عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2019

القصف في سوریة..الأعمال کالمعتاد - یوسي ملمان
معاریف
 
التقاریر من سوریة عن ھجوم إسرائیلي آخر لیل السبت تشھد على أن الأعمال كالمعتاد. یبدو أن
سلاح الجو یواصل مھاجمة أھداف في سوریة تتماثل مع تواجد إیران وحزب الله. ھكذا كان، حسب
التقاریر، قبل شھر في المصیف، حین أصیب ثلاثة سوریین في ھجوم، ھكذا أول من أمس في اللیل
في غربي دمشق، في منطقة الكسوة، قاعدة ھوجمت عدة مرات في الماضي ومعروفة كنقطة
تخزین ونقل للصواریخ الإیرانیة.
المعنى ھو ان كل الأطراف في سوریة لم تغیر نھجھا واستراتیجیتھا الاساسیة. ربما فقط بتقنین.
إسرائیل تھاجم في سوریة، وان كان على ما یبدو بتواتر أدنى مما في الماضي، وذلك في اعقاب
احتجاج روسیا وطلبھا بعد سقوط طائرة استطلاعاتھا بصاروخ سوري اطلق بعد ھجوم إسرائیلي.
تواصل إیران تثبیت تواجدھا في سوریة، ولا ترتدع من ھجمات سلاح الجو ضدھا. وإذا كان ثمة تقلیص في حجم نشاطھا، فالأمر ینبع من مشاكل داخلیة أكثر من أي شيء آخر. فالعقوبات القاسیة التي فرضتھا – وتواصل فرضھا – الإدارة الأمیركیة تمس بشدة في المداخیل الإیرانیة من النفط.
والاقتصاد الإیراني یتدھور إلى أزمة اقتصادیة. في مثل ھذه الظروف، یفكر أصحاب القرار في إیران مرتین على كل ریال ینفقونھ على مغامراتھم الخارجیة وعلى دعمھم لحزب الله والجھاد الإسلامي في غزة، وعلى تثبیت انتشارھم في سوریة.
كما أن نظام الاسد یواصل كالمعتاد. فقد اعتاد على ھجمات إسرائیل في بلاده، وطالما كان مثل ھذا
الھجوم یقع، فان وكالة الأنباء السوریة والناطقین بلسان الشرطة یبلغون، ینددون ویتباھون بان الصواریخ التي اطلقت تم اعتراضھا. یحتمل ان یكون الاسد یرید أن یرى انسحاب القوات الایرانیة
وحزب الله من الاراضي السوریة، ولكن الدین الجسیم الذي یحملھ لھما على ما سفكوه من دمائھما
لانقاذ نظامھ (الى جانب روسیا) وتواصل تعلقھ بھما لا یسمح لھ بان یطالب بذلك علنا واجبارھم
على مغادرة سوریة.
كما ان التوتر المتعاظم بین إیران والولایات المتحدة وشحذھما للسیوف یساھم بدوره في الوضع في
سوریة. فالانصات الإیراني معطى الان اكثر لما یجري في الخلیج الفارسي، واسرائیل یمكنھا ان
تحاول استغلال ذلك لمواصلة جھودھا لابعاد إیران عن سوریة.
ولكن إذا لم تنشب حرب بین الولایات المتحدة وإیران، واحتمالات ذلك ضئیلة جدا، وترامب اوضح منذ الآن بان وجھتھ لیست الى ھناك – فان الوضع الراھن في سوریة سیستمر. لا إسرائیل ولا إیران ستتنازلان عن استراتیجیتیھما. إسرائیل ستواصل العمل ضد تواجد إیران وحزب الله طالما كانت لدیھا معلومات دقیقة عن نقل السلاح، في الجو أو في البحر عبر العراق، لاقامة مخازن ومشاریع لانتاج الصواریخ الدقیقة، وعندما تكون جدوى عملیاتیة. اما إیران، من جھتھا، فلن تتنازل بسھولة عن رؤیا جسرھا الشیعي، للتواصل الاقلیمي من اراضیھا عبر العراق إلى سوریة والى شواطئ البحر المتوسط في لبنان.