عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jul-2020

علم التحريض - بقلم: بن – درور يميني

 

يديعوت أحرونوت
 
دائرة المتظاهرين تتسع. في منتهى السبت ومساء أول من أمس ايضا كان ارتفاع للدرجة. معظم المتظاهرين، كما يمكن الافتراض، ليسوا من المصوتين لليمين. فهم يتظاهرون ضد نتنياهو. لا حاجة للاتفاق مع كل كلمة، مع كل يافطة، مع كل متظاهر، كي نعرف بان معظم المتظاهرين هم اسرائيليون وطنيون. هم يريدون دولة سليمة اكثر.
يوجد بينهم فوضويون ايضا. كما توجد اعلام حمراء. فهم لا ينتمون الى تيار واحد ولا الى حزب واحد ولا الى حركة واحدة. احدهم، ليس واضحا من، رفع العلم الفلسطيني. هذا بالضبط ما كان يحتاجه بنيامين نتنياهو. فقد انقض على هذا العلم كلقية عظيمة. “تبين الغث من السمين”، كتب في بوست له. “علم السلطة الفلسطينية في مظاهرة اليسار التي ينظمها ايهود باراك، شريك الشاذ المدان جيفري افشتاين، أول من أمس خارج منزل رئيس الوزراء في القدس (المحتلة). يا له من عار”. يمكن تفكيك هذه الجملة الى اجزائها وهذا تقريبا وكأنك تكتب كلمة من حرفين بسبعة اخطاء.
لنتنياهو ومؤيديه توجد ادعاءات محقة، جزئيا على الاقل، عن الادانة بدون محاكمة، عن الكراهية السامة، عن الملاحقة الانتقائية، عن منع القدرة للدفاع عن النفس. ولكن لا شيء يبرر بوست نتنياهو – لا الابن، بل الاب – الذي هو سم قاتل من التحريض. لأن نتنياهو يعرف على نحو ممتاز 99.99 % من المتظاهرين وأكثر قليلا ليس لهم صلة بالعلم. يعرف بان الاعلام التي رفعت كانت اساسا اعلام اسرائيل. يعرف انه يوجد بين المتظاهرين ايضا من سبق من يؤيده. هم يأتون لانهم سئموا. يأتون لانه يخدعهم. يأتون لأن قراراته تمس بهم. يأتون لأن مطالباته استرداد مبالغ طائلة من الدولة، بغير حق، توضح انه لا يهتم اساسا لا بنفسه.
ولكن الاسوأ من كل هذا كان نتنياهو نفسه هدفا لحملة شريرة ربطت بينه وبين هتافات “رابين خائن” في المظاهرة الشهيرة في ميدان صهيون، وصور رابين في بزة الـ اس اس، رغم أن هذا كان استفزازا من “شمبانيا” لقب افيشاي رفيف الذي كان عميلا للمخابرات. ادعاءاته ضد الحملة كانت صحيحة من حيث المبدأ. فهو، بصوته، أسكت المتظاهرين بالذات، وهو، في مظاهرة اخرى، وقف امامهم وقال: “هو ليس خائنا!”. هكذا بحيث إنه اذا كان بوسعه أن يلصق العلم الفلسطيني بالمتظاهرين، فهو نفسه يبرر لمن ألصق به هتافات “رابين خائن”. ما يكرهه جدا – يفعله الان للآخرين، وما يفعله هو أبشع بكثير، لأن الكثيرين ممن اداروا ضده الحملة لم يعرفوا انهم يكذبون. اما هو بالمقابل فيعرف أنه يكذب. يعرف ان العلم الفلسطيني هو استفزاز من متظاهر وحيد، بالضبط مثل استفزاز “شمبانيا” ولكنه يصر على التحريض.