عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jan-2019

اهرامات الجزائر لم تفصح بعد عن کل أسرارها
تیارت- بنیت أھرامات لِجدار قبل 16 قرنا على تلتین متجاورتین في شمال الجزائر، وما تزال تحتفظ بأسرار كثیرة لم یكتشفھا الباحثون إلى الیوم.
والثوابت الوحیدة ھي أن ھذه الآثار الثلاثة عشر للحجارة مربعة القاعدة وذات الارتفاع الھرمي، الفریدة في الجزائر وبلدان المغرب عموما، كانت مباني جنائزیة تقع بالقرب من تیارت (250 كیلومترا جنوب غرب الجزائر العاصمة) وبنیت بین نھایة القرنین الرابع والسابع للمیلاد.
لكن الآراء متباینة حول من دفنوا فیھا، وھم ربما من الشخصیات المھمة.
في ذلك الوقت، انتشرت إمارات صغیرة حكمھا ملوك الأمازیغ، ولا یعرف تاریخھا بشكل جید ولا یوجد سوى القلیل من الآثار عنھا.
كما أن القرون الثلاثة التي صاحبت بناءھا ھي حقبة من الاضطرابات العمیقة في شمال الجزائر
حین كانت مملكة نومیدیا تحت الحكم الروماني. ومن أبرز تلك الاضطرابات انھیار الإمبراطوریة الرومانیة الغربیة، وغزوات الوندال ثم البیزنطیین وبدایة الغزو العربي.
بنیت ھذه الأھرامات على تلتین قرب بلدة فرندة، وھي ذات قواعد یراوح عرضھا بین 5,11 و46 مترا، ویصل طولھا إلى 18 مترا.
ویختلف عدد الحجرات في كل ھرم باختلاف حجمھ، وصولا إلى عشرین. وھي حجرات
متصلة بأروقة یرجح الباحثون أنھا كانت مقابر جماعیة وأماكن للعبادة أیضا.
ونحتت العتبات العلویة الحجریة للأبواب الداخلیة بزخارف تقلیدیة عادة ما توجد في المباني المسیحیة، ومشاھد صید وصور لحیوانات.
وتوجد أیضا بعض الكتابات التي یرجح أنھا لاتینیة، لكنھا غیر واضحة فیصعب تفسیرھا.
ویقول بعض الباحثین إنھا یونانیة.
ویقول رشید محوز الباحث في علم الآثار الذي یعمل منذ خمس سنوات لإنجاز أطروحة دكتوراه عن ھذه الأھرامات ”ما یمیزھا قبل كل شيء ھو تاریخ بنائھا“.
فھي متأخرة عن غیرھا من المعالم الجنائزیة في شمال الجزائر، مثل ضریح إمدغاسن العائد إلى القرن الثالث قبل المیلاد، وضریح ماسینیسا أول ملوك نومیدیا الموحدة العائد إلى القرن الثاني قبل المیلاد، والضریح الملكي الموریتاني (یسمیھ الجزائریون ”قبر الرومیة“) الذي یعود إلى القرن الأول قبل المیلاد.
وأقدم وصف مكتوب عن لِجدار یعود إلى القرن الحادي عشر للمؤرخ ابن الرقیق نقلھ عنھ ابن
خلدون في مقدمتھ في القرن الرابع عشر.
وبقیت ھذه المعالم لقرون عدة عرضة لتقلبات الزمن وكذلك للنھب بسبب موقعھا في منطقة غیر
مأھولة.
ولم یعد الاھتمام بأھرامات لِجدار إلا في القرن التاسع عشر مع أولى الحفریات الأثریة الحدیثة في الجزائر التي رافقت الاحتلال الفرنسي، مع جنود فرنسیین استكشفوا تسع إھرامات ابتداء من العام 1865.
وبین العامین 1967 و1970 ،أجرت عالمة الآثار الجزائریة فاطمة قادري (المتوفاة العام 2012 (دراسات معمقة للأھرامات الثلاثة الأقدم.
لكن النھب وتدھور حالتھا مع مرور الوقت جعلا الأمر أكثر صعوبة على الباحثین.
ویأسف رشید محوز ”لعدم توفر الأرشیف الفرنسي حول لِجدار، كما أن العظام والأشیاء التي عثر علیھا أیام الاحتلال نقلت إلى فرنسا“.
ویأسف أیضا لعدم وجود أبحاث خاصة بھذه ”العجائب“، كما یصفھا، أو دارسین متخصصین.
صنفت لِجدار ضمن التراث الوطني الجزائري منذ 1969 .وتتطلع السلطات الجزائریة وعلماء الآثار إلى تصنیفھا ضمن التراث العالمي من جانب منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة (یونسكو)، ما یسمح بحمایتھا ودراستھا.
ویعد المركز الوطني للبحث التاریخي والأنتروبولوجي منذ أكثر من سنة ملفا في ھذا الإطار لتقدیمھ إلى الیونسكو.
وفي انتظار ذلك، تستمر جھود المحافظة علیھا، ففي فرندة یعمل عشرون طالبا في الآثار مع أساتذتھم على معاینة الأضرار وینظفون بالفرشاة والماء الرموز المنقوشة على بعض الأحجار قبل قیاسھا، وھي عملیة دقیقة قد تتطلب ساعتین لكل رمز.
ویرى مصطفى ضربان الأستاذ في معھد علم الآثار بالجزائر، أنھ من المھم جداً ”الحفاظ على ھذا الموروث الذي تركھ الأجداد نظرا لقیمتھ الكبیرة“.-(أ ف ب)