عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Oct-2024

استئناف مفاوضات غزة بين المطرقة والسندان*هشام عزيزات

 الراي 

تبدو اللحظات الحرجة للوسيط الكبير» أميركا» في حرب الإبادة في غزة وها هي «فوتي كوبي» بلبنان على قدم وساق لا نافع معها مكوكيات اموس هوكستين ولا المبعوث الرئاسي الفرنسي جان لودريان ولا زيارات وسطاء جبر الخواطر كالالمان او الفاتيكان فبغداد إلى ان انطلق بلينكن وزير الخارجية الأميركي في جولة اخيرة قبل اقتراب عقارب ساعة الانتخابات الأميركية من اللحظة التاريخية بتدشين التصويت.
 
وان كنا من الناحية الشكلية نفهم دور الوسيطين الأميركي والفرنسي باعتبارهما دخلا في حلبة التنافس التاريخي مع خليط من انسانية سكر زيادة َورغبة باستقرار العالم منعا من عودة اللاسلم واللاحرب وانبساط هذه الوضعية على مناطق التوتر في العالم المهيأ لاندلاع الحروب وتصاعد وتيرتها او تواترها.
 
الفرنسيون وحضورهم في لبنان وصف منذ زمن «سفر بلك» بالام الرؤوم ادركوا صعوبة الوضع في لبنان وقد «عم الاستقطاب السياسي» فجعل من وساطة لودريان مهمة مستحيلة من ناحية ولكونه «اخفق في دفع اللبنانيين لانتخاب رئيس جمهورية» والسبب انه يعاني من انقسامات سياسية وطائفية لا تندمل ولا تصفي النفوس والنوايا ان هي ظلت حالة سياسية باطنية.
 
التنافس الفرنسي الأميركي ليس حالة ذهنية ترفيهية فحسب ولا هي أرق مفكري واستراتيجيي القطبين، بل هو مرسوم رسمة ذكية فيها الكثير من الايحاءات شاهدها الاهم القمة الأوروبية الخليجية التي عقدت مؤخرا وحملت اجنة الحل السياسي السلمي لحربي غزة ولبنان فدعت بلينكن للهرولة للمنطقة وفي نفس الوقت اموس هوكستين دبت به الحمية لاستئناف مكوكياته للحيلولة دون الانفراد الأوروبي الخليجي بالحل او فرض الحل وان «تعصلجت» وتعسرت الأمور يلوذان لسياسة «فخار يكسر بعضه».
 
الوسيطان أميركيان يعملان حسب نيتهما للتوصل الي صيغة تنهي الصراع فورا وإلى الأبد بينما يريان ان الالتزام بـ ١٧٠١ ليس كافيا ولم يبقَ وقت لاضاعته فنحن على مسافة من صبر نفد لان الانتخابات الأميركية اقترب انفاذها ويا عالم كيف سيكون الوسيط الأميركي اذا لم ينجح الديمقراطيون بالانتخابات وكان الجمهوريون البديل وترامب ممثلهم في الانتخابات الرئاسية والفوارق بين الديمقراطيين (كاملا) والجمهوريين (ترامب)، تكاد لا تشكل مخاوف من فوز هذا على ذاك لكن مشهد أميركا الخارجي سياساتها الخارجية ومنبع الاميركان الثري قوة اميركا التي تصبح في الانتخابات التشريعية لمجلسي النواب والشيوخ والمنافسة حاضرة مرغوب بها زاهية، ام اصابها أكثر من خدش وندب بفعل نزق احد المتنافسين الذي يرغب ومن تجارب حية حرف المسار المستقيم عن ما هو مخطط له اي تنافس شرعي شريف ولا يعتريه اي نشاز!
 
يفهم ويدرك ان تواجد وسيطين أحدهما غادر لكنه من المنتظر ان يعود على ابعد تقدير منتصف الاسبوع الحالي والآخر الوسيط الكبير ما زال جوالا (بلينكن) الذي يتلمس ويسعى لعدم تمكن حماس من إعادة تشكيل نفسها بل تمكين الشعب الفلسطيني من إعادة بناء حياته، ومستقبله وكذلك عودة جميع الرهائن وكون كل ذلك أرضية مبادرة أميركية قد يجري تطويرها او بعض من مفاصلها يضربها العصف الذهني، والأخذ والرد لان دفع كلف عالية من إدارة بايدن التي فشلت فشلا ذريعا في الضغط على إسرائيل وهي الداعم السياسي والعسكري، ولهذا هي باستمرار على اهبة الاستعداد لاستكشاف أطر جديدة للسعي لفرض إيقاع وقف إطلاق النار ومن رحم نجاح هذا المسعى الى تحرير الأسرى.
 
مع انبثاق فجر اليوم تنطلق حوارات في الدوحة وأخرى بالقاهرة وفي موسكو موفد حمساوي، وفي لندن الصفدي وبلينكن وفي بيروت يجري تطعيم البارود والدخان والدمار والتهجير، بعض من مبادرة اطلعنا على عناونيها.. من الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية وتعزيز انتشار اليونيفيل، وجعل جنوب لبنان خالياً من اي قوة غير تلك للجيش اللبناني مع إيصال كل أطراف النزاع الشرق اوسطي.. ان ربط لبنان ومستقبله بصراعات أخرى بالمنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني.
 
لم يبقَ وقت لاضاعته فيما الحاجة ماسة الى قرار باتخاذ تدابير لضمان تنفيذ اي قرار اممي يطال غزة والضفة وجنوب لبنان وحتى فيما يتعلق بايران.!