عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2019

خطة القرن - بقلم: شلومو شمیر

 

 
معاریف
لیس مضمون خطة القرن للرئیس ترامب وحده ھو الذي سیقرر فرصھ في القبول، بل وأیضا ھویة
المبادر للخطة، مكانتھ ومدى صلاحیاتھ في الأسرة الدولیة. المضمون لیس معروفا رسمیا بعد. ما
نشر یستند الى تسریبات وتلمیحات. ولكن مكانة الرئیس ترامب وسمعتھ العالمیة معروفتین جیدا،
وھما لیستا بشرى مشجعة لفرص الخطة.
صحفیون ومحللون في وسائل الإعلام في الولایات المتحدة وفي اسرائیل ینشغلون منذ زمن بعید
بالتقدیرات حول فرص قبول خطة السلام للرئیس ترامب استنادا الى ما سرب، وإن كانت مؤخرا
دحرت جانبا بعض الشيء في أعقاب الحرب التجاریة التي یدیرھا الرئیس ضد الصین والتصعید
في العلاقات بین الولایات المتحدة وإیران.
وفقا للمنشورات، في إطار الخطة، التي من المتوقع أن تنشر في بدایة حزیران (یونیو)، فإن المستوطنات القائمة ستبقى في مكانھا بدون خوف من الإخلاء. ”ھل ستشتري منتجا من مصنع
قضى تقریر رسمي بأنھ یوجد خلل في منظومة آلاتھ؟“، سأل دبلوماسي غربي في حدیث عني
بفرص قبل خطة القرن وألمح بالطبع الى أن المصنع العلیل ھو البیت الأبیض.
صحیح أن قواعد الكیاسة الدبلوماسیة تمنع رؤساء الوفود والدبلوماسیین من التعبیر عن آرائھم في
الرئیس ترامب، ولكن السفیر الفرنسي في واشنطن والذي ینھي مھام منصبھ وصف ترامب في
مقابلة صحفیة معھ كـ“متخلف“ وادعى بأن ھناك احتمالا 99 في المائة ألا تتحقق الخطة.
”تحت رئاسة ترامب، فقدت الولایات المتحدة صلاحیاتھا كقوة عظمى مؤثرة“، قال نائب رئیس
بعثة عربیة. ”الرئیس ترامب لیس في مكانة تجعلھ یبادر ویدفع الى الأمام بخطة ھدفھا اختراق
لتحقیق السلام في النزاع التاریخي بین إسرائیل والفلسطینیین. لقد فقد البیت الأبیض لترامب المكانة القدیمة التقلیدیة للولایات المتحدة كوسیط بین إسرائیل والفلسطینیین“، ھذه الجملة المتكررة تشرح لماذا حتى قبل نشر خطة القرن نشأ تحالف دولي یرفضھا، ولماذا وقف الاتحاد الأوروبي ضدھا، والجامعة العربیة رفضتھا.
لقد برأ التقریر النھائي للمحقق روبرت مولر ساحة الرئیس ترامب من الشبھات بأنھ كان على علم
وشریكا في تدخل روسیا في حملة الانتخابات. ولكن بالمقابل، كشف التقریر النقاب عن أن البیت
الأبیض ومحیط الرئیس ھما ساحتان سائبتان. وفي أعقاب التقریر رفع أعضاء كونغرس دیمقراطیون كبار وسناتورة دیمقراطیة مشروعا للنظر في إجراءات التنحیة ضد الرئیس. یشعر الكثیرون بأن البیت الأبیض والرئیس ھما الأخیران في العالم اللذان یمكنھما أن یضمنا أي فرصة لخطة سلام طموحة.
إن الاستخفاف في الفریق الذي یقف خلف خطة السلام، واضح على نحو خاص تجاه جارد كوشنیر، صھر ومستشار ترامب، الذي یعمل مع مبعوث ترامب الى الشرق الأوسط جیسون غرینبلت. ولغرض المقارنة، فإن وزراء خارجیة كانوا مشاركین في مساعي الوساطة بین اسرائیل والفلسطینیین، مثلكوندالیزا رایس وجون كیري درجوا على أن یصلوا الى نیویورك للقاء مع سفراء مجلس الأمن ویبلغوھم ویكشفوا لھم تفاصیل عن مبادراتھم. ھذا لم یسھم في نجاحھا، ولكن فشلھا لم یمس بكرامتھم. أما في حالة ترامب، كوشنیر ونظرائھما، فمن شأن ھذا أن ینتھي بشكل مختلف.