاد والتجديد، وتجاوز هذه العوائق بل وتفكيكها. خاصة في مرحلة تاريخية شهد فيها العالم، متغيرات وتحولات جذرية عميقة، فيما يتصل بنظريات المعرفة، وتطور العلوم، والتقنيات، والمناهج..الأمر الذي بات يفرض تحديَّاً مزدوجاً على علماء الأمة وباحثيها؛ وهو التحدي الذي يتمثل من جهة أولى، في بذل قصارى الجهد لردم الهوة العميقة التي باتت تفصلنا عن تراثنا العلمي، في مجال التعامل مع النص المؤسس، تفسيراً، وقراءةً، وتدبراً، وتأسياً، وتأويلاً.. من جهة، وما يتمثل هذا التحدي من جهة ثانية، في وجوب استيعاب الكسب الإنساني المعاصر، في مجال المنهجيات التأويلية، وما يقتضيه ذلك من بذل الجهد النظري المطلوب، لتفكيكه وفهم أسسه ومقاصده، والإفادة منه بما ينسجم ومقومات التصور الإسلامي المعرفية، وخصوصية القرآن الكريم، من حيث مصدريته الإلهية العلوية، ومرجعيته الحاكمة، وروحه الناظمة.. وبما لا يتعارض مع مقاصد الإسلام الكلية ومنظومة قيمه القرآنية..كل ذلك في مراعاة تامة لمقتضيات السياق التاريخي والحضاري، المحدد للعلاقة بين نظرية المعرفة، ومسألة المنهج في صلتهما بالمرجعية.