عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Aug-2023

كوهين يريد احتلال رئاسة الليكود

 الغد-هآرتس

 يوسي فيرتر
على أساسين تقوم الدبلوماسية الدولية: الاحترام والسرية. وزراء الخارجية كانوا يتجولون ذات يوم بالبدلات الرسمية والقبعات العالية، من اجل توضيح مكانتهم الخاصة وأنهم اعضاء في ناد حصري العضوية. اللقاءات السرية هي جزء لا يتجزأ من مجال عملهم. في كل لحظة وفي كل نقطة على وجه الكرة الارضية يجري الكثير من هذه اللقاءات بين وزراء خارجية ودبلوماسيين كبار. توجد للسياسيين من بينهم على الاغلب "قاعدة" سياسية وجمهور ناخبين، لكن هذه الوظيفة الحساسة هي وظيفة ملزمة. المصالح الوطنية تتغلب على المصالح الحزبية الشخصية. وكبح احاسيس الاشباع هو أمر حيوي. الامر لم يكن هكذا لدى ايلي كوهين، كما يتبين. مساء أول من أمس اصدرت وزارة الخارجية بيان رسمي احتفالي جدا بخصوص اللقاء الذي جرى مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في ايطاليا. اعمال الشغب الذي اندلعت في شوارع طرابلس، اجبرت رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة على التنصل من هذا اللقاء – الذي كان بمصادقته كما يبدو. والوزيرة المحرجة اضطرت الى الهرب الى اسطنبول من اجل انقاذ نفسها.
 
  كوهين (لاحقا، جهات سياسية)، حاول انقاذ نفسه من هذه الورطة التي اوجدها بواسطة وابل من الاحاطات، التي في افضل الحالات كانت محرجة: مثلا، حاول نسب التسريب لهيئة الامن القومي أو الموساد. وحاول الاستناد الى الصداقة المعطوبة. ولكن لماذا يفعلون ذلك؟ "الجهات" ادعت بأنه بعد توجه المراسلين للوزارة "بمعلومات جزئية" اضطروا الى تبكير النشر من اجل "السيطرة على الرواية". هذا مبرر بائس ومثير للشفقة. في مثل هذه الحالات يوجد تكتيك معروف وهو التجاهل، "عدم المصادقة وعدم النفي"، وابقاء الموضوع تحت غيمة ضبابية. ولكن عدم الاسراع الى نشر بيان عن "لقاء تاريخي" مع استخدام تعبيرات قوية مثل "اهمية كبيرة" و"امكانية كامنة كبيرة لصالح دولة اسرائيل".
 من اجل عنوان كوهين لم يرم فقط صديقته المسكينة تحت الاطارات، بل هو الحق ضرر كبير بعلاقات الدولة الخارجية والجهود الاميركية للدفع قدما بالتطبيع بين اسرائيل ودول عربية اخرى، وحتى "مصالح امنية اميركية"، هذا حسب ما نشر في "واللاه" من قبل مصدر اميركي.
 عندما قام نتنياهو بتعيين كوهين في منصب وزير الخارجية لسنة واحدة، التي ستنتهي بالضبط بعد اربعة اشهر، افترض أن هذا الشخص المنضبط والمطيع لن يسبب له الحرائق. هناك وزير خارجية بالفعل وهو رون ديرمر، الذي توجد في يده المهمات الحساسة امام الادارة الاميركية. لكن كوهين يوجد له تبجح وهدف وهو احتلال رئاسة الليكود في اليوم التالي لبيبي. الطريق الى هناك تمر عبر الناخبين. لذلك، هو يقوم بإهانة نائبة الرئيس الاميركي، الصديقة الكبيرة لاسرائيل، ("هي لا تعرف ماذا يوجد في الاصلاح")؛ لذلك، هو يطلق تصريحات مدوية مشابهة تجاه وزيرة الخارجية الالمانية؛ ولذلك هو يبشر باتفاق سلام قريب مع السودان – الذي تم نفيه على الفور؛ ولذلك هو ايضا يتبجح بلقائه مع الوزيرة الليبية. كل ما حسب رأيه سيضيف له النقاط في منافسته المستقبلية.
 حسب التقارير من طرابلس فان رئيس الحكومة هناك قام باقالة المنقوش – انهت حياتها السياسية – ونأمل أن يقتصر الامر على ذلك، بسبب زميل متسرع وشعبوي ومخادع. هو الذي كان يجب أن تتم اقالته. كل لحظة اضافية له في الوزارة هي عبء على الدبلوماسية الاسرائيلية. ليس فقط الولايات المتحدة غاضبة، بل ايضا الايطاليون الذين جرى اللقاء برعايتهم، تم احراجهم. وماذا بشأن دول اسلامية اخرى؟ هل زعماؤها سيرسلون الوزراء للالتقاء مع كوهين رغم معرفتهم بأنه لا يمكن الثقة بوزير خارجية اسرائيل؟.
هذا الهراء المزمن يميز حكومة اسرائيل الـ 37، التي اليوم ستكمل بالضبط شهورها الثمانية. في الاشهر الاخيرة تجذر مصطلح "عملية" (هجوم) في سياق سلوك الحكومة وفي تصريحات وافعال الكثير من وزرائها. قبل اسبوع تقريبا اتهمت جهات كبيرة في وزارة الخارجية وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير بتنفيذ "عملية سياسية"، بأقواله العنصرية حول حرية حركته وحركة عائلته في المناطق. المخرب خرج من مكتب وزير الخارجية. لقد بقيت لكوهين، كما قلنا، اربعة اشهر على التناوب في وزارة الطاقة مع الوزير اسرائيل كاتس الذي لا يستطيع الانتظار. في هذه الفترة يمكن الافتراض بأننا سنراه وهو ينطلق ويهبط بشكل أقل مما تعودنا عليه. كلما قل نشاطه ستقل الامكانية الكامنة للضرر. مطلوب لدولة اسرائيل وزير خارجية جدي ومسؤول، يعرف دوره ويستطيع قراءة خارطة العالم، ويعرف البنية الخاصة في دولة ممزقة ومقسمة مثل ليبيا، ويمكنه مد النظر ليرى ما بعد الانتخابات التمهيدية القادمة.