عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jun-2020

الرياضة المنزلية للأطفال وسيلة للتخلص من السمنة والكسل

 

ديمة محبوبة
 
عمان– الغد-  لم يكن الحظر المنزلي صعبا على الكبار فقط، كذلك الحال على الصغار أيضا، الذين كان لوجودهم الدائم في المنزل تأثير سلبي انعكس على حالتهم النفسية، خصوصا في غياب القيام بأي نشاط بدني.
الملل والكسل الذي شعر به الشخص خلال فترة الحظر الجزئي والشامل جراء تصدي الحكومة لانتشار فيروس كورونا المستجد كانا كبيرين، فاقتصرت النشاطات داخل المنزل، كتحضير الكثير من الأطعمة، أو ممارسة الألعاب الالكترونية، وتصفح السوشال ميديا ومتابعة بعض البرامج أو المسلسلات عبر القنوات الفضائية.
وهذا ما اندرج على الصغار أيضا، ما سبب لهم الكسل بشكل واضح، لعدم خروجهم وإغلاق المراكز الترفيهية، خصوصا وأن معظم العائلات تقيم في شقق سكنية لا مساحات فيها للعب الكرة أو الركض لتجديد الطاقة وتحريك الجسد.
“ليس الكسل والملل الوحيدين اللذين كان لهما تأثير على الأطفال خلال هذه الفترة، فجميع الأهالي يخشون على أبنائهم باحتكاكهم واختلاطهم مع الآخرين خارج المنزل، وهذا ما جعل الأم ميسم علي تفكر بممارسة الرياضة بشكل جماعي مع أطفالها الثلاث. وتؤكد أنها وضعت جدولا تستفيد منه هي وأولادها من خلال متابعة مقاطع فيديو التي اعتمدتها من موقع اليوتيوب، فاختارت يوما لأداء رياضة “الكارديو”، ويوما مخصصا لرقص “الزومبا”، وهناك نصيب لممارسة “اليوغا” أيضا، موضحة أن هذه الأنشطة ولدت لعائلتها “نشاطا مسليا مفيدا” يخفف عنهم الحرمان من الحركة.
أما هالة السيد، فقامت بتفريغ غرفة لممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية في المنزل، بعد أن شعرت أن أبناءها يكتسبون الوزن الزائد، خصوصا أن الخمول بدا واضحا على سلوكياتهم.
فقامت بشراء أدوات الرياضة منها، الحبل، وأوزان خفيفة، ما شجع أبناءها على اللعب، وقبل كل شيء عليهم أن ينزلوا ويصعدوا الدرج مرتين قبل اللعب، لتحريك جسدهم والدورة الدموية.
وتؤكد بأن اتباع الرياضة المنزلية لأبنائها كانت وسيلة مهمة للتنفيس من الضغط المنزلي، لافتة إلى أنها بالفعل اتخذت القرار الصحيح بالوقت المناسب، إذ بدأ أطفالها بفقدان الوزن الزائد المكتسب خلال فترة الحظر المنزلي، وذلك إثر كثرة تناول الأطعمة والحلويات، بالإضافة للجلوس خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية طوال الوقت.
أما كمال عطا الله فقد فاجأ أطفاله بشراء دراجات هوائية، وذلك لتشجيعهم على ممارسة الرياضة والابتعاد عن الألواح الالكترونية، فكان يحدد لهم يوميا ساعتين أمام المنزل لممارسة هذه الرياضة.
ويؤكد أن فكرته بالفعل جاءت بوقتها، فأبناؤه لم يشعروا يوما بضرورة ممارسة الألعاب الرياضية، كما أنهم يرفضون الأمر ويتهربون منه طوال الوقت، أما ركوب الدراجة الهوائية فحظي بإعجابهم وسعادتهم، وبدؤوا يتفقون مع أصدقائهم للعب في الحي بساحة ترابية تخلو من مرور المركبات.
الخبير الرياضي محمد السيد يؤكد بأن ممارسة الرياضة دائما مفيدة للصغار والكبار، الرجال والنساء، وخصوصا في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم، فالرياضة ترفع من مناعة الجسم وقوته.
ويلفت إلى أن الأطفال الأكثر ضررا في فترة الجلوس في المنزل، وعدم الخروج إلى أماكن معينة بعيدا عن النشاطات البدنية، ناصحا بأن أي عائلة تستطيع أن تضع برنامجا لأطفالها عبر الانترنت، فهناك حصصا لكافة الأعمار، وجميع الرياضات، ويمكن أداؤها في غرف البيت.
وينصح السيد بتمارين التمدد والرقص، لما يحفز الأطفال ويعيد تركيزهم ويشعرهم بالتسلية، فهذه الأنشطة تحرك جميع عضلاتهم، مؤكدا أن الأطفال يستطيعون أن يمارسوا الرياضة لمدة ساعة في اليوم.
ويلفت إلى أن الأطفال لديهم الكثير من الطاقة، والتي عادة تزعج الأهل، لأنها تخرج في غير مكانها، إما بالمشاجرات فيما بينهم أو اللعب العنيف، إذ إن طاقة الأطفال يجب أن تجد متنفسا، فهم بحاجة إلى الركض واللعب.
ويبين السيد أن الكثير من المدربين الرياضين كانوا يمارسون عملهم عن بعد، للحفاظ على صحتهم، ولتحفيز الآخرين على ممارسة الرياضة، والتخفيف من حدة المزاج السيئ أثناء الحظر، والخوف من الإصابة بالمرض، فالمعظم يرتدي الملابس الرياضية، ويستخدمون الأدوات الرياضية البسيطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كـ”فيسبوك ويوتيوب وانستغرام”.
ويلفت السيد إلى أن الكثير من العائلات حتى مع انتهاء الحظر وفتح النوادي الرياضية، وخروج الأهالي، إلا أن الكثير ما يزال يأخذ الحيطة والحذر في تعاملات الأطفال خوفا من اختلاطهم مع المصابين بفايروس كورونا المستجد. ويضيف أن بث هذه العادات الجديدة في حياة العائلات يحسن النفسية، ويغير الأجواء، ويجمع أفراد العائلة بنشاط جديد، ويحسن من صحتهم البدنية.