عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Mar-2019

سعد الدین عطیة یرحل تارکا الوجع بقلوب کل محبیه

 فنانون ینعون رحیل أمین سر الفن الأردني ویستذكرون مساھماتھ بحفظ أرشیف زملائھ

 
منى أبوحمور
عمان –الغد-  غیب الموت عمید المسرح الأردني الفنان سعد الدین عطیة عن عمر یناھز 60 عاما، بعد تدھور حالتھ الصحیة مؤخرا، حیث كان یعاني من مرض رئوي منذ عدة سنوات.
تلقى الوسط الفني الأردني خبر وفاة الفنان عطیة بحزن شدید، فقد كان الخبر قاسیا على مسامعھم، سیما وأن الأردن خسر في الفترة الأخیر عددا من أعمدة الفن الأردني.
ونعى وزیر الثقافة ووزیر الشباب الدكتور محمد أبو رمان الفنان الراحل، مستذكرا مساھمتھ في تأسیس الحركة المسرحیة في المملكة بدایة السبعینیات، وتقدیمھ العدید من الأعمال التلفزیونیة
والمسرحیة، إضافة إلى حضوره الدائم والمبھج في معظم المناسبات الثقافیة لمتابعة أنشطة زملائھ الفنانین.
وقدم أبو رمان تعازیھ إلى زملائھ في نقابة الفنانین الأردنیین، وأسرتھ، ومحبي فنھ الذي تمیز بالبساطة، وقربھ من الناس.
وتحدث نقیب الفنانیین الأردنیین حسین الخطیب عن الفنان عطیة الذي كان لھ مساھمة فاعلة في
حفظ أرشیف الفنانین الأردنیین من خلال صفحتھ على مواقع التواصل الاجتماعي.
”رحل أمین سر الفن الأردني“، ھكذا نعى نقیب الفنانیین الأردنیین حسین الخطیب الفنان عطیة،
مؤكدا لـ ”الغد“ أن الفن الأردني قد خسر فنانا حقیقیا، تمكن خلال عملھ أن یصنع علامة فارقة في الفن المسرحي الأردني بروح الفكاھة التي یراھا كل قریب وغریب.
وأضاف، ”عطیة رحمھ الله على الصعید الإنساني دمث ومحب لزملائھ، وتعاملنا معھ دائما فیھ روح الفكاھة والمرح والقرب من الناس سواء وزملائھ أو محبیھ“، فقد استطاع أن یسجل اسمھ في صفحات الفن الأردني كباقي زملائھ.
أخذ عطیة منذ العام 2011 بحسب الخطیب على متابعة الصفحة الرسمیة لنقابة الفنانین الأردنیین على موقع التواصل الاجتماعي فیسبوك، لیواكب من خلالھا تطور وسائل الإعلام، ولیتمكن من إیصال أفكار النقابة وإنجازتھا، وكان خیر من تابعھا.
كما تبنى عطیة مجموعة كبیرة من الأفكار والنشاطات التي تدعم الفن الأردني، ومواكبة الجانب
الإعلامي والنشاطات الثقافیة على مستوى النقابة وتقاطعھا مع كتاب وفنانین وسیاسیین أردنیین
وعرب.
ویذھب إلى أن ”الغد“، فلم یكن بالنسبة لھ مجرد فنان أو مسرحي عادي، بل كان جزءا من حیاتھ، ورفیق أیامھ منذ أن بدأوا العمل المسرحي في العام 1976.
”بجھود سعد وإصراره حملنا حقائبنا، دیكوراتنا ونصوصنا وجبنا كل مسارح الأردن“ وفق الفنان خلیفة، فقد كان عطیة من رواد المسرح الاوائل، وأول من اعتلى خشبة مسرح ھزاع المجالي في مدینة الكرك العام 1976 ،وعرب النصوص العالمیة وعرضھا على المسرح الأردني.
