عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Dec-2021

«التنشئة السياسية» تُعدّ شرطاً لإيجابية المواطن*د. محمد كامل القرعان

 الراي 

منذ نشأة الجماعة الإنسانية, وجّه الفلاسفة والمفكرون جُلّ اهتمامهم إلى دراسة كيفية تنشئة الفرد نفسياً وعقلياً للإسهام في الحياة الاجتماعية والسياسية؛ لأن التحول من التجمعات والكيانات الاجتماعية إلى التكوينات السياسية في مختلف المجتمعات كان يتطلب ضرورة انخراط الفرد في حياة وأهداف مجتمعة، وذلك بالإيمان بتلك الأهداف، وبما تحمله من قيم سياسية عليا.
 
لأن التنشئة السياسية الصحيحة تُعدّ شرطاً ضرورياً لإيجابية المواطن في مجال العمل السياسي داخل مجتمعه، إذ أن خبرات التنشئة الاجتماعية تحدد تصرفات واتجاهات الفرد نحو العمل السياسي كما تحدد مدة مشاركته. لا سيما اننا على اعتاب مرحلة سياسية جديدة، ارادها جلالة الملك عبد الله الثاني لتكون انطلاقة نحو المئوية الثانية للدولة الاردنية بحيث لا يكون الاهتمام قاصراً على تنشئة فئات اجتماعية بعينها بل الكل شركاء في الاصلاح.
 
ولتحقيق تلك الغاية توجب الوقوف عند حقيقة مهمة وقد أكدتها الدراسات الاعلامية البحثية العلمية والتي تتعلق بالدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي السياسي لدى المجتمعات، وتوضيح تلك الصورة في تدعيم المشاركة السياسية لدى الشباب، والتعرف على مدى رضاهم بما تقدمه وسائل الإعلام الأردنية، ومعرفة كيفية قيام هذه الوسائل بمسؤولية تشكيل الوعي لديهم، وتحفيزهم على المشاركة في الحياة السياسية، والحزبية والعامة لا سيما في ظل مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
 
ويناط بالاعلام دور تنمية الوعي السياسي لدى المجتمع في ضوء التحديات المعاصرة، وطرح تصور مقترح يمكن أن يسهم في تطوير ذلك الدور لدى طلبة الجامعات والشباب، نظراً لما يمثّله الشباب من نسبة مرتفعة من عدد السكان في الأردن، والتعرف على الأنماط البرامجية المفضلة للتلفزيون والاذاعية لدى الجمهور.
 
اذا فهناك الكثير من الحقائق والوقائع يمكن الاستدلال عليها من خلال الاعلام والقناعة بدوره ومسؤولياته اتجاه تعزيز مناخات الانضباط المجتمعي من خلال مناقشة كل محور منها على حدا خاصة الأبعاد المعرفية والترفيهية والاجتماعية، والسياسية، والوجدانية والثقافية بحيث تضمّن كل محور تلك الأبعاد الرئيسة التي تمثل ذلك الدور.
 
كما يتضح جليا مسؤوليات الاعلام التي تعزز الهوية الأردنية ومعالجتها بأكثر المواد الإعلامية التي تلبّي احتياجات الأفراد من المعرفة والإطلاع والبرامج التي تعرف بالرموز والقيادات الأردنية.
 
وبناءً على ما سبق أن على وسائل الإعلام الأردنية بذل المزيد من الجهود لتعزيز قيم المشاركة، وذلك من خلال نشر المواد الصحفية والإعلامية، التي تهدف إلى توعية افراد المجتمع، وتعميق منظومة القيم القانونية والأخلاقية، وتناول الموضوعات التي تلبّي احتياجاتهم خاصةً الموضوعات التي تحصد في دراساتنا على نسبة منخفضة؛ كموضوع الهوية الأردنية، والرموز والقيادات الوطنية.
 
ختاما؛ ومما لا شك فيه أن الاعلام والصحافة يمكن أن تقوم بدور مهم في مساعدة المجتمعات على أداء دورهم الوطني في المجتمع، وذلك عن طريق التنشئة والنصح والإرشاد والتوجيه والمتابعة، وضرب المثل بالقدوة الحسنة وغير ذلك من الموضوعات ذات التأثير المباشر على نفوس المواطنين.