عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Sep-2020

ظاهرتان مضيئتان في القدس...!!*رشيد حسن

 الدستور

حدثني صديقي القادم من أولى القبلتين، وثاني الحرمين، وثالث المسجدين.. من قدس الاقداس.. من زهرة المدائن.. وعاصمة العواصم. من القدس العربية المحتلة... عن ظاهرتين مضيئتين لمسهما في المدينة الخالدة خلال عمله في رئاسة «الاونروا».. الواقعة في حي الشيخ جراح وهما:
 
الاولى: يقول صديقي وهو مبتهج، وتشع عيناه بالامل.. لقد لفت انتباهي خلال تجوالي الذي لم ينقطع في كافة احياء وشوارع القدس الشرقية العربية المحتلة، ان اهلنا المقدسيين يسيرون في القدس.. في شوارعها.. واحيائها.. في الحارات القديمة... في الحواري.. ياكلون كنافة جعفر.. كعك باب العمود.. ويشربون قهوة عبود.. هو واسرهم.. واطفالهم.. بكل ثقة... لا يرهبهم جنود العدو المنتشرين في كافة ارجاء المدينة... راجلين.. وفي دوريات.. مدججين بكافة انواع الاسلحة..
 
اهلنا المرابطون -وكما لاحظت- حريصون على ان تبقى الشوارع والساحات العامة تغص بهم.. لا يغادرونها.. حتى في احلك الظروف... في حين ترى رعاع المستوطنين لا يجرؤون على التنقل في المدينة.. ولاعلى المشي في شوارعها.. او حتى على الدخول في ازقتها وحواريها.. ولا يجرؤون على شراء ما يريدون من معروضاتها.. الا بمرافقة جنود العدو المدججين بالسلاح..
 
لقد شاهدت -يضيف صديقنا- جنود العدو يحرسون كل بيت من بيوت هؤلاء الاوغاد.. يقفون في وضع قتالي مرعوبين.. من شباب المقاومة الذين يخرجون عليهم من الازقة والحواري بخناجرهم وسكاكينهم....فلا تسمع الا صراخهم وعويلهم الذي يشبه صراخ الخنازير..وقد لاقوا المصير المحتوم.
 
هؤلاء الرعاع الفاشيين يدركون انهم مجرد لصوص.. اغتصبوا الارض.. فلا يقدرون على تدنيس المسجد الا بحراسة الجيش.. فتراهم يدخلون مهرولين.. ويخرجون مهرولين، تكاد عيونهم تفر من محاجرهم خوفا وهلعا من صاحب الارض.. من المرابطين في المسجد.. وقد نذروا انفسهم لحمايته.. من هؤلاء المغتصبين الاوغاد..
 
الصورة تعبر عن نفسها.. وتنطق بالحق المبين.. بان هذه المدينة عربية.. وستبقى عربية.. واهلها المرابطون راسخون في ارضها.. رسوخ جبالها.. تتزلزل الارض.. ولا يتزلزلون.. وها هم صامدون.. ولا يزالون هم الاكثرية في القدس الشرقية «380» الفا. رغم جرائم التطهير العرقي التي ينفذها العدو يوميا.. وخاصة هدم المنازل.. وقد بلغ عدد المنازل المهددة بالهدم، حوالي «11» الف منزل- كما يقول نائب محافظ القدس.
 
ولا باس ان نشير في هذا المقال بان العدو يعمل ليلا ونهارا لتقليل عدد السكان العرب فيما يسمى بالقدس الموحدة.. وان الهدف الرئيس لجدار الفصل العنصري. هو فصل الاحياء العربية ذات الكثافة السكانية عن القدس..!!
 
وقد لخص الشاعر الفذ تميم البرغوثي الوضع.. «من في القدس الا انت.؟؟»
 
الثانية: الظاهرة الثانية وهي: ان خطيب المسجد الاقصى، او لنقل خطباء المسجد وائمته ووعاظه..الخ هم اكثر خطباء المساجد في الدول العربية والاسلامية وعلى امتداد الكرة الارضية جرأة وشجاعة.. يحملون اكفانهم على سواعدهم..ويتصدون بصدورهم العارية وقبضاتهم الفولاذية للمحتلين.. لا يخشون موتا. ولا يرهبون نفيا.. واستطاعوا بفعل صمودهم الاسطوري، ان يسهموا في تجذير الصمود.. وتجذير المقاومة السلمية.. وتجذير انبل ظواهر هذه المقاومة.. ونعني ظاهرة المرابطين في الاقصى.
 
رغم العدوان الاميركي الصهيوني الاستئصالي.
 
الا اننا مؤمنون بان القول الفصل هو لشعبنا العظيم.. شعب الجبارين..
 
فهو الذي سيحسم المعركة ويطرد الغزاة ومن لف لفهم..
 
هذا هو ديدنه وافعاله عبر التاريخ..
 
ومن يعش يرَ؟؟!!