عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Sep-2024

"عاصمتا العواصم الكرك والقدس".. إصدار جديد لبكر المجالي

 الغد-عزيزة علي

 صدر عن دار الصايل للنشر والتوزيع، بدعم من وزارة الثقافة كتاب بعنوان "عاصمتا العواصم الكرك والقدس (القدس في الوجدان الهاشمي والأردني)"، للمؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي.
 
 
الكتاب جاء في أربعة أبواب يتحدث الأول، عن "صفحات من تاريخ القدس والكرك، جيوش الكرك إلى القدس وفلسطين ودمشق والقاهرة"، فيما يتناول الباب الثاني، "الهاشميون والقدس ثوابت الرؤية الهاشمية منذ بدء النهضة في خطاب الثورة والدولة مؤتمر فلسطين العربي في لندن في 7 آذار 1939، واستناده إلى مراسلات الشريف الحسين-مكماهون في الدفاع عن الحق العربي في القدس وفلسطين". أما الباب الثالث، فيتحدث عن "كركيات من أجل القدس كتبن بمواقفهن تاريخا من المجد والفخار بندر المجالي: أميرة السجن وسيدة سجانيها، أم بطل معارك باب الواد واللطرون دفاعا عن القدس".
 
فيما يشير الباب الرابع إلى "الشيخ إسماعيل المجالي (الشوقي، أول شهيد أردني من الكرك يعدم على أسوار القدس من تاريخ الشرفاء)"، كما يضم الكتاب "ملفا خاصا بالشهداء من الكرك من أجل فلسطين والقدس وكشفا بأسماء شهداء القوات المسلحة الأردنية من أبناء الكرك في الواجبات المختلفة خاصة في القدس".
يتحدث المؤلف عن "مصطبة الكرك داخل المسجد الأقصى"، مبينا أنه "في داخل المسجد الأقصى وفي الجهة الشرقية بجوار قبة الصخرة المشرفة إلى زاويته الشرقية الجنوبية توجد مصطبة الكرك التي أقيمت تكريما للسلطان قلاوون صاحب الفتح الثاني للقدس، حين جاء من الكرك فاتحا. والمصطبة هي زاوية صلاة خارجية مكشوفة، فيها محراب يتجه لقبلة الصلاة وترتفع بمدماكين من الجهات الشمالية والشرقية والغربية وبثلاثة مداميك من جهتها الجنوبية، وهي شبه مربعة الشكل بطول حوالي "25 مترا"، للضلع الواحد. وللقدس مصطبة في قلعة الكرك، حين تسأل عن مصطبة القدس في قلعة الكرك، يأتيك الجواب أن كل الكرك مصطبة تطل على القدس، ويشاهد ضوء القدس ليلا حين صفاء الجو، والكرك تطل على جبال القدس، وتعانق جبال الخليل الأقرب إليها.
المجالي كتب بعنوان "هكذا استحقت الكرك أن تكون مدينة للثقافة للعام 2009"، يقول: "فوح القدس ونفح الكرك"، يأتي اختيار الكرك كمدينة للثقافة الأردنية للعام 2009، ضمن مبادرة من وزارة الثقافة تم إقرارها العام 2006، لاختيار مدينة ثقافية في كل عام، وقد تم وضع الأسس والتعليمات لهذا الحدث، وكانت البداية مع مدينة إربد، ثم السلط ومن ثم الكرك، والحقيقة أن كل مدينة أردنية تستحق أن تكون مدينة للثقافة، لأن كل واحدة منها ثرية بمكوناتها وتراثها وقيمها، وفيها ما يمكن إلقاء الضوء عليه والحديث عنه والبحث فيه، خاصة وأن اعتبار المدينة (أي مدينة)، كمدينة ثقافة فيه دعوة لمراجعة تاريخ وثقافة المدينة، والوقوف على دور أهلها في خدمة ثقافتها وتاريخها، ومراجعة واقعها الثقافي.
ويرى المؤلف، أن أهمية اختيار الكرك كمدينة ثقافة للعام 2009، يكمن في أنه يتزامن مع اختيار القدس كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية  للعام ذاته، وعبر التاريخ، فإن هناك قواسم مشتركة بين القدس والكرك، خاصة أن التحرير الثاني للقدس انطلق من الكرك بقيادة الملك الناصر قلاوون والذي جاء بعد التحرير الأول لها على يد القائد صلاح الدين العام 1187، بعد معركة حطين، وأيضا فإن أهل الكرك مرتبطون بالقدس، وهم من أبرز المدافعين عنها، ويكفينا أن نستذكر بطولات المشير حابس المجالي في معركة باب الواد، وهو يدافع عن القدس ويحميها في حرب العام 1948، فالكرك أفردت جزءا كبيرا من أنشطتها من أجل القدس وعروبتها.
ثم يتحدث المجالي عن القدس عاصمة للثقافة العربية، مؤكدا أنها ستبقى هوية عربية وستفشل كل محاولات طمس معالمها الإسلامية، وستبوء كل محاولات التهويد بالفشل، وستبقى القدس عبر التاريخ إرثا عربيا وكنزا غاليا ورثه خير الخلف من خير سلف، وهنا يبدأ ملف الهاشميين والقدس الذي لا ينتهي، فقد بدأ الهاشميون في خدمة القدس وافتدائها بالغالي والنفيس، وسطر الجيش العربي الأردني بطولات فوق الأسوار وعند كل الأبراج والزوايا، مبينا أن اختيار القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، جاء متأخرا وفي وقت تزداد فيه عمليات التهويد الإسرائيلية.
ويرى المؤلف أنه منذ احتلال القدس العام 1967، وهي في الوجدان الهاشمي، ولم تتوقف السياسة الأردنية تحديدا عن الدفاع عن القدس وهويتها وعروبتها ومقاومة كل أشكال التهويد ومصادرة عروبتها منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، واستمر الدفاع الأردني عنها من خلال هيئة الأمم المتحدة واستصدار قرارات خاصة بها تعزز من عروبتها.
ويشير المجالي إلى محاولات السلطات الإسرائيلية تغيير معالم المدينة المقدسة بكل الوسائل، ومن الأساليب التي تتبعها السلطات الإسرائيلية هي الاستملاك الجائر للأراضي بداعي الأمن واستخدامها لغايات المنفعة العامة، من الوسائل الأخرى هو شراء الأراضي والمنازل المقدسية بأساليب شتى، وإرهاق السكان بالضرائب لإجبارهم على الهجرة من المدينة، ومن الأساليب الأخرى، منع إعطاء تصاريح البناء أو حتى تجديد الأبنية القائمة وإصلاحها، وبالتالي فإن من يزور المدينة المقدسة يشعر بالفارق الكبير في نوعية الخدمات التي تقدم للأحياء اليهودية مقارنة بتلك الخدمات المتدنية والضئيلة للأحياء العربية، عدا عما تقوم به إسرائيل حاليا من خنق للمدينة بإحاطتها بالمستعمرات الكبيرة مثل، "مستعمرة معالي أدوميم، وجيلو، بزغات زئيف"، وغيرها.
وخلص المؤلف، إلى أن اهتمام الهاشميين بالقدس وإعمارها تاريخ طويل، ليواصل جلالة الملك عبدالله الثاني  وما يزال إعمار القدس وخدمتها ورعايتها.