ویقول خلیفة، عطیة فنان ابن المسرح منذ طفولتھ، فاتخذ من المسرح ملاذا، ومن الفن عائلة..
ورحل وحیدا دون زواج وعائلة، مكرسا حیاتھ للفن والمسرح.
ویضیف، سعد الدین أكمل مسیرتھ الفنیة بحب وتفان، فلم یكن فنانا محبا فحسب، بل كان متفانیا
في خدمة الناس وزملائھ أكثر من نفسھ، وھو من وثق مسیرة الفنانین الأردنیین والعرب بحروفھ الذھبیة وعدستھ.
”سعد من الأشخاص المؤثرین.. والموت ما ھو إلا محطة وھو مستمر بیننا بأعمالھ“، وفق خلیفة.
في حین خیم الحزن على رحیل الفنان سعدالدین عطیة على مواقع التواصل الاجتماعي فبعد أن
كان عطیة یوثق لحظات رحیل الفنانین الأردنیین، وینعى غیابھم ضجت صفحتھ الرسمیة على فیسبوك بتعازي زملائھ الفنانین ومحبیھ الذین أوجعھم رحیلھ المفاجئ.
”مع السلامھ إلى جنات النعیم وبرحمة الله.. سعد.. الجمیل اللطیف الدافئ.. لن ننساك“، بھذه
الكلمات عبر الفنان الأردني أسامة الجبور عن حزنھ لوفاة الفنان عطیة.
في حین كتبت ھاجر الجندي ”قلب یغشاه دم الألم، بعیون لا ترى من خلال الدمع إلا بسمتھ التي
لا تفارق محیاه الطیب، بكلمات لا تسعف التعبیر عن ھول الرحیل، ننعى إلى فناني ومثقفي العالم العربي رحیل الفنان الكبیر أستاذ سعد الدین العطیة، سعد الصداقة والبذل، سعد المحبة والتسامح، سعد المواكبة الطیبة لأفراحنا وأحزاننا“ واختتمت منشورھا، ”ألم كبیر یلفني لرحیلك یا صدیقي الصدوق“.
كما كتب مخرج فیلم ”المنعطف“ رفقي عساف على صفحتھ الرسمیة على فیسبوك، ”خبر صباحي مفجع!.. في السنوات الأخیرة كان الفنّان سعد الدین عطیة ینقل أنشطة الفنانین الأردنیین من الأجیال السابقة على شبكات التواصل الاجتماعي، فكان یتولى تغطیة فعالیات نقابة الفنانین
الأردنیین على فیسبوك.. لذلك كانت منشوراتھ روتیناً یومیاً حمیماً وألیفاً اعتاد الجمیع علیھ..
مما یجعل فقده أصعب وأصعب“.
وأضاف عبر منشوره ”الأستاذ سعد عمل معي في فیلمي الطویل الأول ”المنعطف“.. في دور سائق سیارة السفریات غیر المریح، وقدم الدور كما كنت أتخیلھ تماماً، ورغم صغر مساحة الدور.. إلا أنني لم أر أي شخص یستطیع تقدیمھ بالشكل الذي ظھر علیھ إلا ھو.. وقد كان مثالاً للدماثة واللطف والاحترام في موقع التصویر.. وما قبل وما بعد ذلك في أي تواصل بیننا..
ستبقى صورتھ خالدة في الفیلم وفي قلبي شخصیاً إلى الأبد..“.
ویذكر أن الفنان الأردني سعد الدین عطیة من مؤسسي الحركة المسرحیة في الأردن بالقطاع
الخاص، ومن مؤسسي مؤسسة حركة اضواء الفن، وعضو نقابة الفنانین الأردنیین، اشترك بالكثیر من الأعمال الفنیة التلفزیونیة والمسرحیة، وقدم عشرات المسلسلات والمسرحیات من أعمالھ المسرحیة ”نور من السماء“، ”زواد ولد عواد“ و“لكل مجتھد نصیب“، ”على أبواب یثرب“، ”الورطة“، ”یا ھملالي“، ومشاركتھ بمعظم مسرحیات ”زعل وخضرة“، و“مدرسة المصالح“ وكذلك ”مدرسة المشاغبین“.