عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2020

فرصة حقيقية*د. أحمد يعقوب المجدوبة

 الراي

أمام العرب الآن فرصة حقيقية لإعادة ترتيب أوراق المنطقة على نحو يجلب لدولها وشعوبها الأمن والأمان والاستقرار ومن ثم الازدهار.
 
وهنالك فرصة مواتيه لتحقيق السّلام في فلسطين بإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني بعد أن ماتت أجيال وولدت أجيال في الغربة والشتات.
 
والفرصة تتمثل في سقوط إدارة ترمب الصهيونية والتي كان همّها الأول والأخير إرضاء الكيان المغتصب وتهيئة الظروف لاستمرار هيمنته وغطرسته، ومجيء إدارة بايدن والمتوقع أن تكون أكثر مهنية وإنسانية.
 
الظروف تتغير وتتبدل وعلى العرب استثمار الفرصة كلّما سنحت، على مبدأ «إذا هبّت رياحك فاغتنمها».
 
السياسة تُبنى على المصلحة المشتركة وعلى العرب التنبّه لمصالحهم، منفردين ومجتمعين.
 
عُمر الإدارات الأميركية قصير، أربع سنوات قابلة للتجديد لأربع سنوات أخرى، لكن لا ضمانة للتجديد. ومن هنا فعلى العرب الافتراض أن عُمر إدارة بايدن سيكون لأربع سنوات فقط، وأنّ عليهم البدء من الآن ودون تأخير بوضع خطة العمل المشتركة (ونؤكد هنا على كلمة «المشتركة») والتي تسعى لتحقيق مطالبهم.
 
وحريّ بالخطة أن تكون على مستويين: العربي والفلسطيني.
 
عربياً، لا بد من أن يكون الهدف مزدوجأً:
 
أولاً إجراء ما يلزم لإنهاء النزاعات السياسية والمسلّحة في دول «الربيع» التي دمرتها التناحرات والحروب بتدخلات خارجية نتيجة عدم قدرة القوى السياسية فيها على الحوار والتفاهم فيما بينها.
 
ثانياً إجراء ما يلزم لمنع القوى الطامعة من داخل الإقليم ومن خارجه من التّدخل في شؤون العرب والهمينة عليهم كائناً من كان.
 
وإدارة بايدن المرتقبة مؤهلة لأن تكون شريكاً لتحقيق هذا الهدف كونها إدارة تُؤمن بالعمل الدبلوماسي، وليس العسكري، لحلّ النزاعات؛ وهي إدارة متفهمة لحقوق الإنسان والمصالح المشتركة أكثر بكثير من إدارة ترمب التي تنظر نظرة أنانية واستعلائية تجاه الدول والشعوب الأخرى.
 
فلسطينياً، المطلوب أن يضغط العرب باتجاه تطبيق قرارات الأمم المتحدة المنصِفة للقضية والقائمة على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها كافة بما في ذلك القدس وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وعلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها.
 
وأيضاً، على هذا البعد، فإن إدارة بايدين المرتقبة مؤهلة لأن تقبل هذا الطرح لأن حلّ الدولتين هو أهم الأسس التي بنت إدارة أوباما السابقة سياستها الخارجية عليها وأكدّت عليها بقوة في خطابها الوداعي.
 
والعامل الحاسم على المستويين، العربي العام عموماً والفلسطيني خصوصاً، هو في زخم الفعل العربي والفلسطيني.
 
المطلوب على الصعيدين، أفعال سياسية مُنظمة مُنسّقة مكّوكيّة فاعلة.
 
أما بخصوص القضية الفلسطسنية بالتحديد، فعلى المعنيين أخذ زمام المبادرة الفوري بإطلاق حراك سياسي نشط، غير معتمدين على أحد أو منتظرين أيّ فرج للمطالبة بحقوقهم بقوة مسلّحين بعدد غير محدود من القرارات الدولية المنصِفة لهم وشعوب العالم المتعاطفة معهم، وإرادتهم وصمودهم، وسنوات الأمل والانتظار لتحقيق المرجو، وأن لا يتم القبول بالنزر اليسير.
 
وهنا تكمن الاحترافية في العمل السياسي.
 
فرصة حقيقية تلوح في الأفق أمام العرب لا بد من استثمارها بذكاء وعزم وحزم.