عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2020

الأخبار المضللة عن فيروس “كورونا” تعرض الناس لخطر الموت

 

هونغ كونغ- يعاني سكان العالم من آثار مدمرة لسيل هائل من المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنشر عن فيروس كورونا المستجد عبر الإنترنت. وفي الوقت الذي تسبب فيه فيروس كورونا الذي قتل أكثر من 20 ألف شخص حول العالم في انهيار الأسواق وجعل العلماء يتدافعون إلى إيجاد حل، تغذي الإشاعات والمزاعم الكاذبة الارتباك السائد وتعمق البؤس الاقتصادي.
وقد تستحيل هذه الآثار مأساة. فعلى سبيل المثال، في إيران وهي من بين الدول الأكثر تضررا بالفيروس، توفي أكثر من 210 أشخاص جراء شرب الكحول السام بعد تداول مزاعم على الإنترنت تفيد بأنه يمكن أن يعالج المصابين بـ”كوفيد 19″ أو يحمي منه، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.
وتشمل العلاجات المزيفة الخطيرة التي كشفت عنها وكالة فرانس برس، استهلاك الرماد البركاني ومكافحة العدوى باستخدام مصابيح بأشعة فوق بنفسجية أو مطهرات الكلور التي تقول السلطات الصحية إنها يمكن أن تسبب ضررا إذا ما استخدمت بشكل غير صحيح.
وثمة علاج آخر “قاتل لفيروس كورونا”، وفقا لمقالات مضللة نشرت على وسائل التواصل الاجتماع،ي وهو شرب جزيئات الفضة على شكل سائل معروف باسم “الفضة الغروية”.
وجاء في منشور على صفحة أحد مستخدمي “فيسبوك” مرفقا بصورة لوعاء ماء فيه قضيب معدني “أنا أصنع الفضة الغروية الآن. أنا مصابة بالربو وهل ينفع حقا… قلقة من أن أصاب بالفيروس. هل يساعد هذا إذا تناولت ملعقة صغيرة يوميا منه. أنا لا أعرف هذا المنتج”.
قد تشمل الآثار الجانبية لتناول الفضة الغروية تغير لون الجلد إلى الرمادي المزرق وامتصاص غير كاف بعض الأدوية، بما فيها المضادات الحيوية وفقا للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة.
لكن هذا لم يردع بعض الأشخاص عن استخدامها. وأوضح رجل أسترالي قائلا إنه يشتري هذه الوصفة بانتظام وإنها “نفدت بالكامل في مدينتي… لكن قبل تفشي الفيروس، كان بإمكاني دائما الحصول عليها”.
ويعد الكوكايين والمساحيق الشبيهة بمواد التبييض أيضا من العلاجات الخطرة التي يروج لها عبر الإنترنت. وقالت الحكومة الفرنسية ردا على تلك الادعاءات على “تويتر”: “لا، الكوكايين لا يحمي من كوفيد 19”.
وفيما يتهافت الناس على شراء السلع الأساسية تاركين رفوف متاجر السوبرماركت فارغة حول العالم، واجه بعض التجار والمزارعين الهنود مشكلة معاكسة؛ إذ يتجنب الناس منتجاتهم بسبب معلومات خاطئة.
وأوضح تجار تجزئة في نيودلهي، أنهم خزنوا سلعا صينية مثل المسدسات البلاستيك والشعر المستعار من بين أمور أخرى تم استيرادها من أجل مهرجان “هولي” في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال فيبين نيجهاوان من “جمعية الألعاب الهندية”: “المعلومات الخاطئة عن المنتجات الصينية التي تزعم أن هذه السلع قد تنقل فيروس كورونا، تسببت في انخفاض مبيعات المنتجات المخصصة للمهرجان. لقد شهدنا انخفاضا في المبيعات بحوالي 40 % مقارنة بالعام السابق”.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس لا يعيش طويلا على الأسطح الجامدة، لذلك فمن غير المحتمل أن تكون السلع المستوردة ناقلة للعدوى.
ويعني الانتشار السريع للمعلومات على الإنترنت أنه عندما يناقش العلماء نظريات لم يتم إثباتها بعد، قد يقدم المرضى القلقون على مجازفات غير ضرورية.
وقد أثير ارتباك بعد نشر رسائل وأبحاث نظرية في مجلات علمية حول ما إذا كانت بعض أنواع أدوية القلب يمكن أن تسهم في تطوير شكل خطير من كوفيد 19.
ودفع هذا الأمر السلطات الصحية في أنحاء أوروبا وأميركا إلى تقديم المشورة لمرضى القلب الذين يواجهون خطرا أكبر في حال إصابتهم بالعدوى، حول مواصلة تناول أدويتهم.
وقالت كارولين توماس التي تدير مدونة للنساء المصابات بأمراض القلب، إن العشرات من قرائها اتصلوا بها للحصول على المشورة بعد مشاهدة تغريدات تحذر من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
وأضافت توماس التي تعزل نفسها في منزلها في كندا “حتى أتواصل مع طبيب القلب الخاص بي سأتابع تناول أدويتي رغم أنني أتساءل عما إذا كانت تزيد من قابليتي للإصابة بالفيروس”. وتابعت “أخشى أن أتناولها لكنني أخشى أيضا التوقف عن أخذها”.
وقال البروفيسور غاري جينينغز كبير المستشارين الطبيين لمؤسسة القلب الأسترالية “إن الدراسات النظرية استندت إلى عدد من العوامل التي هي موضع جدل”، محذرا من أنه إذا توقف المرضى عن تناول أدويتهم، فقد يعرضون أنفسهم لنوبات قلبية أو لخطر الموت.
وأشار إلى أنه “في غياب أي دليل على صحة تلك المزاعم ومع العلم أن هذه الأدوية مفيدة… لا يعد التوقف عن تناولها فكرة جيدة”.-(أ ف ب)