عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Sep-2023

المواجهة «العسكرية» بين «العشائر العربية» وقوات «قسد».. إلى أين؟*محمد خرّوب

 الراي 

تدخل المواجهات الدموية المحتدمة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والعشائر العربية, في محافظة دير الزور وريفها اليوم أسبوعها الثاني (اندلعت الأحد الماضي بعد قيام «قسد» بتوقيف قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل المعروف بـ«أبو خولة» في مدينة الحسكة التي تسيطر عليها)، على نحو ينذر بتوسّعها وانخراط أطراف أخرى فيها, خاصة أن الأميركي يراهن على «انتصار» «قسد»، وإن كان في الآن ذاته يغمز بالعين الثانية إلى بعض العشائر العربية, للمشاركة في المعركة الجديدة التي يُعدّ لها والرامية السيطرة على معبر البوكمال السوري ومعبر القائم العراقي, لقطع ما يصفه طريق طهران- بيروت المار ببغداد ودمشق.
 
وإذا كانت نتائج الأسبوع الذي انقضى قد كشفت عن ضربة مُوجعة تلقتها قوات قسد, من قبل العشائر العربية في محافظة دير الزور وريفها, وارتفاع خسائرها في الأرواح وخصوصاً المعدات ناهيك عن فقدان سيطرتها على مزيد من القرى والبلدات, التي كان بعضها تحت سيطرتها المباشرة وبعضها الآخر تحت سيطرة العشائر العربية, المتحالفة معها والمنضوية تحت راية «مجلس دير الزور العسكري» بقيادة أبو خولة الذي اعتقلته. فإن اللافت في كل ما جرى ويجري هو البيان الأميركي، والذي أصدرته السفارة الأميركية في سوريا عبر منصة X (تويتر سابقاً), وزعمت فيه أن الولايات المتحدة «تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة في دير الزور في سوريا»، مع دعوة –أضافتْ- جميع الأطراف إلى وقف التصعيد، مُجددة «تأكيدها» على تخفيف معاناة الشعب السوري (كذا) مشددة في الوقت نفسه على تحالفها مع قسد بالقول «بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم داعش من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية».
 
 
وكان لافتاً ومثيراً للشكوك والريبة البيان الذي أصدرته القيادة الوسطى للجيش الأميركي CENTCOM الذي جاء فيه هو الآخر: أن القيادة المركزية تواصِل «مراقبة الأحداث عن كثب في شرق سوريا، وتؤكد على التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة داعش».. ما يستدعي طرح المزيد من الأسئلة وعلى رأسها ما السبب الذي دفع «قسد» إلى افتعال هذه المواجهة مع العشائر العربية. عبر «أبو خولة» باتهامه بالفساد وارتكاب جرائم والاتصال بجهات معادية «للثورة» وغيرها مما بدأت ترويجه عن رجل عشائري متحالف معها ومعروف تاريخه قبل إلتحاقه بتنظيم غالبية قيادته وأصحاب القرار فيه.. كردية؟
 
ثمة شائعات وتحليلات بدأت تروج في أوساط العشائر العربية كما داخل صفوف قسد، وبقايا المعارضات السورية الخارجية وأوساط إعلامية, تتحدث عن أن مظلوم عبدي/القائد العسكري لقوات قسد، استبق الأمور بعد وصول تسريبات له, تتحدث عن اتصالات أميركية بعشائر عربية تروم واشنطن من ورائها «إشراك» هذه العشائر في معركة المعابر, أو قل معركة قطع طريق طهران- بيروت. في وقت قالت مصادر أخرى أن زعماء عشائر عربية طالبوا «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا, بـ"تشكيل مجلس لقيادة دير الزور من أبناء ووجهاء العشائر فقط»، ينهض بضبط الأمن والاستقرار في المنطقة وتوفير الخدمات اللازمة لها، بمعزل عن «قسد» والهياكل التي أنشأتها في مناطق العشائر, بعد هزيمة تنظيم داعش في معركة «الباعوز» في آذار 2019،
 
فهل ثمة أسباب جوهرية أخرى وقفت خلف «انزلاق» قسد نحو معركة مكلفة كهذه؟
 
المؤشرات الميدانية تشي بأن قسد في وضع عسكري غير مريح, خاصة إذا ما واصلت العشائر العربية «تماسكها» وإن اتّخذ حتى الآن شكل «الفزعة», أكثر مما عكس رغبة في النهوض بدور «سياسي» وآخر ميداني, غير الالتحاق بالأميركي أو دور البديل لـ«قسد» في تكريس المشروع الأميركي في شرق سوريا, وبخاصة في الحقول النفطية والغازيّة، ناهيك عما تناقلته أوساط سورية مختلفة، مُعارضة وعشائر وكرد, بأن «قسد» «علمت» أن القوات الأميركية, أرادت «استبدالها» في معركة «المعابر» التي تستعد لها، بعدما «رفضتْ» قسد المشاركة فيها (على ما قيل ورشحَ وتردّد وإن بشكل غير رسمي)، رغم معطيات ميدانية تقول عكس ذلك, خاصة عندما سيطرَ مقاتلو العشائر العربية على بلدة «ذيبان», إذ قصفت القوات الأميركية البلدة بعد سقوطها في يد مقاتلي العشائر. ما عكس بين أمور أخرى أن واشنطن ما تزال تُراهن على «قسد» و«تأمل» في أن يتخلى مظلوم غبدي عن رفضه المشاركة في معركة «المعابر», خاصة أن CENTCOM حشدت المزيد من القوات والعتاد في البحر الأبيض المتوسط والخليج، وخصوصاً في قاعدة التنف العسكرية الضخمة, التي تضم إضافة الى القوات الامريكية قوات وطائرات حربية بريطانية وفرنسية, كذلك ميليشيات أشرفت على تدريبها وتمويلها يحمل بعضها اسم «مغاوير الثورة", وثمة مقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي كذلك.