عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Mar-2020

يوعز هندل نموذج الإسرائيلي الجميل! - جدعون ليفي

 

يوعز هندل تجسيد للإسرائيلي الجديد، الجميل جداً. لو كان يمكن استنساخ النموذج الإسرائيلي الجميل بطابعة ثلاثية الأبعاد، مثلما كان معظم الإسرائيليين يريدون رؤيته، لكنا سنحصل على هندل (أو حيلي تروفر).
شخص وسيم، عاش صباه في مستوطنة مع قبعة منسوجة تم خلعها، من الوحدة البحرية 13، مقدم في الاحتياط، لديه شهادة دكتوراة في التاريخ اليهودي ومحاضر عن الإرهاب في بار إيلان، ألف كتاباً بعنوان «اسمحوا للجيش الإسرائيلي بالانتصار»، وتسيل أحاديث عن الشعب المختار من حنجرته بشكل طبيعي، وكأن لها صلة بالواقع؛ رئيس معهد له اسم ساحر هو «معهد الاستراتيجية الصهيونية»؛ ومؤسس جمعية لحقوق الإنسان باسم لا يقل سحراً هو «حقوق الإنسان الإسرائيلية» هدفها الحفاظ على حقوق الإنسان وتحسين مكانة إسرائيل؛ استنتاجاته تحولها الجمعية ليتم بحثها في الجيش الإسرائيلي؛ إضافة إلى عضويته في المجلس العام «حاخامات بيت هيلل» و»نيتل» (المصابون بالصدمة على خلفية قومية)؛ وعضو في مجلس الأمناء لجمعية «من أجل الغد»، مؤلف لكتاب «في بلاد غير مزروعة – رحلة إسرائيلية»، عاش في موشاف في جبال القدس. ما الذي نريده أكثر من ذلك؟.
هندل هو تجسيد للإسرائيلي الجميل، حيث إنه هذا وذاك، وهو يمثل الجميع. هكذا بالضبط نريد رؤية أنفسنا بأننا: ليبراليون وفي الوقت ذاته وطنيون. أخلاقيون وفي الوقت ذاته صهاينة، محتلون وفي الوقت ذاته إنسانيون، يهودية وفي الوقت ذاته ديمقراطية، علمانيون وفي الوقت ذاته نؤسس ادعاءاتنا على وعد إلهي، متنورون وفي الوقت ذاته نؤمن بحقنا الحصري في البلاد، عصريون وفي الوقت ذاته نقدّس الحجارة، يهود وفي الوقت ذاته إسرائيليون، أخلاقيون جداً ونؤمن بالقيم، وطنيون يحبون التنزه في «مسارات إسرائيل» والغناء معاً «بلادي، وطني» و»نحن الأوائل دائماً»، وبالطبع، الخدمة في الاحتياط.
هندل هو الإسرائيلي الجميل؛ لأنه لا يوجد لدينا أي قبح على الإطلاق. الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية.
إسرائيل هي منارة العدل. الاحتلال فرض عليها ونحن بشكل عام ضحاياه. «يؤلمني أنه يجب علينا فعل ذلك، لكن لا يوجد لنا أي خيار»، قال عن فظائع الاحتلال.
الإسرائيليون يحبون ذلك، «شعب الله المختار»، لكن لا يوجد مناص. الأكثر أخلاقية، لكن هذا فرض علينا. لن نغفر في أي يوم للعرب الذي يجبروننا على إطلاق النار على أولادهم.
 
في مقابلة مع رفيت هيخت («هآرتس»، 7/2) قال: «ثقافة العرب هي الغابة. هناك يوجد خرق فاضح لكل حقوق الإنسان التي نعرفها في العالم الغربي. هم لم يصلوا إلى مرحلة التطور التي يوجد فيها حقوق للإنسان».
متحدث إسرائيلي، مؤيد متحمس للاحتلال، أحد أقسى الطغاة في العالم الذي يتجرأ على التحدث عن حقوق الإنسان ويعظ الآخرين بالأخلاق. هل يوجد مستوى أكبر من الوقاحة وعدم الوعي الذاتي؟.
هندل هو تجسيد لحلم الوسط السياسي. لذلك، وجد مكانه في «أزرق أبيض»، ليس يميناً وليس يساراً.
هندل غير عنصري - لا سمح الله. ما العنصري فيه؟ هو صهيوني. هو ينفعل من تقارير زوجته الطبيبة عن التعامل مع العرب في المستشفيات، حتى أنه يحب أن تظهر طباخة عربية في برنامج «ماستر شيف».
ما هو العنصري هنا؟ حقوق قومية لن يحصلوا عليها في أي يوم، قال. دولة؟ ليسموها ما يريدون، أضاف. هو ليس مستوطن تلال يقوم بضرب العرب. هو ليس ايتمار بن غبير. هو فقط يعرف ما يعرفه الجميع.
الآن تم كشف وجهه اليميني، القومي المتطرف والعنصري. والإسرائيليون المتنورون غاضبون جداً. كيف تجرأ على تمزيق القناع عن وجهه؟ كيف تجرأ على أن يكون عنصرياً بالنسبة للعرب و»القائمة المشتركة». نحن لسنا على هذه الصورة أبداً.
 
«هآرتس»