هل نحن مستعدون لتبني التعليم الإلكتروني (عن بعد) في مؤسساتنا التعليمية؟ ( 2 ) - د. عيسى الخزاعلة
الدستور- في جزء سابق من هذه المقالة طرحت سؤالا مفاده هل نحن جاهزون للتعليم الالكتروني في الأردن في مرحلة ما بعد جائحة كورونا؟ وقد طرحت بشكل واضح اننا عمليا ليس لدينا الجاهزية الكافية في مؤسساتنا التعليمية وخاصة في مدارس وزارة التربية والتعليم لتبني هذا النمط من التعليم وطرحت اسبابا عدة لذلك. وهنا اجد انه من الطبيعي جدا ان اطرح بعض المقترحات بما يتوافق مع المشكلات التي طرحتها سابقا ولكي تكون لدينا الجاهزية والبنية التحتيتة المناسبة للتدريس عن بعد. وهذا رأي واجتهاد شخصي نابع من خبرتي كأنسان تربوي عايشت التعليم الجامعي لسنوات عديدة, وهنا اقترح التالي:
اولا. الاستعانة بهيئات دولية لتقديم الدعم المالي لتزويد الهيئات التدريسية بجهاز حاسب الى وكذلك الطلبة الذين لا يستطيعون شراء جهاز وخاصة في القرى والبوادي بحيث يتم تقديم جهاز واحد لكل عائلة على الاقل وباقي الاجهزة يتكفل بها رب العائلة بحيث يتم تقديمها له بأقساط ميسرة.
ثانيا. عقد دورات تدريبية اجبارية لجميع الهيئات التدريسية في المدارس لإعدادهم لاستخدام الحاسوب لمن لا يعرف استخدامه واستخدام منصات التعليم الالكتروني رغم علمي ان هناك دورات صيفية للمدرسين الا انني اجد انها غير كافية حسب ما سمعت من بعض المدرسين. اما الجامعات والكليات فهي تتكفل بعقد دورات للهيئات التدريسية لمن لا يعرف منهم.
ثالثا. بعد ذلك يجب عقد دورات تدريبية في كل مدرسة من قبل الهيئة التدريسية التي تلقت التدريب الكافي وذلك لتدريب الطلاب من الصف السابع ولغاية الثاني عشر.
رابعا. يجب وضع خطة زمنية لا تتجاوز السنتين من قبل الوزارة والجامعات وذلك للتجهيز للتعليم الالكتروني لانه من الصعب جدا البدء في التدريس الالكتروني مباشرة دون إعداد بشري وتجهيز للبنية التحتية التعليمية. فوضع خارطة طريق لهذا التوجه شيء مهم جدا.
خامسا. يجب ان نبدأ بالتهيئة النفسية لجميع المدرسين الحاليين العاملين في سلك التعليم لهذا الأمر اما المدرسون الجدد فيجب ان يكون احد الاشتراطات لتعيينهم هو معرفة استخدام الحاسوب بما في ذلك جميع التطبيقات الضرورية للعملية التعليمية مثل الاكسل وتجهيز العروض التعليمية.
وهنا لابد من القول انه يجب عقد مؤتمر تربوي على مستوى الوطن للتفكير في مستقبل التعليم في الأردن وخاصة فيما يتعلق بهذا الجانب والسعي للحصول على دعم دولي لهذا الامر وبالتأكيد فان هناك جهات دولية تسعى دائما لدعم الأردن في الجانب التربوي.
* الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا – مسقط- سلطنة عمان