خبرني - كتب محرر نبض الشارع
مهند، شاب عشريني يحمل درجة البكالوريس في الصحافة والإعلام، لم يجد وظيفة في القطاع، فاتجه للعمل في محل لبيع الخضار والفواكه في إحدى محافظات وسط الأردن.
رصد مهند بحسّه الصحفي ووعويه كشاب خطأ جسيما كاد يسبب كارثة على طريق دولي، تمثّل بقطع سيارة النفايات التابعة للبلدية الجزيرة الوسطية للطريق الدولي، في وقت كانت فيه الحركة كثيفة على المسربين.
طوّع مهند التكنولوجيا المتاحة في هاتفه الذكي، ليصور الواقعة، وأرسلها لزميل دراسة يعمل في الصحافة، لينشرها في وسيلة إعلامية، فقامت الدنيا ولم تقعد.
خرج الحاكم الإداري للمنطقة التي تقع البلدية تحت إمرته، وبدأ بجولات تفتيشية على كافة المحال التي تجاور المحل الذي يعمل فيه مهند.
موظفو البلدية بدأوا يترددون على المحل الذي صوّر منه مهند ليتصيدوا مخالفات، نكاية بالفيديو الذي صوّره وفضح فيه تصرف سائق سيارة البلدية.
دخل عدة زبائن، يعتقد مهند أنهم مدسوسون، لافتعال مشاكل معه في المحل، تحت ذريعة "الزبون دائما على حق"، لاستفزاز مهند وإخراجه عن طوره.
هذا باختصار ما جرى لمهند خلال 24 ساعة من تصوير مشهد يعكس غيرته على وطنه.
بعد كل ما جرى، همس مهند في أذن كاتب المقال، بأنه يشعر بالإحباط ويخشى أن يتضرر مشروعه بالارتباط بفتاة أحلامه، من جراء هذه الممارسات التي وقعت ضده.
وهنا نطرح التساؤلات على الحكومة، وعلى البلديات والحكام الإداريين الذين يمارسون صلاحية الإشراف على البلديات بعد حلها، ألا يجدر بكم تكريم مهند؟
وإن رأيتم أن لا تكريم على واجب، باعتبار حب الوطن واجب، فلماذا هذا الاستقواء ضد مهند؟
أليس من الأولى مخالفة المتسبب بالواقعة أو تنبيهه أو لفت نظره لخطورة هكذا عمل، بدلا من التصيّد للشاب مهند؟
بدورنا في "خبرني" نقول لمهند، لا تأبه بهم، وبممارساتهم ضدك، فجلالة الملك قالها لشريحة من الشباب : "انتم اضغطوا من تحت وانا بضغط من فوق".
مارس ضغطك، احمل كاميراتك، صور وارصد وانتقد، فهم راحلون..كل الحكومات راحلة..ويبقى علينا واجب الضغط والإشارة للعيوب والأخطاء وتوثيقها.